في أجواء حزينة مبللة بدموع الحسرة والفقد، شيّعت جموع غفيرة في وقت مبكر من صباح أمس السبت (1 أبريل/ نيسان 2017) الطفل هاني حسن يوسف (12 سنة) إلى مثواه الأخير بمقبرة عالي، بعد أن فارقت روحه للسماء إثر حادث أليم وقع مساء الجمعة، على شارع الشيخ زايد.

وبعد انتهاء مراسم التشييع انصرف جميع الحاضرين إلا ثلاثة أطفال اغرورقت عيونهم بالدموع، فبقوا ملازمين لقبر صديقهم وزميلهم في المدرسة، تعلو وجوههم الحسرة والاكتئاب، وكأنهم غير مصدقين ما حدث، وأن هاني تحت تراب هذا القبر الذي يقفون عليه، فلا يريدون الانصراف لأنه لن ينصرف معهم ولن يلعب معهم بعد اليوم.

علي هود، وعلي حسين، وحسن أحمد، هم أصدقاء وزملاء دراسة هاني. لم يكن أي منهم برفقته عندما سقط على الأرض مضرجاً بدمائه نتيجة اصطدام سيارة به. سمعوا الخبر فنزل عليهم كالصاعقة، فعلي هود كان مع أبيه عندما وصله خبر وفاة صديقه، يقول «بكيت لا إرادياً. لا أصدّق أن هاني مات. وأنني لن أشاهده في المدرسة. ولن ألعب معه من جديد».

أما علي حسين فكان بمنزلهم في عالي ساعة سماع الخبر، فتوجّه مباشرةً لموقع الحادث وشاهد جثة صديقه على الأرض، لم يتمالك نفسه كما يقول: «جلست على الأرض أبكي بحسرة. المشهد كان مفجعاً. صديقي لا يتحرك وقد تمت تغطيته بقماش أبيض والجميع من حوله يبكون. تألّمت كثيراً لما شاهدته ولازلت غير مصدقٍ لما حدث».

حسين أحمد صديقه وزميله في الدراسة أيضاً، عندما سمع الخبر وهو في منزله، يقول: «جلست على الأرض وخرّت الدموع مني دون شعور. هو صديقي وزميلي في الفصل. كل يوم كنت أراه وألعب معه. ولست أنا فقط من تأثر بوفاته، فجميع أصدقائنا متأثرون لأن هاني تربطه علاقات طيبة معنا ونحبه كثيراً وسنفتقده كل يوم».