العدد 5289 - الثلثاء 28 فبراير 2017م الموافق 01 جمادى الآخرة 1438هـ

الجفاف يحول أقدم بحيرة اصطناعية في البرازيل إلى مقبرة للسلاحف

كويسادا (البرازيل) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

جفت المياه واصبحت التربة قاحلة، تترامى فيها بقايا المراكب وجيف مئات السلاحف، لتكون هذه البحيرة الاصطناعية الاقدم في البرازيل اقوى مثال على الجفاف الذي يضرب شمال البلاد منذ قرن.
ويقام على ضفاف البحيرة التي جفت تماما "باريزو بار" الذي يعني "حانة الجنة". وبعدما كان هذا المكان جاذبا للسياح قبل اشهر معدودات، في هذه المنطقة من ولاية سيارا، اصبح خاويا تماما.
كانت البحيرة تضم اكثر من 126 مليون متر مكعب من المياه، اي ما يعادل خمسين الف حوض سباحة اولمبي، قبل ان يأتي الجفاف عليها.
وقد اجتازها في الآونة الاخيرة ستة طلاب علوم احياء سيرا على الاقدام، لاجراء بعض القياسات العلمية فيها.
والبحيرة ضحية للاحترار المناخي المتصل بظاهرة "النينيو"، وهو تيار استوائي ساخن في المحيط الهادئ.
ولهذه الظاهرة آثار مدمرة على منطقة سيراتو الجافة التي تضم ثماني ولايات برازيلية.
ولا تكفي الامطار لملء اكثر من 6 في المئة من سعة الاحواض، لكن "بحيرة الارز" (سيدرو) هذه التي حفرت بين العامين 1890 و1906 بأمر من الامبراطور بيدرو الثاني، لم يبق منها شيء.
اصبحت ارض البحيرة جافة وقاسية تؤلم ارجل الماشين فيها، ولم يبق منها سوى بقايا لقواقع وعظام سمك وجيف سلاحف تدل على نظام بيئي كان يزدهر هنا، وهو ما يدفع الطلاب الستة الى سبرها لدراسته.
ويقول الطالب فاغنر دوكارم "هنا كان النظام البيئي غنيا جدا مع اعداد كبيرة من السمك والرخويات، اضافة الى الطيور التي تقتات على الاسماك، اليوم لم يبق شيء".

لا سمك ولا سياحة

منذ انطلاق مشروع البحث هذا في تشرين الثاني/نوفمبر، احصى هؤلاء الطلاب الجامعيون 438 جيفة لسلاحف "فرينوبس جيوفراونوس" وهي من الانواع الاكثر قدرة على الصمود.
ويقول الاستاذ في علوم الحيوانات هوغو فرنانديز "نفقت هذه السلاحف لعدم وجود المياه، هي تهاجر عادة، لكنها لم تتمكن من قطع المسافة كلها في الوقت المطلوب".
ويؤكد ان النشاط البشري هو الذي فاقم الاوضاع في هذه المنطقة، مسببا اضرارا على التنوع البيئي لا يمكن اصلاحها.
وبسبب ذلك، فقد سكان قرى الصيادين حول البحيرة كل موارد رزقهم.
ويقول فرانسيسكو بينهيرو، وهو صياد في الخامسة والسبعين من عمره "كل الناس هنا كانوا يعيشون على الصيد، كل شيء انتهى، والمال القليل الذي تدفعه لنا الحكومة بالكاد يكفينا لنعيش".
وكان فرانسيسكو يصطاد ثلاثين كيلوغراما من السمك يوميا تجعله قادرا على تأمين مدخول يوازي راتب التقاعد البالغ 300 دولار، وما زال قاربه في البحيرة، راسيا في قعرها الجاف.
وكان يزرع ايضا الفاصوليا والذرة والبطاطا، على اطراف البحيرة، لكن الجفاف اتى على كل شيء، وهو حفر بئرا لعله يزوده ببعض الماء الاضافي عن ذلك الذي يأتيهم بالصهاريج.
ويقول جيلبرتو كويرز العامل في الحانة المطلة على البحيرة "الى جانب الصيد، كنا نعيش على السياحة، والان لم يعد احد يأتي الينا... ان امتلات البحيرة مجددا بالماء ستعود الامور كما كانت".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً