العدد 5270 - الخميس 09 فبراير 2017م الموافق 12 جمادى الأولى 1438هـ

بالفيديو... نساء على الدراجات الهوائية لتعود بغداد "كما كنا نعرفها"

تحاول الشابة العراقية مارينا جابر ان تجعل مجتمعها يتقبل رؤية الفتيات يقدن الدراجات الهوائية، وهو أمر كان معتاداً في زمن أمها وجدتها كما تقول، قبل أن تتغير ملامح المجتمع العراقي تحت ضربات الحروب والعنف والتشدد.

ويطلق كثيرون على مارينا البالغة من العمر 25 عاما اسم "فتاة البايسكل"، وهي تتنقل في الآونة الاخيرة على متن دراجتها الهوائية وشعرها يتطاير في الهواء، في مجتمع لا ينظر بعين الرضى إلى هذه الممارسات.

وتقول لمراسل وكالة "فرانس برس": "أمي وجدتي كانتا معتادتين على ركوب الدراجات الهوائية، كان امرا طبيعيا، ويجب ان يكون امرا طبيعيا".

وتضيف "هل ان المجتمع هو من منعنا عن بعض الامور، ام ان ذلك حدث بسبب توقفنا عن القيام بها؟ هذا سؤال مهم يدور في ذهني لفترة طويلة".

وشهد العراق في السنوات الماضية، لاسيما بعد تداعيات الغزو الأميركي، تصاعداً في التشدد الديني والتوجه المحافظ مع ارتفاع حدة العنف والتوتر الطائفي.

واصبحت مارينا موضوعا متداولاً عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتحول نشاطها إلى تجمع لفتيات يتنقلن بدراجات هوائية في وسط بغداد.

وانتشرت صورة لها على موقع "انستغرام" وهي تقود دراجتها فيما يحدق فيها رجل يقود دراجة وكأنه غير متقبل لهذا المشهد، وقد جمعت الصورة 30 ألف مشاهدة.

وتقول مارينا "بعد مدة قصيرة أصبح الأمر معتاداً لسكان الحي، وتوقفوا عن النظر إلى، ففهمت انني ان كنت اريد القيام بشيء، ما علي إلا أن أبدأ بفعله".

ويعيد نشاط قصة مارينا الى الاذهان ما فعلته المصورة اليمنية بشرى الفسيل التي شكلت في العام 2015 أول فريق نسائي للدراجات، للتأكيد على حقهن في قيادة الدراجات واحتجاجا على الحرب.

واليوم، لا تتردد عراقيات كثيرات عن وضع صور مارينا على دراجاتهن الهوائية، وتشارك كثيرات بركوب الدراجات الى جانب شابات وشبان للقيام بجولات منظمة بحماية قوات الشرطة في شوارع بغداد.

وبهدف دعم مبادرة مارينا، قامت جمانة ممتاز، وهي صحافية من مدينة الموصل، ثاني مدن العراق واحد آخر معاقل تنظيم "داعش" المتشدد، بوضع صورة لمارينا على دراجتها. وتقول جمانة "هذه وسيلة لمقاومة تنظيم الدولة الاسلامية والفكر المتطرف".

وتشير مارينا الى ان البداية كانت مثقلة بتعليقات سلبية، "لكن أكثر التعليقات التي صرت اسمعها الآن هي: هذه بغداد التي نعرفها". وتقول "بإمكاننا تغيير الواقع".

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا