العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ

بالفيديو ... الفوتوغرافية سوسن طاهر: الصورة حكاية تنطلق بفكرة ويرسمها حسنُ اختيار الزاوية... ويخرجها الضوء والظل

سوسن طاهر: وجدت أن الكاميرا قرينة حياة
سوسن طاهر: وجدت أن الكاميرا قرينة حياة

سوسن طاهر... سيدة بحرينية تحمل الماجستير في الإدارة العامة، حملها عشقها لفن التصوير للتميز وخطف الجوائز العالمية.

كما أن سوسن عضو في الاتحاد الدولي لفن التصوير (FIAP)، وحاصلة على لقب فنانة الفياب AFIAP، وكذلك عضو في اتحاد المصورين الدوليين (GPU) وحائزة لقب «التاج الأول». بالإضافة إلـى ذلك عضو في نادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي، وشاركت في العديد من المعارض والمسابقات المحلية والعالمية.

التقت «الوسط» بسوسن للحديث عن تجربتها في عالم التصوير، وكان هذا نص اللقاء:

حدثيني عن تجربة مع التصوير أثرت في حياتك كثيراً.

- عندما زرت قبيلة المرسي المعروفين بأنهم الأكثر عدوانية في وادي أومو السفلي في إثيوبيا، مشيت في أنحاء القرية لأفهم أسلوب حياتهم ومن ثم رأيت طفلاً صغيراً يقف بالقرب من كوخ صغير من الطين، وعلى وجهه ابتسامة فضول.

عندما اقتربت من الطفل الصغير ركض ودخل الكوخ. نظرت من الباب ورأيت امرأة ترضع طفلها وقد بدت منهكة ومتعبة جداً وتأثرت كثيراً لحالها.

بلغة الإشارة سألت إذا كان بإمكاني الدخول، أومأت المرأة برأسها دليلاً على القبول. كان عليّ أن أزحف لأدخل من الباب الصغير. كان الكوخ أصغر من مترين مع نافذة صغيرة. وقفت أنظر حولي في هذا المكان الصغير وما يسمى بالمنزل. كان هناك جلد حيوان على الأرض، وبعض الأغصان الجافة من أجل النار. كان هناك أيضاً وعاء كبير فيه كمية من الحليب ويحوم الذباب فوقه ورأيت وعاءً للطهي، واستطعت أن أرى ما تبقى من الذرة المطحونة والذباب في ذاك الوعاء.

مياه الشرب تكون دائماً ملوثة بالطين. وكان هناك أيضاً عجل صغير، وقد عرفت في وقت لاحق أن العجل يبقى في الكوخ وخصوصاً في الليل كحماية.

كان من الصعب أن ألتقط أنفاسي بسبب رائحة المكان وضيقه وكنت أفكر فقط باستمرار كيف يعيشون هكذا. كانت تنتابني مشاعر مختلفة؛ جلست أنظر إلى المرأة التي اختارت بملء إرادتها أن تعيش حياة صعبة مستحيلة بعاداتها وتقاليدها.

لم أستطع أن أمنع نفسي من البكاء وقد بدت على المرأة الحيرة.

مازلت لا أدري، هل كنت متعاطفة معها أو أحسدها لبساطة حياتها على رغم كل الصعوبات. كان الوقت يمر وكان يجب أن أتماسك وأكف عن البكاء وأبدأ بالتقاط بعض الصور.

ومرة أخرى استخدمت لغة الإشارة لتغطي المرأة جسدها حتى أتمكن من التقاط صورة لها، حيث إن قبائل وادي أومو يعيشون شبه عراة وهم فخورون بعاداتهم وتقاليدهم ويتضايقون إذا ما طُلب منهم أن يغطوا أجسادهم.

عندما أعود بذاكرتي للوراء، لا أكاد أصدق كل ما رأيته في وادي أومو.

ما هي إنجازاتك في مجال التصوير الفوتوغرافي؟

- حزت العديد من الجوائز منذ أن شاركت في المسابقات العالمية. كلي فخر بأني كنت من ضمن العشرة المشاركين من أعضاء نادي البحرين للتصوير الفوتوغرافي في مسابقة بينالي الفياب (FIAP) الثالثة والثلاثين للأسود والأبيض في العام 2016 حيث حصل النادي على المركز السابع والتميز الشرفي.

وأهم أنجاز على مستوى شخصي في نهاية هذا العام هو اقتناصي لقب أفضل مصور لمرتين متتابعتين في مسابقات عالمية.

ما هو الدافع وراء دخولك لهذا المجال؟

- إذا كانت الكلمة قادرة على التعبير عن الذات، فإن التصوير هو الفن الأكمل والأكثر صدقاً وتأثيراً في المتلقي أو القارئ، فهو على خصوصيته قادرٌ على نقل الحدث بأسرع وقت ممكن، ونقل المشاعر والمواقف الصامتة من دون الخوض في المفردات.

القدرة على خلخلة المشهد بعدسة المصور، ونقل مشاعرها إلى المتلقي هي القيمة الأكبر.

متى بدأت رحلتك مع الكاميرا؟

- منذ أن أدركتُ قيمة الكاميرا، حتى وهبتها كل «سوسن»... حياة نثرت بذورها أسرتي العاشقة للكامـــيرا وتوثــيق اللحظات والمناسبات، فمنــذ نعـومة أظافري وجدتُ أن الكاميرا قرينة حياة، تعيـــش على أهبة الاستعداد، كانت الأم مغــرمة بالكامــيرا فورثتُ منها ذلك العشق.

اقتنيت كامـيرا DSLR في العام 2012، وانطلقت نحو التصوير الاحترافي، شُغفتُ بتصوير الماكرو وخصوصاً الحشرات، ومازلت متيمة به، وأما التوجه الآخر الذي أهواه فهو حياة الناس وحياة الشارع والبورتريه.

أول رحلة تصويرية كانت إلى سلطنة عمان في العام 2013 للاستمتاع بتصوير حياة الناس والطبيعة الخلابة، ومن ثم توالت الرحلات الأخرى إلى دول مختلفة حول العالم.

كيف أثرت طفولتك على ما تنتجينه من أعمال اليوم؟

- كان للبرامج الوثائقية الوقع الكبير على توجهاتي المستقبلية، فكل ما يتعلق بالجنس البشري وعالم الحيوان أثرٌ كبيرٌ عمل على توجيه عدستي التصويري.

ما هي المعدات الحالية التي تفضلينها؟

- استخدم كانون D60 ونيكون D750.

متى بدأتِ مسيرتك الفنية الفعلية؟

- انطلقت عملياً لعالم التصوير بعد رحلتي إلى وادي أومو السفلي، حيث كانت التحديات والصعوبات جمّة في الخروج بنتائج ناجحة، وفازت تلك المجموعة بجوائز شتى وفي مسابقات عالمية مختلفة.

ما هي العقبات التي واجهتكِ في مسيرتكِ؟

- موجة الغلاء تمثل أصعب المعوقات لاقتناء الأنجح والأحدث من الأجهزة التصويرية، ويضاف لذلك المسئوليات المختلفة التي يفرضها واقعي الوظيفي.

هل كونك امرأة يعوقك في التقدم في هذا المجال؟

- المصوِر كالتاجر إما شريفٌ أو غشّاش، ولكنّ جنس المصور لا يقف عائقاً أمام التحديات التي يواجهها.

التصوير بالنسبة لك مهنة أم فن وهواية؟ وماذا تعملين حالياً؟

- أجد التصوير فناً بذاته، وهواية أستمتع بها، وأكتشف من خلالها الكون بأكمله حيثما استطعت... فعين الإنسان ترى الأشياء وعدسة الفنان تبصرها.

كيف تكون الصورة فنية؟

- الصورة حكاية، تنطلق بفكرة، يرسمها حسنُ اختيار الزاوية، ويخرجها الضوء والظل.

من هو المصور المحترف في رأيك؟

- بالنسبة لي، فإن المصور المحترف هو الذي يتميز بالمعلومة والمهارة اللتين يمتلكهما بحكم فطرته وخبرته، وتمكّنانه من أساسيات التصوير.

هل شاركت في معارض أو مسابقات دولية وحصدت جوائز؟

- شاركت في العديد من المعارض المحلية والدولية والعالمية، قرابة السبعة معارض محلياً، وسبعة معارض تقريباً بين دول عربية وغير عربية.

ما هي أهمية المشاركة في معارض التصوير والفعاليات؟

- المشاركة مهمة للتعرف على المصورين وتبادل المعلومات والاستفادة من خبراتهم في عالم التصوير. كما أن حضور المعارض وملتقيات المصورين له دور كبير لتنمية الحس الفني لدى المصور والاطلاع على كل ما هو مستجد في تقنية التصوير وتعديل الصور.

ما هو هدفك من التصوير؟ والرسالة التي تريدين إيصالها من خلال صورك؟

- لكل صورة حكاية ورسالة، وأتمنى أن تصل إلى قلوب الناس، وعلينا أن نتفهم ونحترم كل ما هو مختلف وغير مألوف بالنسبة لنا. فليس بالضرورة كل شيء مختلف خطأ وعيب.

وبإمكاننا أن نتعلم من مختلف الشعوب والثقافات بما يتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا. الإنسانية هي الصورة الشاملة التي أريد أن أصل بها إلى العالم بعيداً عن التعصب الديني أو العرقي.

كيف تعبرين بالصورة؟

- لأعبر عن مشهد ما، فإنني أقترب منه جداً، ثم أبتعد عنه تدريجياً، فأدع بيني وبينه مسافة، فالاقتراب الشديد بعد التفحص يرافقه العمى، ولكن المسافة يرافقها الوعي...

هل تفضلين الصور طبيعية كما هي أو تضيفين تأثيرات باستخدام برامج تعديل الصور؟

- أنا من مستخدمي برامج تعديل الصور ولكن بحكم مشاركاتي في المسابقات العالمية هنالك محاور مثل الصحافة والسفر والطبيعة والتي يُمنع فيها استخدام التأثيرات أو الإضافة على الصور ولذلك أمتنع عن تعديل الصور المشاركة في هذه المحاور.

إلى أي نوع من أنواع التصوير تميلين أكثر؟

- أحب تصوير حياة الناس والشارع وكذلك البورتريه، كما أحب تصوير الماكرو وخصوصاً الحشرات. تصوير حياة الناس الأقرب إلى قلبي حيث يتسنى لي أن أتحدث مع الأشخاص قبل أن ألتقط الصورة وكثيراً ما أتأثر بالأشخاص وحياتهم.

أي البيئات تلهمك أكثر؟

- أنجذب لحياة القبائل وخصوصاً المنعزلة والنائية منها وأيضاً حياة الناس وحياة الشارع في شتى المدن حول العالم وما لهم من طقوس وعادات وتقاليد. وفي جهة مغايرة أعشق عالم الماكرو وخصوصاً مملكة الحشرات.

هل لديك اهتمامات فنية أخرى غير التصوير؟

- أحب السفر كثيراً، قد يكون السفر للخارج وقد يكون سفر الإنسان لداخله، وفي كلتا الحالتين، يكون التصوير شاهداً على تلك الهوايات والاهتمامات.

ما هي آخر مشاريعك الفنية؟

- في سبتمبر/ أيلول الماضي زرتُ أرض الملوك، حيث عاش الأمراء والأميرات في ولاية راجستان في الهند وكذلك زرت فاراناسي المدينة المقدسة عند الهندوس ومدينة أغرا حيث الإبداع المعماري لصرح تاج محل.

نصيحة توجهينها للمصورين الشباب والمبتدئين.

- الإلمام بأساسيات التصوير وتقبل النصيحة من أصحاب الخبرة في مجال التصوير.

كما أنصح بمتابعة أعمال مصورين تركوا بصمة في عالم التصوير وأيضاً زيارة المعارض والاستفادة من الأفكار المطروحة بحيث ينمي الحس الفني لديه وأن يبتعد عن التقليد الأعمى الذي لن يضيف إليه الكثير.

وطبعا الورش والمحاضرات لهما دور كبير في التطور في الأساليب المتبعة سواء في التصوير أو التعديل وكذلك تكون فرصة للتعرف على كل ما هو جديد في عالم التصوير.

كيف تطورين من موهبتك؟

- متابعة أعمال بعض الفنانين والتغذية البصرية وأيضاً حضور المعارض والمشاركة في المسابقات والمعارض، والمشاركة في ملتقى المصورين.

ومازلت أتعلم تقنيات وأساليب جديدة من خلال «اليوتيوب». ولا أنسى فضل ودور الأصدقاء المقربين في مشاركتهم لي بالمعلومة وتبادل الأفكار والآراء.

العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا