العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ

دارسو الطب والتمريض... رفقاً بالمرضى

عباس المغني abbas.almughanni [at] alwasatnews.com

سؤال إلى دارسي الطب والتمريض في الكليات، هل لكم معنى في الوجود؟ بشكل أدق ما هو المعنى من تواجدكم في المستشفيات وسؤال المرضى؟

هذه الأسئلة راودتني، عندما كنت ممدداً على سرير مجمع السلمانية الطبي، وبجانبي مرضى، كل واحد منهم يعاني معاناة شديدة من مرضه، وكان طلاب الطب والتمريض يحيطون المريض كالحلقة ويسألونه أسئلة متعددة، ضمن الدراسة والتدريب.

أغمضت عيني، وسمعت صوتاً من داخل أعماق قلبي يخاطب الطلاب في مشهد وجداني، يقول لهم: لكم معنى جميل في الوجود، لكم معنى في غاية الروعة والجمال في حياة الناس، عندما تعالجون أباً ويرجع إلى أبنائه معافى، ويشعر أطفاله الصغار بالسعادة لشفاء أبيهم، أليس هذا معنى جميل. عندما تعالجون أماً وتشفى ويشعر أطفالها بالفرح، أليس هذا معنى جميل. عندما تعالجون طفلاً أو طفلة، ثم يعودون معافين إلى أحضان والديهم، وتشعر الأم والأب بالسعادة، أليس هذا معنى جميل.

أنتم أرواح عظيمة عند الإله، جعل عملكم شفاء للناس، ونجاحكم رحمة للبشر، وتوفيقكم سعادة للمجتمع. جعل الله محبته تتجلى في قلوبكم، ورحمته تتجلى في يديكم. الله يبارك لكم كل ما تفعلونه وتقدمونه في خدمة ورعاية خلقه. ووصفكم بـ «ملائكة الرحمة» ما هو إلا محاولة للتعبير عن أحد المعاني الجميلة لوجودكم في الحياة، للتعبير عن رمزية تجليات الرحمة الإلهية في أرواحكم، للتعبير عن مكانتكم عند الخالق والمخلوق.

ثم أفقت من غفوتي، على صوت طبيبة، تطلب الأذن من المريض الذي بجانبي، إن كان يريد التجاوب مع الطلاب، فقال لها، على رغم حالته، «خلهم يجون»، أنا أشعر بالارتياح عندما يأتون ويسألون، أنا أحبهم، فهؤلاء سيعالجون أبناءنا وأحفادنا في المستقبل.

اسم المريض محمد (أبوعبدالرحمن) من الرفاع، كان طيب القلب، ويعاني من ضيق وصعوبة في التنفس، وكان ودوداً مع الطلاب، ويشجعهم على مواصلة الدراسة، ويقول لهم «البركة فيكم... وأنا أشعر بالسعادة والفخر إذا كانت إجاباتي على استفساراتكم، تساعدكم على اكتساب خبرات تمكنكم من علاج المرضى في المستقبل».

ثم جاءت طبيبة أخرى، مع طالبتين تطلب الأذن مني، فقلت لها: «هؤلاء ملائكة، من يرفضهم يرفض الرحمة، ومن قبلهم قبل الرحمة... عندما يتعلمون ويتدربون ويكتسبون خبرات من تعاملهم معنا، سيعالجون أبناءنا في المستقبل». ثم نظرت إلى الطالبتين، وقلت لهما: «أنتم أمل الأجيال».

إقرأ أيضا لـ "عباس المغني"

العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 6:24 ص

      لماذا المريض عندما يذهب للمراكز الصحية يسأل عن الطبيب البحريني ويحاول قدر الإمكان تجنب الأطباء الأجانب ، هل سأل أحدكم نفسه هذا السؤال ، الجواب بسيط الغيرة على اهل البلد وعدم التلاعب بالدواء واجازات التمارض للمرضى المتمارضين دون المرضى الحقيقيين .

    • زائر 2 | 2:16 ص

      الحمد لله على السلامه وينك من زمان ما شفناك

    • زائر 1 | 12:25 ص

      اخوي ... ممكن ايضا المعالجة اولا ... وبعد الشفاء طرح مليون سؤال ... واحد عنده ضيق تنفس ... و يسالونه ليش مثلا ... بتعلمون على حساب المرضى المساكين .. لما يطيب .... اسالوهم

    • زائر 4 زائر 1 | 3:12 ص

      لازم يسأل الطبيب هذا يسمونه medical history عيل سيده تبيه يعالج هههههههههههه روح تريق بيض وطماط أحسن لك

اقرأ ايضاً