العدد 5265 - السبت 04 فبراير 2017م الموافق 07 جمادى الأولى 1438هـ

رومانيا تلغي مرسوما يعفي من اتهامات بالفساد والمظاهرات تستمر

وفت الحكومة الرومانية التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي الأحد (5 فبراير/ شباط 2017) بوعد قطعه رئيس الوزراء بإلغاء مرسوم يعفي بعض المتهمين بالكسب غير المشروع من الملاحقة القضائية في تراجع محرج في وجه مظاهرات حاشدة استمرت أسبوعا وانتقادات دولية.

وقالت الحكومة أيضا إنها وافقت على رفع السرية عن محضر جلسة لمجلس الوزراء يوم الخميس تم إقرار المرسوم خلالها.

وتقول الحكومة إن موافقتها على المرسوم كان محاولة لتخفيف الضغط على نظام السجون. وكان من المقرر سريان المرسوم نهاية الأسبوع.

وتسببت أنباء إقرار المرسوم -الذي كان سيحمي عشرات السياسيين من الملاحقة القضائية بتهم فساد- في خروج أضخم مظاهرات في رومانيا منذ عام 1989 حين انهار النظام الشيوعي بقيادة نيكولاي شاوشيسكو.

وقال رئيس وزراء رومانيا سورين جرينديانو السبت إنه سيلغي المرسوم لأنه لا يريد "انقسام رومانيا". وبعد يوم عقد مجلس وزرائه جلسة طارئة لإلغاء المرسوم فيما احتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين وهم يهتفون "لصوص..لصوص" و "استقالة..استقالة".

وقال ليفيو دراجنيا زعيم الحزب الحاكم إن رئيس الوزراء سيجري محادثات مع وزير العدل ليقرر ما إذا كان سيقيله.

وكان من شأن المرسوم أن يصب في صالح دراجنيا -الذي اختار جرينديانو لقيادة الحكومة بدلا منه لأنه ممنوع من تولي مناصب سياسية بسبب إدانته بتزوير أصوات - من خلال إعفائه من تهمة استغلال المنصب التي يحاكم بموجبها ويرى كثيرون أنه كان القوة الدافعة الحقيقية وراء قرار حكومة جرينديانو.

ومن بين أبرز المنتقدين للمرسوم كان الرئيس كلاوس يوهانيس الذي انضم لمسيرة مناهضة للفساد قبل أسبوعين وحث الحكومة مرارا على إلغاء المرسوم.

وتظاهرت اليوم الأحد مجموعة مؤلفة من نحو ألف محتج أغلبهم من الأكبر سنا أمام القصر الرئاسي لشجب الرئيس يوهانيس ووصفوه بأنه "خائن".

ووصف المنتقدون المرسوم بأنه أكبر تراجع في الإصلاحات منذ انضمام رومانيا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007. وكان الإجراء سيعفي في حالة تطبيقه مئات المسؤولين من الملاحقة القضائية في تهم تتعلق بإساءة استخدام السلطة بما في ذلك التربح بمبالغ تقل عن 200 ألف لاو (48 ألف دولار).

وعبرت تسع دول غربية منها ألمانيا والولايات المتحدة عن قلقها الشديد من أن يقوض المرسوم علاقات الشراكة بين رومانيا والاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي.

وفي بلغاريا المجاورة احتشد العشرات خارج السفارة الرومانية في صوفيا للتعبير عن تأييدهم للاحتجاجات الحاشدة ورفعوا لافتات كتب عليها "اتحدوا ضد الفساد" و "رومانيا... بلغاريا تساندك".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً