العدد 5278 - الجمعة 17 فبراير 2017م الموافق 20 جمادى الأولى 1438هـ

كونوا قمْحكم وهدوءكم

اللوحة للفنان الإسباني سلفادور دالي
اللوحة للفنان الإسباني سلفادور دالي

كونوا رعاة الغيْم

كونوا إخوة في المطْلق المفتوح

حين ينالكم نَصَبٌ من الأعداء

كونوا روحكم في بدعة اللاشكل

كونوا فتْيةً في الروح

بعد خريفكم في العمْر

كونوا قمْحكم وهدوءكم

لا تتركوا أحداً يُديرُ عناءكم

من تافه الأشياء فيه

وعدّدوا أسماء من رحلوا غيارى

واثقين من الحياة هناك

في أبدية المنفى الجميل وأهله...

***

ينتصر النعاس إذا ضجرنا

لا شيء يشبهها

لها روحان من عنبٍ

يعرِّش في الغيوم

وفضةٍ هي قصة الفصحى...

مجازي مداها للوصول إليَّ

لم أقرأ سوى ناياتها الزرقاء

كالماء البتول يجيء مهديَّاً

لتُختصر الصحاري في إناء الماء...

دُلِّيني على شجر نبيٍّ أصطفيه

لأهتدي لي... فيكِ

مذ سالت عصا الترحال

علَّمني غيابي عنك

أن أحصي فصولي فيكِ

ينتصر النعاس إذا ضجرنا

وانتبهنا في الصريح من الأنوثة

كل تاريخ: ذهابٌ في تشكله

ودلِّيني عليَّ

أضيئ من يأسي لأنسى

ليس في الإيقاع أغنيتي

ولكن في الذهاب إلى استعارة ضدها

لأحبَّ بعد ضغينة في الروح

لكني أسيىء الفهم

كي أنجو وأصعد ما استطعت

أعيد ترتيب الشظايا فيَّ

في شَرَكي القديم

وما تبقى من إضافي المجاز...

أقول: كانت فضة الفصحى

ويضطرب اليمام

إذا انتبهنا في نبيذ الرحب...

مُدِّيني على جهتين:

واحدة هي المنفى

وأخرى، أن أرى طرقي جميعاً

لا تؤدي للصراط المستقيم

سوى إليكِ...

في العمر تين

لا يشي بزمانه ومكانه

وعذابه وسؤاله

وذهابه في الصمت...

في العمر الكثير...

الشعر... شعب عاشق

في العمر ما حمل الحَمَام

من الندى وجهاته...

في العمر سيدة الكلام تهيئ المعنى

وللعشاق ما شاؤوا من النجوى

وكهف عذابهم...

في العمر ما ترك العناق

من العذاب وأهله...

في العمر نرصد حظنا فيما انتهى

ونعود نسأل:

أي خاتمة ستبدأ بعدنا؟؟؟

كالماء أنتِ مهيئ لمجونه وصلاته

ذَهَب سريع أنتِ

يحملني إلى شجر... سراب

ماء عافيتي وموتي...

ذهب يؤرخ في الكلام

ذهابه وزوال صمتي...

كم من قتيل لم يمت

بعد الصلاة على الحبيب ونصه

والقمح أكبر من هروب الناس

لا قمر ولا قبس ولا قتلى

نصادفهم لنبكي في الفسيح من الحياة...

وفي النعاس ذهابه كالناس

في روح مؤجلة

لها أسماؤها وسماؤها ومساؤها...

في الذكريات الروح تنهض حرة كالريح

لا باب يرى

لا ماءَ يهطل كي نصلى ركعتين

لحربنا وسلامنا...

***

من أين أبدأ؟

دلَّني شجر غريب

دلَّني نعي وذئب

دلَّني فيما انتهيت مداي

يوسفُ في أهلَّة روحه وغيابه

وصعوده للعرش

دلَّتني خرافة ما أرى في النذر

دلَّتني الوصايا في اتَّباع الريح

دلَّتني المراعي كي أؤثث جرحها

والمستحيل يدلُّني

لأرمَّم الأفلاك من حولي وروحي

دلَّني وتر لأُنصت جيداً

لعذابه ويبابه... وسمائه الأخرى

أنا من ضفتين أتيت

من ولع وأزرقَ

تائهٍ فيما أرى

سوَّرت حُرَّاسي

وأمهلتُ النعاس دقيقة

كي أصطفي في الانتباه مجاله الحيوي...

سوَّرت الغريزةَ

لم أشأ إيقاع أغنية مسوَّرة

ولم أقنع بما ترك الصديق لأصطفيه

ودلَّني شَغَبٌ وشَعْبٌ

دلَّني عُشب...

قميص مائل للروح

حين يضمني ما بعده!!!

يا أنتِ... يا شفقاً

ويا رِطَبَ الندى...

يا أنتِ... ياكل الصراط المستقيم

إذا انتسبت إلى الغواية...

دلَّني عنب يعرِّش في الغيوم

و»فضة» هي «ضفة» الفصحى

وعلَّمني غيابي عنكِ

من شغب أجيئ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:19 ص

      ما شاء الله
      خاطرة جميلة ولها معنى عميق
      سلمت أناملك

    • زائر 1 | 12:33 ص

      ليتني افهم ماتقوله القصيده . . شعر جميل عشت وعاش قلمك.

اقرأ ايضاً