العدد 5321 - السبت 01 أبريل 2017م الموافق 04 رجب 1438هـ

إقالة رئيس جنوب أفريقيا لوزير المالية تهيئ الساحة لمعركة من أجل البقاء

فتح الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما الباب أمام معركة سياسية شديدة من أجل بقائه السياسي، وذلك مع قيامه بتعديل وزاري كبير في وقت متأخر من مساء الخميس الماضى شمل إقالة وزير المالية برافين جوردان الذي يحظى بشعبية.

ويقول محللون إن زوما بتحديه المعارضة فى قطاع من حكومته حين أقال جوردان، يحاول رئيس جنوب أفريقيا إعادة تأكيد سيطرته على حزبه "المؤتمر الوطني الأفريقي" المنقسم على نفسه وأن يستبق أي محاولات للإطاحة به قبل انتهاء ولايته الثانية في 2019 .

وكانت السنوات التي قضاها جوردان في منصب وزير المالية قد أكسبته ثقة المستثمرين الذين اعتبروا أنه يضمن الاستقرار للاقتصاد الأكثر اعتمادا على النشاط الصناعي في أفريقيا.

يقول البروفيسور داريل جليزر من قسم الدراسات السياسية في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرج إن الأنباء ، التي ترددت عن أن زوما يقترب من إقالة جوردان ، قد أثارت انتقادات واسعة تجاهه، إلا أن الرئيس رغم ذلك مضى قدما في تحركاته مدفوعا بـ "غريزة البقاء الهائلة واليأس السياسى وكذلك الدهاء " .

وصرح جليزر لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لقد أظهر مرارا وتكرارا أنه قادر على ترويع منتقديه".

لكن هل ستنجح مقامرة زوما هذه المرة؟.
وقال فرانز كرونجي، الرئيس التنفيذي لمعهد جنوب أفريقيا للعلاقات العرقية، وهو مؤسسة بحثية، إن وزير المالية المعين حديثا مالوسى جيجابا تولى منصبه في وقت يتسم بالأداء الاقتصادي الضعيف للغاية.
وأضاف كرونجي: "زادت مستويات الديون وما يزال عجز الموازنة تحت ضغط ومن المتوقع ان تصل ضريبة الحكومة كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى إلى مستوى قياسي".
وساهم الجفاف وانخفاض أسعار المعادن وعدم ثقة المستثمرين في الحكومة في تباطؤ النمو الاقتصادي إلى 3ر0% في عام .2016 ويعاني أكثر من ربع ممن هم في سن العمل ونصف الشباب من البطالة.
الجدير بالذكر أن جيجابا هو ثالث شخص يتولى وزارة المالية منذ كانون أول/ديسمبر 2015، عندما تسبب زوما في هزة للأسواق بإقالة وزير المالية نهلانهلا نيني الذي كان يحظى باحترام.
ولم يستمر خلفه، الأقل شهرة ديس فان روين، في ذلك المنصب سوى بضعة أيام قبل أن يضطر زوما لاستبداله بجوردان، الذي تولى منصب وزير المالية بالفعل من عام 2009 حتى .2014
وكتب راي هارتلي، وهو محرر بصحيفة "بيزينس ليف" في عمود صحفي نشر يوم الخميس إن إقالة جوردان قد تتسبب في قيام هيئات التصنيف الائتماني بخفض تصنيف جنوب أفريقيا إلى مستوى غير مرغوب فيه وزيادة تكلفة الاقتراض والديون الحكومية.
وقال جليزر : "السؤال هو إذا كان الضرر سيتخذ شكل أزمة فورية فيما يتعلق بانهيار (سعر) الراند أو إذا كان سيستغرق فترة أطول".
وذكر محللون أن زوما صمد أمام فضائح سواء قبل أو أثناء رئاسته، إلا أن الأداء الاقتصادي سيكون عنصرا رئيسيا في تحديد ما ذا كان سيتمكن من إتمام فترة رئاسته الثانية وتأمين مستقبله بعد .2019
ويقول جليزر : "إنه ملتزم بتعزيز شبكة رعاية مصالحه الشخصية" من أجل الحصول على مزيد من الثروات وإضعاف نقاده داخل الحزب وضمان ألا يواجه المحاكمة في قضايا فساد بعد رئاسته.
ويعتقد أن أحد أدوات زوما هي عائلة جوبتا التجارية المتهمة باستخدام علاقاتها الوثيقة مع الرئيس من أجل تحقيق مصالحها الاقتصادية وفي مقابل إسكات منتقديه بالرشوة، وهي اتهامات نفاها كلا من زوما وجوبتا.
وكتب هارتلي أنه بعد رحيل جوردان الذي كان على خلاف مع جوبتا "ستفقد وزارة المالية مصداقيتها" لأنها ستصبح بمثابة مقاصة لأعمال النهب.
ويضيف جليزر أنه لو استبدل حزب المؤتمر الوطني الأفريقي زوما كرئيس له في مؤتمره الانتخابي لعام 2017 "فإن زوما سيصبح أكثر عرضة للخطر".

ويقول روث بوكبيندر، وهو محلل شؤون أفريقيا في مركز " فيريسك مابلكروفت" للاستشارات العالمية بشأن المخاطر إن المعارضة بدأت بالفعل إجراءات لاتهام الرئيس بالتقصير ، "وللمرة الأولى قد تنجح (تلك الإجراءات) بالفعل".

وبحسب بوكبيندر، فإن البعض في حزب زوما قد يصوتون ضده في البرلمان الذي يهيمن عليه حزب المؤتمر الوطني.
وقال كرونجي: "هذا أبعد ما يكون عن نهاية الصراع الداخلي وعدم اليقين تجاه الحكومة وحزب المؤتمر الوطني الافريقي. . ربما يلوح فى الأفق عدد لابأس به من سنوات عدم الاستقرار".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً