العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ

غربلنا ذي!

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

صباح الخير... أزهاري وفنجان قهوتي وأصدقائي يجعلون صباحي رائعاً.

مساء الخير... أحلامي تكبر وغداً يوم جديد، تصبحون على خير، أحبكم.

صباح الخير...

مساء الخير...

ثم ماذا بعد؟!

ماذا أكتب وأقول لأصدقائي وزبائني والناس من حولي على «إنستغرام» و«فيسبوك» و«واتساب» و«تويتر»؟

ولكثرة الرسائل يكون رد الناس: «ايييي.. غربلنا ذي في مسجاته»

ما سبق كان نص رسالة دعوة لحضور ورشة عمل حول «إعداد المحتوى على مواقع الإعلام الاجتماعي» ضمن فعاليات برنامج «عيادة الإعلام الاجتماعي»، وكان التفاعل مع الرسالة كبيراً جداً جعلني أدرك عن كثب مدى السخط الكبير لدى عدد واسع من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي من رسائل صباح الخير ومساء الخير وجمعة مباركة، وحتى تلك الرسائل التي تتضمن حكم وأشعار وورود، بعبارة أخرى كل رسالة تندرج تحت مسمى «برودكاست».

وصلني عدد كبير من الردود على الخاص تسأل عن كيفية تجنب تلك الرسائل، وبعضهم قال لي إنه لم يعد ينتبه للرسائل المهمة بعد أن ضاعت في العدد الكبير من رسائل «البرودكاست»، وبعضهم الآخر لجأ إلى حظر أشخاص مقربين أو إلغاء المتابعة عبر «إنستغرام» مثلاً بسبب كثرة الرسائل و «البوستات» عديمة المعنى.

لقد لجأت «إنستغرام» مؤخراً إلى إتاحة المجال أمام المستخدم لنشر عدة صور وحتى فيديو في بوست واحد، وذلك بعد أن أدركت مدى الملل الذي يصيب المتابعين من قيام أحدهم بنشر صورة عن فعالية واحدة كل دقيقة، حتى يصبح الخط الزمني الخاص به على «إنستغرام» صوراً مختلفة لمناسبة واحدة، وهذا دليل على أننا يجب ألا نُغرق متابعينا بالصور و «البوستات»، لأن الزيادة أخت النقصان.

نحن كخبراء إعلام اجتماعي ننصح بنشر ليس أقل من ثلاث وليس أكثر من أربع «بوستات» في اليوم الواحد على إنستغرام، وكذلك «فيسبوك»، وأن تكون بوستات هادفة جاذبة قادرة على إحداث التفاعل المطلوب معها، وليس من المنطق أو الحكمة الاعتقاد بأن جميع متابعي حسابك أو حساب شركتك على «إنستغرام» مثلاً جالسين طوال اليوم أمام شاشات جوالاتهم يترقبون بشوق كل صورة تنشرها.

إن المحتوى هو أساس مواقع الإعلام الاجتماعي وصناعته ونشره مفتاح الاستثمار الناجح لتلك المواقع، والفيديو اليوم سيد المحتوى بلا منازع، تليه الصورة، أما النصوص والكتابات ففي ذيل القائمة، ولندرك أهمية ذلك يجب أن ننتبه إلى فيدو هادف مدته ربما أقل من دقيقة واحدة يضمن رسالة معينة تهم شريحة واسعة من الناس، ستجد أن هذا الفيدو وقد انتشر على نطاق واسع، وجلب الشهرة والمتابعين لحساب صاحبه على «إنستغرام» مثلاً، حتى وإن بقي الحساب دون تحديث لأسبوع أو أكثر.

لنكن دقيقين وحريصين على ظهورنا على مواقع الإعلام الاجتماعي، فهذا الظهور هو انعكاس لما نحن عليه بالفعل، ولنتحلى بالجدية وحسن الاختيار فيما ننشر، ونبتعد عن التكرار والثرثرة بقدر ما نستطيع.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5299 - الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 11 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً