العدد 5296 - الثلثاء 07 مارس 2017م الموافق 08 جمادى الآخرة 1438هـ

الأسر الجوعى في الصومال تواجه خيارا مريرا: أي الأطفال تُطعم

 مقديشو، بيداوة – رويترز 

تحديث: 12 مايو 2017

تواجه الأمهات الصوماليات خيارا مريرا عند تقسيم ما لديهن من مؤن غذائية متناقصة بين أطفالهن الجوعى بينما يقتل جفاف مدمر الماشية ويترك البلد الواقع في القرن الأفريقي يواجه مجاعة محتملة.

وقال فاطمة عبدلي التي وصلت إلى العاصمة مقديشو قبل أسبوعين مع أطفالها السبعة بعد أن فتك الجوع بقطيع الأسرة من الماعز "إذا وجدت كمية صغيرة جدا من الغذاء فإنك تعطيها لأولئك الذين هم في أمس الحاجة إليه... أصغر الأطفال".

وأدى الجفاف إلى ذبول العشب ونضوب حفر المياه. وفي باي وهي منطقة زراعية رئيسية تقول الأمم المتحدة إن المحصول هبط بأكثر من 40 بالمئة.

والآن تحذر الأمم المتحدة من أن البلد يواجه خطر تكرار مجاعة 2011 التي قتلت حوالي 260 ألف شخص. ووجهت منظمات إغاثة نداء لجمع 825 مليون دولار لتقديم المساعدة لحوالي 6.2 مليون صومالي أو نحو نصف سكان البلاد.

تأتي هذه المناشدة بعد يوم من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا معدلا يعلق سفر مواطني ست دول تقطنها أغلبية مسلمة ومنها الصومال إلى الولايات المتحدة. وقال ترامب الذي برر قراره باعتبارات الأمن الوطني إنه سيخفض ميزانيات المساعدات الخارجية الأميركية والدبلوماسية.

وقد يخفض ذلك الدعم للحكومة الصومالية الجديدة التي تساندها الأمم المتحدة والتي تقاتل للتغلب على تمرد لمتشددين إسلاميين. وعانى الصومال حربا أهلية استمرت أكثر من ربع قرن من الزمان.

ويمنع انعدام الأمن عمال الإغاثة من الوصول إلى أجزاء من البلاد ولهذا فإنه في أجزاء كثيرة من الصومال تتدفق الأسر من المناطق الريفية إلى المدن بحثا عن الغذاء.

ومع تبخر مصادر المياه تضطر أسر كثيرة لشرب مياه ملوثة ببكتريا الكوليرا القاتلة. وأصاب المرض حوالي ثمانية آلاف شخص وقتل أكثر من 180 حتى الآن.

وجاء محمد علي (50 عاما) إلى مدينة بيدوة في وسط الصومال مع أطفاله السبعة. وقال إنه وزوجته يضعفان لأنهما يعطيان حصتهما من الغذاء لأطفالهما.

وأبلغ رويترز في مخيم مؤقت "نحن نترك الأطفال يأكلون أولا ثم نأكل بعدهم لكن في معظم الأوقات هم لا يتركون شيئا لأن الطعام غير كاف".

وقالت عبدلي، الأم التي في مقديشو، إنها وقفت ترقب بمزيج من الحزن والفخر ابنها البالغ من العمر تسع سنوات وهو يعطي أشقاءه الأصغر سنا نصيبه من الغذاء.

وأضافت قائلة "إنه يقدم تضحية" مشيرة إلى الصبي الواقف إلى جوارها. وقالت "إنني أشعر بالفخر".

وأحضرت عائشة أحمد (18 عاما) ابنتيها إلى العاصمة بعد أن نفقت أغنام العائلة.

وقالت "عندما نحصل على طعام نطعم الأطفال أولا. لا نأكل إلا بعد أن يأكلوا وإذا تبقى طعام".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً