العدد 5298 - الخميس 09 مارس 2017م الموافق 10 جمادى الآخرة 1438هـ

خبراء: صناعة النفط الخليجية نجحت في تخطي تبعات تقلبات الأسعار ومعرض «ميوس» أرضية خصبة لعقد الشراكات النوعية

نائب رئيس الوزراء خلال افتتاح معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز
نائب رئيس الوزراء خلال افتتاح معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز

أكد مشاركون في معرض الشرق الأوسط للنفط والغاز «ميوس 2017» أن صناعة النفط والغاز في منطقة الخليج العربي استطاعت التأقلم مع تقلبات أسعار النفط بفضل خفض الكلف وتبني أحدث التقنيات التي ساهمت في تقليص النفقات التشغيلية والإنتاجية.

وأعرب خبراء في صناعة النفط والغاز في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا)، عن تفاؤلهم في إمكانية عودة أسعار النفط إلى الارتفاع مجددا بحلول العام المقبل 2018، مع احتمالية حدوث ازمة في المعروض يقابله تزايد في معدلات الطلب في المستقبل المنظور.

كما أكدوا أن معرض «ميوس 2017» يشكل منصة تفاعلية ذهبية للشركات المتخصصة في مجال الخدمات النفطية والغازية، من اجل تبادل الخبرات والتجارب مع كبرى الشركات الوطنية والعالمية، والاطلاع على أحدث ما توصلت اليه التكنولوجيا في مجال التنقيب وحفر الآبار وزيادة انتاجيتها بأقل الكلف وبأفضل جودة.

وقال مدير عام الاستكشاف وهندسة البترول في شركة نفط البحرين «بابكو»، غسان المهنا إن خصوصية مؤتمر ومعرض «ميوس» تكمن في عراقته الممتدة

لـ 40 عاماً والذي انطلق في نسخته الاولى على ارض البحرين، حيث كانت المملكة الداعم الأكبر لهذا المحفل الاقتصادي الضخم منذ نشأته الاولى قبل 4 عقود.

وأضاف المهنا أن الاستفادة من تاريخ «ميوس» العريق نلمسها اليوم من خلال لقاء الاشقاء من منطقة الخليج العربي وطرح العشرات من الأوراق البحثية والعلمية، إضافة إلى التعرف على جديد التقنية الحديثة في مجال التنقيب والاستكشاف عن البترول.

وذكر المهنا ان الظروف الحالية الصعبة للسوق النفطية قد ولّدت نوعا من الحاجة إلى وجود تقنيات ذات تأثير اكبر وبأسعار أقل، مؤكداً ان العمليات التشغيلية لدى الشركات الوطنية الخليجية تسير على ما يرام دون ان يكون هنالك انخفاض في مستواها.

وتابع المهنا بالقول: «لا شك ان اسعار النفط اثرت سلبا على الجميع، ولكن في الخليج العربي بالذات الصناعة النفطية إلى الآن في مسارها الصحيح، والعمليات في غزارة، والتقنيات المتطورة جلبت إلى الخليج، ونحاول أن نستفيد من الانخفاض الحاصل بأسعار السوق بالحصول على اسعار ممتازة وتقنيات متطورة في تنفيذ عملياتنا».

كما أكد المهنا ان شركة «بابكو» كانت وماتزال وستبقى عضوا فعالا في المنظومة الخليجية في مجال صناعة النفط والغاز والمساهمة على الدوام في تطويرها واستدامتها.

ولفت المهنا إلى ان السوق النفطية العالمية استقرت الآن نوعا ما، واصبح هناك نوع من التعافي الذي جعل بعض الشركات الاجنبية تعود إلى بعض خطوط التنقيب والانتاج النفطي، متوقعا ان يصل سعر برميل النفط إلى ما فوق 60 دولار للبرميل مع حلول العام المقبل 2018.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي للشركة العربية للجيوفيزياء والمساحة «أركاس»، سعد العقيل ان الشركة تحتفل هذه الايام بمرور 50 عاما على تأسيسها كشركة رائدة في اجراء الدراسات الجيوفيزيائية والمغناطيسية، مؤكدا حرص الشركة على المشاركة بصورة دورية في معرض «ميوس» بالبحرين.

واوضح العقيل ان معرض «ميوس» يشكل نقطة التقاء جوهرية للاعبين الرئيسيين في صناعة النفط والغاز، ولذلك تتواجد العشرات من الشركات المتخصصة في تقديم الخدمات النفطية والغازية، وطرح آخر الحلول التقنية التي تساهم في دعم انتاجية الحقول والآبار في مختلف بقاع العالم.

وبين العقيل أن الشركة أنهت مؤخرا مع شركة نفط البحرين «بابكو» اجراء مسح مغناطيسي محمول جوا في البحرين، وتبحث حاليا مع «بابكو» التعاون في مجال معالجة البيانات بما يخدم تقييم الموارد الطبيعية.

ولفت العقيل إلى ان تقلبات اسعار البترول تفرض على شركات النفط والغاز الحفاظ على منظومتها متماسكة رغم اتخاذها لاجراءات تقشفية في تقليص النفقات وتأجيل عدد من المشاريع.

وأكد العقيل ان ازمة اسعار النفط ليست الاولى في تاريخ صناعة النفط وسيأتي يوم تزول فيه وتعود الاسعار إلى سابق عهدها بما ينعش القطاع مرة أخرى.

من جانبه، قال عضو مجلس إدارة شركة «أركاد» للهندسة والإنشاء هاني عبدالهادي إن الشركة تشارك لأول مرة في معرض «ميوس» كونها حديثة العهد كمقاول سعودي بحجم أعمال يتجاوز 2.7 مليار دولار.

وبين ان الشركة حرصت على المشاركة في «ميوس» بغية الترويج لهويتها الجديدة والتعريف بعملياتها وانشطتها في هذا المحفل النفطي الكبير، كاشفا عن نية الشركة التوسع اقليميا واختيار مملكة البحرين لإقامة مكتب لها كأول وجهة خارج المملكة العربية السعودية، والذي من المتوقع بدء اعماله خلال شهر تقريبا.

وذكر عبدالهادي ان البحرين تعتبر سوقا واعدة في مجال الخدمات والمقاولات النفطية والاستثمار في القطاع النفطي، وذلك رغم التحديات المتمثلة بتذبذب اسعار النفط عالميا.

كما اعتبر عبدالهادي معرض «ميوس» ارضية خصبة للتعارف واقامة شراكات ومشاريع مجدية مع شركاء جدد في مجال الخدمات النفطية وبما يخدم تطوير الآبار ومعالجة محطات الغاز.

ولفت عبدالهادي إلى ان ما يميز «ميوس» كذلك هو تواجد الكثير من الشركات الوطنية تحت سقف واحد، مما يجعل من امكانية توطين الاستثمارات الخليجية اكثر واقعية مع الاعتماد على الكفاءات الوطنية من دول مجلس التعاون الخليجي واكتساب المهارات اللازمة من اللاعبين الرئيسيين في هذه الصناعة.

وبين عبدالهادي ان اسعار النفط بدأت تستقر، مما يجعل فرصة العودة إلى التوازن ممكنة على المدى المتوسط، مع التركيز على خفض الكلف التشغيلية، يقابلها استمرار كبرى شركات النفط على رأسها شركة ارامكو في منح المزيد من العقود بمليارات الدولارات لمشاريع جديدة.

على صعيد متصل، قال جورج كوشي من شركة «سيفتي جريب سولوشنز» ان معرض «ميوس» يخدم جميع العارضين في ابراز منتجاتهم على اكمل وجه، مما يجعلها محط أنظار كبرى شركات النفط والغاز ويفتح المجال امام عقد صفقات مربحة لجميع الأطراف.

واعتبر كوشي التقلب المستمر لأسعار النفط فرصة ممتازة لتصحيح الأوضاع لدى الشركات العاملة في الصناعة، مؤكدا ان غالبية الانشطة الرئيسية في القطاع تسير على ما يرام دون تأثير جوهري في مسار عملها.

العدد 5298 - الخميس 09 مارس 2017م الموافق 10 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً