العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ

افتحوا قلوبكم لزوجاتكم

حسن المدحوب hasan.madhoob [at] alwasatnews.com

.

يشكو بعض الرجال برودة زوجاتهم وجفافهن عاطفياً معهم، ويتهكم بعضهم بقوله، إن زوجته باتت كالرجل في حياتها وتصرفاتها، إلا أنها بلا شنب ولحية!

في الحقيقة، فإن هذه الأوصاف مؤلمة جداً في توصيف كائن لطيف جميل، خلقه الله بعاطفة جياشة وقلب مرهف وأحاسيس ناعمة، ولست أرى منطقاً إنسانياً يسمح لأحد منا أن يتجرأ على إطلاق هذه الألقاب على امرأة ما، فما بالك بأقربهن إليه، وشريكة حياته وحبيبة قلبه.

الآن، لنكن منصفين، ونقول إن الرجال مسئولون بنسبة تتعدى 90 في المئة عن الحفاظ على أنوثة زوجاتهم وإشباعها عاطفياً، فما نزرعه فيهن هو ما نحصده منهن، لذلك دعونا نسأل أنفسنا كرجال، وأنا واحد منهم، ماذا ينتظر الرجل من زوجته، عندما يلقي بأعباء أسرته كاملة على زوجته من الصباح وحتى المساء، من دون أدنى مراعاة لطاقتها وقدرتها على التحمل والعمل، هل ينتظر منها أن تتفجر أنوثة وعاطفة في آخر النهار معه؟!

مشكلتنا أحياناً نحن الرجال تكمن في أنانيتنا، فعندما نريد من زوجاتنا أن يكن عاطفيات ويقدمن الحب والعطاء لنا، فعلينا أن نهيئ لهن ذلك، أما أن نترك كل أو أغلب مسئوليات المنزل على عاتقهن، من دون أن نكلف أنفسنا مساعدتهن ولو بالقليل من جهدنا ووقتنا، فلا أعتقد أن في ذلك أدنى إنصاف أو عدالة.

عندما تأخذ المرأة دور الرجل في كل شيء في منزلها، من دون أدنى تعاون منا، فتصبح هي السائق والمربي والطباخ والمنظف والمدرس وغير ذلك الكثير، وهي أدوار تقوم بها الكثير من نسائنا بصبر وتحمل، ولهن كل التقدير على ذلك، لكن ذلك يسبب لهن ضغوطاً كبيرة تؤثر على عاطفتهن وأنوثتهن وحتى على صحتهن، فتلجأ إلى الصراخ وتزداد عصبية وتعباً وتهمل نفسها وجسمها وعاطفتها، فالحل هنا ليس باتهامها بأنها أصبحت جامدة أو جافة العواطف، لأن ذلك يزيد في أذيتها ويجرحها في أنوثتها أكثر، الحل يكمن في مد يد العون والمساعدة لها، وما أجمل الشراكة مع زوجاتنا وتقاسم الأعباء عنهن.

في كثير من الأحيان، عندما لا تكون الزوجة عاطفية بالقدر الذي يريده الرجل، فليس معنى ذلك أنهن لا يردن ذلك أو فقدت عاطفتها وأنوثتها، بل لأنها لم تعد تملك القدرة النفسية والجسمية لإخراج عاطفتها وحبها، لأن الإنسان في النهاية طاقة وليس آلة!

لا نسوق هذا الكلام لتحريض النساء على الرجال، أو لاتهام الرجل بشيء، بل لنؤكد أن الحياة تكون جميلة بالشراكة الحقيقية بين الزوج والزوجة، وبالعطاء المتبادل، وأننا كرجال لدينا أجمل الزهور وأكثرهن عطاء وعاطفية وأنوثة، وعلينا أن نرعى هذه الزهور وننميها ونجعلها تخرج أزكى عطراً.

أكرر ما أؤمن به مجدداً، زوجاتنا أجمل نساء الدنيا وأرقهن وأطيبهن وأروعهن، وأكثرهن أنوثة وحساً وعاطفة وعطاء، وعلينا أن نزيدهن من كل هذه الصفات الجميلة بالوقوف معهن ومساعدتهن ومد يد العون لهن، وعلينا أن نحمد الله عليهن كأجمل نعمة حبانا بها، وبالشكر تدوم النعم.

إقرأ أيضا لـ "حسن المدحوب"

العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 23 | 9:49 ص

      اى زوجاتنه عايشين فى هم وغم ومخبانه كله فاضى والزوجة تبي افلوس من وين اروح ابوغ المشتكى لله

    • زائر 21 | 3:21 ص

      شكراً جزيلاً أستاذ حسن
      مقال رائع يسرد الواقع المرير الذي تعيشه المرأة
      كأنك تعيش دور المرأة فأحسنت بإتقان أن تنقل هذه المعاناة
      فلك الشكر والتقدير
      وجزاك الله خيراً

    • زائر 20 | 2:37 ص

      هههه غريب امر بعض المعلقين يقولون ما يحتاجون مقالات لتحسين حياتهم اوكي انت ما تحتاج غيرك يحتاج توعية ودليل عشان يمشي عليه هو كاتب ومن حقه يكتب في اي مجال يبغيه ليش زعلانيين

    • زائر 17 | 1:18 ص

      رحم الله والديك والله كريم

    • زائر 16 | 1:09 ص

      الفشل في أي شركة او شراكة يتحمّله الشريكين او الشركاء مهما كان عددهم قد يكون لأحدهما نصيب الاسد في الفشل لكن الجميع شركاء بقدر وبنسب متفاوتة

    • زائر 15 | 1:08 ص

      لا يمكن فتح القلوب على مصراعيها كما يقولون والا حدثت مشاكل مزمنة .

    • زائر 14 | 12:54 ص

      لا نحتاج لمقالات ترشدنا لتحسين حياتنا العاطفيه.
      مشكلتنا مالية.
      اكتب لنا عن كيفية زيادة دخولنا، عندها فقط، ستنحل مشاكلنا العاطفية، ان وجدت، بشكل تلقائي.

    • زائر 13 | 12:52 ص

      كلامك فيه شيء من الصحّة لكن ليس كلّه صحيح فالزراعة المتأخرة عادة لا يكون نتاجها مثل الزراعة المتقدمة.
      الأزواج تقع عليهم مسؤولية لكن ليس كل شيء عليهم .
      التربية والعادات والتقاليد وعدم الوعي والثقافة الاسرية والعائلة وبعض الأمور التي لا يمكن ذكرها هنا هي اسباب ولها دور كبير في فشل بعض الزيجات

    • زائر 11 | 12:40 ص

      يا استاذ عط الخباز خبزه ولو سرق نصه , خلك في مجالك احسن لك ولنا

    • زائر 9 | 12:19 ص

      من أجمل وأصدق ماقرأت.. وشي واقعيي 1000%

    • زائر 7 | 11:46 م

      شكرا
      شكرا لهذا الكلام بحق المرأه البحرينيه

    • زائر 6 | 11:37 م

      @

      عجزنا واحنه نفتح وهن دائما يغلقون ،، إذا نقول لهن "وحشتيني أو miss u so much أو اليوم صايره قمر ووو " يردون ويقولون بسك شلخ أو اشعندك اليوم صاير رشدي أباظه !! ما يصدقون شنسوي معاهم ؟!

    • زائر 8 زائر 6 | 11:52 م

      هههههههه ذبحتني يا رشدي اباظه

    • زائر 4 | 11:29 م

      توفير الشغالة مطلوب عشان يخفف عن الزوجة التنظيف والغسال وتتفرغ عاطفيا وجسديا للزوج وتهتم في نفسها اكثر

    • زائر 2 | 10:39 م

      خذ لك سوريه احسن من البحرينيه بارده ولا تعرف شيء جمال واخلاق مايحتاي توديها صالون تجميل

    • زائر 3 زائر 2 | 11:20 م

      حلاة الثوب رقعته منه وفيه .. ما بتحصلون بأخلاق البحرينيات وتفانيهم ووفائهم ووقوفهم مع أزواجهم في كل الظروف .. السورية اذا بتاخدك طمعانه فيك هذا اذا كنت مريش .. بس اذا كنت حافي ومنتف وأجلح وأملح وفوق هذا فاشل في دراستك ومعاشك ربيتين ونص .. فما بتقبل فيك الا البحرينيه ولا وبتمشي وبتقول زوجها أحلى واحد بالدنيا .. وهو أحلى من السبال بشوية ههههه

    • زائر 18 زائر 3 | 1:56 ص

      السبال احلى لا تغلطين ههههه

    • زائر 5 زائر 2 | 11:33 م

      لا والله مافي بنية ما تحتاج للصالون ان شالله حتى لو ملكة جمال او من اي دولة حتى روسيا اعنبوه دون الناس هم والصالون حسبالك بس للمكياج فيه أشياء واجد مثلا بديكير ومنيكير تنظيف الاظافر من الزوائد وترتيبا والقدم بصيدها جفاف هم دون البنات يعني وسمكرة الجلد يحتاج ليها الكل لا بحرينية ولا سورية ولا غيرها

    • زائر 19 زائر 2 | 1:58 ص

      زائر 3 تعليق جيد وطريف

      ههههههههههه

    • زائر 1 | 10:32 م

      كلام رائع وجميل ولو استخدم الرجل مشورتك يا كاتبنا العزيز لقلت نسبة الطلاق والانفصال والخيانات ولقلت المشاكل بينهما واللة يصلح حال كل زوجين

اقرأ ايضاً