العدد 5281 - الإثنين 20 فبراير 2017م الموافق 23 جمادى الأولى 1438هـ

متحف بريطاني يدرب أثريين عراقيين على ترميم مناطق أثرية

هدم مقاتلو
هدم مقاتلو "داعش" آثار مدينة نمرود الآشورية القديمة ونهبوها في أوائل 2015.

لم يكن الأثريون العراقيون الثمانية يناقشون البيوت التي فر البعض منها وحسب وإنما كيفية تجنب المتفجرات عندما يعودون في نهاية المطاف إلى عملهم.

والأثريون الثمانية الذين كانوا يقفون أمام تمثالين آشوريين يزورون لندن في إطار برنامج للمتحف البريطاني يستهدف تزويد العراق بالمهارات الإلكترونية ومهارات الحفر والتنقيب اللازمة لإنقاذ القطع الفنية وإعادة بناء المواقع القديمة التي حاول مقاتلو الدولة الإسلامية "داعش" تدميرها.

وقال مدير برنامج التدريب الطارئ لإدارة تراث العراق الأثري التابع لمتحف لندن جوناثان تاب في تصريحات لمؤسسة تومسون رويترز إن المشروع بدأ كمحاولة لعمل شيء إيجابي في وقت لم يكن من الممكن عمل شيء فيه على الأرض.

وتابع قائلا "بوسعنا في الواقع إعداد الناس... لليوم الذي يجري فيه فك أسر هذه المواقع مرة أخرى وتحريرها والتأكد من أن هؤلاء الناس لديهم كل المهارات والأدوات اللازمة للتعامل مع أفظع أشكال التدمير".

ويمضي كل أثري من الأثريين الثمانية ثلاثة أشهر في تدريب نظري في المتحف البريطاني وثلاثة أخرى في التدريب العملي بمواقع في تلو ودربند رانية في العراق.

وفر زيد سعد الله وهو أثري من الموصل في شمال العراق من بيته عندما سيطر مقاتلو تنظيم "داعش" على المدينة في عام 2014. وتوجه مع عائلته إلى مدينة أربيل القريبة.

وفي فبراير/ شباط عام 2015 هالته رؤية لقطات فيديو أذاعها تنظيم "داعش" على الإنترنت لتدمير آثار متحف الموصل الذي كان يعمل به ويضم قطعا ترجع للقرن السابع قبل الميلاد.

وقال سعد الله الذي يوجد في لندن من أجل التدريب "الدمار يعم المدينة. قتلوا المزيد من الناس ودمروا المزيد من الآثار. و(الآن) نريد إعادة بناء المدينة وإحياء الموصل".

ويجري تدريب الأثريين على التعرف على الشراك الملغومة أثناء الحفر وتعلم الأساليب الإلكترونية مثل المسوح الجيوفيزيائية والاستشعار عن بعد وكيفية استخدام المعدات التي تساعد في رسم الخرائط والقياسات.

وقال تاب إن لم تبدأ تقييمات إلى الآن إلا في مدينة نمرود الآشورية القديمة التي أقيمت منذ ثلاثة آلاف عام على ضفاف نهر دجلة وهدم مقاتلو "داعش" آثارها ونهبوها في أوائل عام 2015.

واستعيد الموقع في نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بعد فترة قصيرة من بدء هجوم لا يزال جارياً لاستعادة الموصل. ووجد الأثريون المحليون الذين عادوا إلى المواقع حجارة متناثرة في أرجاء المكان وقنابل زرعت في الطريق المؤدي إلى الموقع.

قال تاب "نحن على اتصال مستمر معهم الآن... عملية التقييم تلك متاحة الآن وهم يكتشفون كل الفظائع".

وأضاف أن الخطوة الأولى في كل موقع بعد استعادة الجيش العراقي السيطرة يجب أن تكون تصوير كل شيء باق. وتابع "انظروا إلى كل قطعة تعثرون عليها وسجلوها ورقموها قبل نقلها".

وتابع "نأمل أن تكون كل الأجزاء هناك".

وبرنامج التدريب ممول من الحكومة البريطانية التي تدفع 2.9 مليون إسترليني (3.62 مليون دولار) على مدى خمس سنوات.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً