العدد 5301 - الأحد 12 مارس 2017م الموافق 13 جمادى الآخرة 1438هـ

برشلونة من نشوة الانتصار التاريخي إلى مرارة السقوط المفاجئ

إذا كان هناك فريق كرة قدم يصعب تصنيفه فهو برشلونة، فهو الفريق الذي انتقل في غضون أربعة أيام فقط من نشوة فوزه التاريخي على نظيره باريس سان جيرمان إلى مرارة الهزيمة أمام منافس متواضع، يصارع من أجل البقاء في بطولة الدوري الإسباني.

لقد كان أسبوعا مليئا بالتناقضات بالنسبة لبرشلونة، وهو في الحقيقة أسبوع يشبه ما حدث طوال الموسم للفريق الكتالوني، إلا أن الوضع في الوقت الراهن بات مختلفا، إذ إن كل عثرة لهذا الفريق تكبده ثمنا باهظا.

وأبهر برشلونة بقيادة المدير الفني لويس انريكي يوم الأربعاء الماضي جماهير كرة القدم في العالم أجمع، بعد أن حقق العودة الأهم في تاريخه في بطولة دوري أبطال أوروبا.

ونجح برشلونة في تعويض تأخره بأربعة أهداف في مباراة ذهاب دور الستة عشر لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام باريس سان جيرمان بالفوز 6-1 في مباراة الإياب.

وتحدث الجميع بعد تلك المباراة التاريخية عن الفريق الإسباني "العملاق"، الذي عاد من جديد لصدارة قائمة المرشحين للفوز بالبطولة الأوروبية.

ووصف برشلونة آنذاك بأنه الفريق "الملحمي الدؤوب"، الذي لا يعرف معنى اليأس، على رغم انتفاء حظوظه في التأهل، لقد كان فريقا سحريا في كل الجوانب.

بيد أن العكس تماما هو ما حدث مساء أمس الأحد مع سقوطه 1-2 خارج الديار أمام ديبورتيفو لاكورونيا، الفريق الذي تعاقد لتوه مع مدير فني جديد ويصارع الهبوط في مؤخرة الجدول، قبل أن يجد طوق النجاة مع برشلونة.

ولم يستطع لاعبو برشلونة إعطاء تفسيرات لهذا السقوط المفاجئ، فقد أكد لاعب مثل لويس سواريز أن الاحتفال بالفوز بمباراة باريس سان جيرمان ليس السبب في الهزيمة، فيما أكد لويس انريكي أنه كان يدرك أن شيئا مثل هذا كان محتمل الوقوع بالنسبة له.

وقال لويس انريكي: "لقد توقعت أن مثل هذه الصعوبات قد تقع"، فيما ذهب لويس سواريز لرأي مغاير، وقال: "لم تكن مباراة باريس سان جيرمان هي السبب على الإطلاق، لقد أخذنا قسطا جيدا من الراحة واستعدنا عافيتنا".

وعلى أي حال وأيا كان السبب، دفع برشلونة ثمنا باهظا لخسارته وأصبح في المركز الثاني بفارق نقطتين عن ريال مدريد المتصدر، الذي عاد للقمة مجددا، بالإضافة إلى إن لديه مباراة أخرى مؤجلة.

وهكذا لم يصبح برشلونة يعتمد على نفسه فقط في الحفاظ على لقبه في بطولة الدوري الإسباني.

وتجرع النادي الكتالوني على ملعب ديبورتيفو لاكورونيا الهزيمة الثالثة له هذا الموسم، إذ سبق له أن خسر أمام ألافيس وسيلتا فيغو، وهما فريقان من خارج قائمة فرق المقدمة.

وربما يعاني برشلونة من نقص في الدوافع عندما يواجه منافسين ليسوا على درجة كبيرة من الأهمية.

وعلى رغم أن ديبورتيفو استحق الفوز بدون شك، عاد برشلونة للظهور بشكل باهت، وبعيدا تماما عن ما قدمه منذ الدقيقة الأولى أمام باريس سان جيرمان.

ومرة أخرى بدا هذا الفريق يفتقد للقدرة على التحكم في مجريات المباراة ونقل الكرة بسرعة والتصدي للكرات العالية.

وبالإضافة إلى ذلك، ظهرت بشكل جلي نفس العلامات والسمات، التي تصاحب هذا الفريق مع كل هزيمة، والتي تتمثل في عدم قدرة اللاعبين البدلاء على إحداث أي تغيير مثل اللاعبين البرتغالي اندريه غوميز والتركي أردا توران، اللذين حظيا بفرصة المشاركة أمام ديبورتيفو لاكورونيا، ولكنهما ظهرا بشكل ضعيف للغاية.

ومع كل ما سبق، يعتبر الأداء المتراجع للنجم ليونيل ميسي في مباراة أمس هو أكثر مسببات القلق في برشلونة، وهو ما حدث أيضا في مباراة باريس سان جيرمان، التي لم يتألق فيها اللاعب الأرجنتيني، إذ كان البرازيلي نيمار، الذي حصد كل عبارات الإشادة والمديح، هو من قاد الفريق إلى أهم انتصاراته التاريخية.

وها هو النجم الأرجنتيني، الذي ينتظر تجديد تعاقده هذه الأيام، يخفق مرة أخرى في قيادة برشلونة في اللحظات العصيبة.

وافتقد فريق لويس انريكي كثيرا لمجهودات نيمار، الذي غاب عن المباراة بداعي معاناته من بعض المشكلات البدنية البسيطة، حسبما أفاد الجهاز الطبي للنادي الإسباني.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

اقرأ ايضاً