العدد 5287 - الأحد 26 فبراير 2017م الموافق 29 جمادى الأولى 1438هـ

المركزية النقابية في تونس تطالب الحكومة بالتراجع عن تعيين رجل أعمال وزيرا للوظيفة

طالبت المركزية النقابية النافذة في تونس أمس الأحد (26 فبراير/ شباط 2017)، الحكومة بالتراجع عن تعيين رجل أعمال وزيرا للوظيفة العمومية، محمّلة إياها مسؤولية "تبعات وخيمة" في حال طبقت توصيات صندوق النقد الدولي بخصخصة شركات عمومية وتسريح موظفين.

والسبت، عيّن يوسف الشاهد رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" رجل الأعمال خليل الغرياني وزيرا للوظيفة العمومية والحوْكمة خلفا للقيادي السابق في الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) عبيد البريكي.

والغرياني هو رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية في "الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية"، منظمة أرباب العمل الرئيسية في تونس.

وجاء التعيين ضمن تعديل وزاري محدود شمل أيضا وزير الشؤون الدينية وكاتب (وزير) الدولة للتجارة.

وهو التعديل الأول في حكومة الشاهد التي باشرت عملها في 29 آب/أغسطس 2016.

وأعلن اتحاد الشغل في بيان نشره إثر اجتماع "طارئ" عقده مكتبه التنفيذي الأحد أنه "يعتبر تعيين رجل أعمال على رأس وزارة الوظيفة العموميّة خطوة استفزازية للأعوان (الموظفين) العموميين وسعيا لضرب مكاسبهم وتنفيذا لرغبة جامحة للتفريط في المرفق العمومي تلبية لتوصيات صندوق النقد الدولي" مطالبا بـ"مراجعة هذا التعيين".

ومساء الأحد، قال يوسف الشاهد في مقابلة مع تلفزيون "الحوار التونسي" الخاص إن "العمل الحكومي فيه نواميس وضوابط، وقدّرتُ أن عبيد البريكي حاد عن هذه الضوابط وبالتالي أنا قررت تغييره" من دون إضافة تفاصيل.

وأفادت وسائل إعلام محلية الأحد أن البريكي أقيل لأنه أبلغ اتحاد الشغل بنية الحكومة خصخصة البنوك العمومية التونسية الثلاثة.

وردا عن سؤال حول سبب تعيين مسؤول في منظمة أرباب العمل وزيرا للوظيفة العمومية، أجاب الشاهد أن هذه المنظمة هي أحد الأطراف الموقّعة على "وثيقة قرطاج".

وفي 13 يوليو/تموز 2016، وقّعت تسعة أحزاب سياسية، وثلاث "منظمات وطنية" بينها المركزية النقابية والمنظمة الرئيسية لأرباب العمل "اتفاق قرطاج" وهو وثيقة تحدد أولويات عمل الحكومة ومنها "محاربة الإرهاب" والفساد.

وأضاف اتحاد الشغل في بيانه أنه "يعتبر" التعديلَ الحكومي"محاولة لإبعاد الرأي العام الوطني عن الاهتمام بما يُدبّر من إجراءات لا اجتماعية ولا شعبية تزمع الحكومة القيام بها كالتفويت في البنوك العموميّة وخوصصة (شركة) الخطوط (الجوية) التونسية والخدمات الحيوية في قطاعات المياه والكهرباء والصحّة والتعليم وغيرها".

وقال إنه "يحمّل جميع الأطراف وفي مقدّمتها الحكومة مسؤوليتها فيما سينجرّ عن قراراتها الانفرادية من تبعات وخيمة، في ظلّ تجاذب سياسي حادّ ينعدم فيه الانسجام بين الفريق الحاكم، وفي ظلّ أزمة اقتصادية خانقة واحتقان اجتماعي على أشدّه".

وقال سامي الطاهري الناطق الرسمي باسم اتحاد الشغل في مؤتمر صحافي الأحد إن في تعيين خليل الغرياني وزيرا للوظيفة العمومية "تحديا للموظف العمومي الذي تتهدده إجراءات تم التصريح بها منذ مدة وتتعلق بالتسريح وغير ذلك من الإجراءات التي ربما قد تصل إلى قضم المكاسب في الوظيفة العمومية".

ويشغل القطاع العام نحو 650 ألف موظف في تونس التي يبلغ عدد سكانها زهاء 11 مليون نسمة.

وأعلنت الحكومة في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن كتلة أجور موظفى القطاع العام لسنة 2017 ارتفعت إلى 13،7 مليار دينار (حوالى 5،5 مليارات يورو) مقابل 13،150 مليار دينار (حوالى 5،3 مليارات يورو) في 2016.

وتعادل كتلة أجور موظفي الدولة في تونس نحو 14% من الناتج المحلي للبلاد وهي "من أعلى المعدلات" عالميا، وفق صندوق النقد الدولي.

وبين عامي 2010 و2016، زاد عدد موظفي القطاع العام في تونس بنسبة 50%، وتضاعفت كتلة الأجور بنسبة 100% وفق إحصائيات رسمية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً