العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ

سكان "مثلث الشر" في كولومبيا يتحولون من زراعة الكوكا إلى الكاكاو

غيريما (كولومبيا) - أ ف ب 

تحديث: 12 مايو 2017

بعدما كان مزارعا للكوكا في "مثلث الشر" معقل كارتل ميديين السابق، انتقل ايسيدرو مونتييل لزراعة الكاكاو في هذه المنطقة الكولومبية التي لا تزال فيها هذه النبتة التي تشكل المادة الأساسية في تحضير الكوكايين عملة مقايضة في التبادلات التجارية.
وقد وصل هذا الرجل البالغ من العمر اليوم 57 عاما سنة 1982 إلى غيريما في منطقة فيتشادا المحاذية لفنزويلا عند تخوم الأمازون، طامعا بمكاسب مالية.
ويروي مونتييل الذي بقي منذ ذلك الحين في "مثلث الشر" الذي انخفض عدد سكانه من 12 ألفا إلى قرابة ألف حاليا "قالوا لي إن زراعة الكوكا تدر ثروة".
وفي هذه المنطقة التي تساوي مساحتها مساحة غواتيمالا، كان بارون المخدرات كارلوس ليدر يشق مسارات غير شرعية لتهريب الكوكايين إلى الولايات المتحدة. وسرعان ما انتشرت الشائعات حول حاجته إلى يد عاملة لتحقيق مشروعه في كل أرجاء كولومبيا أول منتج عالمي للكوكايين التي تضم أكبر المساحات المزروعة بنبتة الكوكا في العالم.
ويذكر الكولونيل جان بول سترونغ قائد الوحدة المشتركة للقوات الجوية الكولومبية في المنطقة بأن "كميات كبيرة من الكوكا كانت تهرب عبر الجو" في تلك الفترة من فيتشادا.
وتبدد نفوذ ليدر الذي كان أول تاجر مخدرات كولومبي يسلم إلى الولايات المتحدة سنة 1987 عندما وشى به شريكه زعيم كارتل ميديين الشهير بابلو إسكوبار.
فباتت المنطقة تحت سيطرة "القوات المسلحة الثورية الكولومبية" (فارك) التي أبرمت اتفاق سلام مع الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 أحيا الآمال في هذه المنطقة المنسية من العالم.
وكانت الوحدة 16 في قوات فارك تفرض إتاوات على إنتاج الكوكا لتمويل نشاطاتها من دون أن تشارك مباشرة في سلسلة إنتاج المخدرات، بحسب السلطات.

استئصال زراعة الكوكا

ويقول مونتييل الذي كان مرغما على دفع حوالى 240 دولارا لكل كيلوغرام من نبتة الكوكا بقيمة 760 دولارا للمتمردين "لقد كان الأمر مذلا: فلم يكن هناك خيار سوى الدفع. من غير العادل الاضطرار للتضحية بتعبنا".
وفي العام 2012، انضم مونتييل إلى برنامج حكومي للزراعات البديلة تشارك فيه حاليا 240 عائلة. وعلى غرار هذا الرجل الذي زرع ثمانية الاف شجرة كاكاو، حذا كثيرون حذوه بعدما فقدت زراعة الكوكا ربحيتها بسبب تكاليف الانتاج اللازمة لتحويلها إلى عجينة إضافة إلى الصعوبات في النقل والمخاطر القانونية.
ويشير خيسوس سانشيز البالغ 59 عاما قضى 16 منها في زراعة الكوكا إلى أن "مهربي المخدرات هم الذين يحققون أرباحا مالية".
وفي غيريما، توازي قيمة الكيلوغرام الواحد من عجينة الكوكا 690 دولارا في حين قد تصل هذه القيمة الى 12 ألفا في بوغوتا. وكان المزارعون يجنون فقط 69 دولارا الى 210 دولارات لكل واحد من مواسم الحصاد السنوية الأربعة.
ومع الكاكاو، يتقاضى هؤلاء المزارعون ما يصل إلى 1700 دولار بواقع مرتين سنويا، ويشمل البرنامج الحكومي مساعدات إضافة إلى اتفاقات مع الشركات الرئيسية المصنعة للشوكولا في البلاد التي تشتري الحبوب بسعر السوق.
والهدف الرسمي يكمن في تخليص فيتشادا التي لم تعد تضم سوى 683 هكتارا من الكوكا في مقابل 10 آلاف في 2002، بالكامل في غضون ثلاث سنوات. إلا أن انعدام الأمن يبقى سمة طاغية في هذه المنطقة التي تمثل معبرا للمخدرات المهربة إلى البرازيل عبر فزويلا، وفق سترونغ.
ولا تزال نشاطات المقايضة بين منتجات شتى والمادة الأساسية في الكوكا سائدة بسعر يراوح بين 62 و68 سنتا للغرام الواحد، علما أن وجبة غداء تكلف 3,4 دولارات، أي خمسة غرامات من المسحوق.
ولا يزال السكان ينددون أيضا بعمليات الابتزاز التي تجريها عصابات إجرامية هي في غالبيتها من الميليشيات المناوئة لفارك، بحسب السلطات. وهم يطلبون في مقابل كل طن من البضائع 69 دولارا و6.9 دولارات لكل رأس ماشية وزجاجة كحول أو قارورة غاز.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً