العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ

الخلاف استمر خمس سنوات من دون حل حاسم وكانت النتيجة اشتباك أبناء العمومة

إصابة ما بين 20 و30 من أهالي قرية الهملة في اشتباكات على إدارة المأتم

أصيب ما بين 20 و30 من أبناء قرية الهملة بإصابات طفيفة ومتوسطة في الرأس نتيجة للاشتباكات التي وقعت بعد الفطور بين بعض العائلات من القرية التي تربط بعضها بعضا روابط القرابة وذلك بسبب نزاع على إدارة مأتم القرية بدأ منذ خمس سنوات بعد وفاة أحد مشايخ القرية الذي كان يشرف على إدارة المأتم والأوقاف التابعة له طوال العقود الماضية... ونقل معظم المصابين إلى المستشفى العسكري لتلقي العلاج من آثار الإصابات التي أصيبوا بها وجميعها في الرأس، كما حضرت خمس سيارات شرطة من الأمن العام لتهدئة الموقف وإعادة النظام في القرية وكذلك محافظ المحافظة الشمالية أحمد سلوم.

وتشير التفاصيل التي أدلى بها إلى «الوسط» مجموعة من أهالي القرية القريبين إلى أبناء عمومتهم إلى ان الخلاف على إدارة المأتم نشب منذ خمس سنوات بعد ان استطاع المرحوم عطية بن مجوحض الرئيس السابق للمأتم توحيد مواكب العزاء التي كانت تصل إلى أربعة مواكب في القرية، إلا انه حينما ألمّ به المرض قبل وفاته قام بتحويل الوكالة إلى أحد أبناء القرية إذ تسلم رئاسة المأتم والوكالة على الأوقاف التابعة له، ولكن بعد مرور فترة وجيزة قام بعض أبناء الرئيس السابق باستعادة الوكالة التي منحها له والدهم قبل وفاته، ثم احتكموا إلى الانتخاب ففاز جميع رؤساء المأتم السابقين بمجلس الإدارة للمأتم الموحد، إلا انه وبمرور الوقت طالب بعض شباب المنطقة بضرورة اجراء انتخابات لمجلس إدارة المأتم، وانقسم مجلس إدارة المأتم أو العائلات الأربع بين موافق ورافض لمبدأ الانتخابات ومن ذلك الحين بدأت حرب الإشاعات ومزاعم بتصرف رئيس مجلس الإدارة بأموال الوقف الخاص بالمأتم... وظل التوتر على حاله لمدة ثلاث سنوات إلى ان تم رفع الموضوع إلى المحاكم الشرعية وإدارة الأوقاف الجعفرية التي بدورها حكمت بتقاسم مسئولية إدارة المأتم للجماعتين، إذ تم توقيت تسليم مفاتيح المأتم مع بداية شهر رمضان من كل عام لمن تؤول إليه مسئولية إدارة المأتم...

وأوضحت المصادر إلى ان أسباب تطور الخلاف بين أبناء العمومة إلى الاشتباك بالأيدي والعصي والكرباج كان بسبب رفض من كان لهم في العام الماضي حق إدارة المأتم تسليم المفاتيح مع بداية شهر رمضان، وازداد الأمر حدة حينما رفضوا فتح المأتم لإقامة عزاء على روح أحد آباء العائلة التي كان يجب ان تدير المأتم منذ بداية شهر رمضان الجاري، فقام بعض من أفراد العائلة بكسر باب المأتم وأقاموا مجلس العزاء ما أدى إلى رفع الأمر إلى الشرطة من أجل اجراء التحقيقات اللازمة في الموضوع. وقالت المصادر نفسها ان اشتعال التوتر إلى درجة الاشتباك جاء بعد ان اشتبك يوم أمس طفلان أصيب أحدهما في كتفه بإصابة بسيطة ما أدى إلى نقله إلى وحدة الطوارئ بمجمع السلمانية الطبي، وبينما كان أهالي القرية مساء أمس في منازلهم يتناولون الفطور لم يعوا إلا على فوضى تجتاح القرية وأصوات سيارات الإسعاف التي كانت تنقل أبناء العمومة بعد ان اشتبكوا بكل ما تلقفته أيديهم في ميدان الاشتباكات أمام المأتم، وقد جرح ما بين 20 - 30 منهم، وقد عولج بعضهم على أيدي المسعفين في مكان الحدث نفسه من أربع سيارات لشرطة الأمن العام لإعادة الهدوء إلى القرية وتلاها بعد ذلك وضع وحدة من مكافحة الشغب على أحد أطراف القرية استعدادا لأي طارئ، كما أغلق المأتم إلى ان تنتهي اجراءات التحقيق الذي تجريه الشرطة.

إلى ذلك أكد محافظ المحافظة الشمالية أحمد سلوم في تصريحات لـ «الوسط» ان الوضع تحت السيطرة وان المأتم قد أُغلق إلى يوم غد حتى تهدأ النفوس ويتدخل العقلاء من أبناء القرية من أجل تخفيف حدة التوتر والانفعال الذي ساد القرية بعد نشوب الحوادث المؤسفة بين أهالي القرية الواحدة، واننا قد التقينا من يعنيهم الأمر وعملنا معهم على تهدئة الأمور لكي نستطيع اليوم الوصول إلى حل مؤقت حتى حين صدور الحكم القضائي من المحاكم المختصة للبت في موضوع الخلاف وحسمه بصورة نهائية حتى لا تتكرر مثل هذه الحوادث المؤسفة بين أبناء العمومة والأهل من أبناء قرية الهملة وسنجتمع اليوم (أمس) في مبنى المحافظة مع المتورطين من أجل حثهم على التريث والمحافظة على الهدوء لحين صدور الحكم القضائي من المحاكم المختصة للبت في الموضوع...

وكان المحافظ قد زار المستشفى العسكري بعد ذلك لمعاينة المصابين والاطمئنان عليهم.

ومن جهة أخرى طالبت مجموعة كبيرة من شباب ونساء قرية الهملة صاحب العظمة ملك البلاد التدخل فورا لإنهاء جميع المشكلات التي يعانيها أهل القرية جرّاء استمرار الخلاف على إدارة شئون المأتم وحمّلوا مسئولية ما وقع إدارة الأوقاف الجعفرية التي لم تحسم الموضوع طوال السنوات الخمس الماضية باعتبارها الجهة التي كانت قد تبنت حسم الموضوع قبل عرضه على المحاكم وصدور الأحكام المؤقتة والتي قضت بتناوب إدارة المأتم كل عام لفئة معينة من أبناء القرية.


رئيس مأتم الهملة يتحدث إلى «الوسط» عن سبب النزاع

الوسط - بتول السيد

تحدثت «الوسط» مع رئيس مأتم الهملة محمد مكي القباط الذي قال إنه قد ترأس المأتم لمدة 15 سنة قبل أن يحدث الشقاق في القرية بين الأهالي وعائلتي بن حريم وبن جواد. ولحسم النزاع على المأتم طلب الأهالي إجراء انتخابات لإدارة المأتم وافقوا عليها بالإجماع. وأضاف أنه قد رشح 3 أشخاص أنفسهم لرئاسة المأتم من ضمنهم هو شخصيا. وأجمع الأهالي على ترشيحه إذ حاز على نسبة 99 بالمئة من الأصوات، وذلك في الانتخابات التي أجريت قبل حوالي أربع سنوات وشاركت في فرزها إدارة الأوقاف الجعفرية بحضور ممثلين عنها.

وأشار القباط إلى اعتراض عائلتي بن حريم وبن جواد على النتيجة التي أسفرت عن فوزه على الآخرين وكان أحدهم من عائلة الهدار والآخر من القباط. إلا أن اعتراضهم قد حسم العام الماضي. فبعد أن حدث الشقاق بين أهالي الهملة والعائلتين اللتين رفعتا دعوى قضائية تطالبان فيها بالمأتم. حسمت القضية لصالح الأهالي في إدارة المأتم ومن ثم طالبت العائلتان باستئناف الحكم، ولم تحسم تلك القضية إلا بعد عقد الصلح أو الاتفاق الذي تم العام الماضي وقضى بأن يتبادل الأهالي الذين يمثلهم محمد مكي والعائلتين رئاسة المأتم سنويا.

وقال محمد إنه وفقا للاتفاق السابق ومع حلول شهر رمضان تكون مدة رئاسة العائلتين للمأتم قد انتهت إذ ترأستاه منذ رمضان الماضي. وقبل يومين من الشهر منح محمد أوراقا من دائرة الأوقاف تثبت أنه رئيس للمأتم إلا أن العائلتين رفضتا تسليمه مفاتيح المأتم، ولذلك وصل الأمر إلى مركز الشرطة إذ استمرت العائلتان في الرفض. وبعد نقل الأمر إلى إدارة الأوقاف الجعفرية أفادت بأنه ليس من المخول لها الأمر والنهي الذي هو من اختصاصات المحاكم. وبعد ذلك التقوا بمحافظ الشمالية أحمد بن سلوم وذلك يوم الأربعاء الماضي في أول يوم من شهر رمضان المبارك الذي حث الأطراف المختلفة على تهدئة الأمور، مشيرا إلى أن الاتفاق يجب أن يأخذ مجراه. إلا أن رفض العائلتين استمر وتم تأجيل تهدئة النزاع إلى السبت المقبل. وقال القباط إنه سيتم النظر في القضية غدا الاثنين.

وأضاف أنه فوجئ مساء أمس عندما قام بفتح المأتم بهجوم بالهراوات والسكاكين على الموجودين في المأتم وعددهم خمسة أصيبوا بإصابات بليغة بعد أن اشتبك أفراد من العائلتين والأهالي. وأضاف أنه بعد الاتصال بمركز شرطة مدينة حمد أفادوا بأن ليس لهم أية علاقة بالموضوع، وبعد ذلك بفترة جاء المحافظ ونائبه ومدير الشرطة لتهدئة الوضع الذي سيحسم غدا في المركز كما قال. أما عن الإصابات الأخرى الطفيفة والبسيطة فقد كانت من نصيب الكثير من أهالي القرية وكان في المأتم حوالي 15شخصا

العدد 65 - السبت 09 نوفمبر 2002م الموافق 04 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً