العدد 5281 - الإثنين 20 فبراير 2017م الموافق 23 جمادى الأولى 1438هـ

التعديل الجيني يقدم افاقا واعدة لقطاعي تربية المواشي والزراعة

بوسطن (الولايات المتحدة) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

على رغم المخاوف الاخلاقية الكبيرة التي يثيرها التعديل الجيني لناحية القدرة على تعديل الحمض النووي البشري، ينظر خبراء كثيرون اليه بوصفه اداة واعدة جدا لتحسين المردود المتعلق بقطاعي الزراعة والمواشي في الولايات المتحدة.
ومع أن هذه التقنية تختلف عن الكائنات المعدلة وراثيا نظرا الى انها لا تنقل جينة غريبة الى الجسم، يعتبر علماء وجهات مدافعة عن حقوق المستهلكين ان الدراسات التقييمية للمخاطر المحتملة للتعديل الجيني خصوصا في المجال البيئي لا تزال غير كافية.
وقالت الخبيرة في علم الجينوم الحيواني في جامعة كاليفورنيا في ديفي، اليسون فان اينينام  خلال عرض قدمته اخيراً في المؤتمر السنوي للجمعية الاميركية للتقدم العلمي "التعديل الجيني ينطوي على قدرة مذهلة لتحفيز استمرارية انتاجية المواشي مع تحسين نوعية المنتجات وسلامة الحيوانات".
وقد سمحت تقنيات التلقيح الاصطناعي ونقل الاجنة والتزاوج بين الاجناس وفي الفترة الاخيرة الاصطفاء الجيني، بادخال تحسينات كبيرة خلال العقود الماضية على صعيد الانتاج وحماية البيئة.
وبفضل تكاثر انتقائي لتحسين مردود الابقار الحلوب، تراجع عدد هذه الحيوانات في الولايات المتحدة من 25.6 مليون بقرة في 1944 الى تسعة ملايين فقط حالياً لكنها تنتج كميات اكثر من الحليب بواقع 1.6 مرة، على ما اوضحت هذه العالمة المتخصصة في علم الوراثة.
وقالت "يسمح التعديل الجيني باستكمال هذه الترسانة من خلال اضافة خصائص جينية مطلوبة بطريقة محددة للغاية في المجين".
وهذه التقنية مستخدمة بنجاح لجعل المواشي مقاومة لأمراض فتاكة تصيب هذه الحيوانات.

ابقار من دون قرون

وفي مختبرها في ديفيس، توصلت هذه العالمة من خلال تقنيات التعديل الوراثي الى انتاج بقرات حلوب تلد من دون قرون، وهو تقدم بالنسبة لمربي المواشي الذين يعمدون غالبا لسحب هذه القرون عبر طريقة مؤلمة بالنسبة للحيوان.
ويسمح سحب القرون بتفادي اصابات للقطيع والعمال الزراعيين. وتحمل بعض اجناس الابقار تعديلا جينيا يؤدي الى حرمانها من القرون.
وللتعديل الجيني القدرة على تغيير جينة طبيعية مشابهة لدى ابقار هولستاين لادخال هذا التعديل عينه في الحمض النووي. وهذه الخاصية تنقل الى ذريتها.
وتعمل فرق لعلماء الجينات في العالم للاستفادة من تقنية التلاعب الجيني هذه.
وبالتالي يصبح من الممكن فقط الحصول على دجاجات بياضة لمضاعفة انتاج البيض وتفادي القضاء المنهجي على الصيصان الذكور في مواقع تربية هذه الحيوانات، وهي ممارسة وحشية.
ويعمل الباحثون ايضا على انتاج مجموعة مختارة من الدواجن المحصنة مناعيا ضد الانفلونزا التي تقضي باستمرار على اعداد كبيرة من هذه الحيوانات وتحمل خطرا بالعدوى للبشر كالانفلونزا الاسبانية المسؤولة عن 40 مليون وفاة في العام 1918.
كذلك يحقق التعديل الجيني نتائج مهمة للغاية في تحسين المحاصيل الزراعية وفق دان فويتاس استاذ علوم الوراثة والاحياء الخلوية في جامعة مينيسوتا.
واستخدم فويتاس نظام التعديل الجيني المعروف بفعاليته الكبيرة وبساطته المسمى "كريسب" لتحسين زراعات الصويا.

مخاطر محتملة

وقال فويتاس خلال المؤتمر العلمي في بوسطن "هذا النوع من الصويا ينتج زيتا بنوعية افضل مع معدل مرتفع من الدهون غير المشبعة".
وأوضح الخبير في امراض النباتات في منظمة "سنتر فور فود سايفتي" غير الحكومية دوغ غوريان - شيرمان في تصريحات ادلى بها اخيرا ان بعض التطبيقات لهذه التقنية تنطوي على مخاطر مع الاقرار بالمنافع المتأتية منها.
وتطرق الى البحوث التي تؤدي الى تغيير في التركيبة الحيوية للحشرات والحبوب الزراعية للقضاء على مقاومة المبيدات الحشرية والعشبية من خلال التعديل الجيني.
وأشار غوريان - شيرمان الى ان مثل هذه التغييرات في الطبيعة قد تؤدي الى تغيير جيني في مجموعات حيوانية ونباتية كاملة خلال سنوات قليلة مع الحاق الاذى باستقرار السلسلة الغذائية وتحفيز غزو اجناس اخرى لها.
وفي ظل غموض قانوني يحيط بهذا الموضوع، اقترحت وكالة الاغذية والادوية الاميركية (اف دي ايه) في يناير/كانون الثاني 2017 قبل وصول الادارة الاميركية الجديدة أن يتم اخضاع الحيوانات المتأثرة بهذه التقنية الى التشريعات عينها المطبقة في مجال الادوية البيطرية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً