العدد 5322 - الأحد 02 أبريل 2017م الموافق 05 رجب 1438هـ

مغن نيجيري أمام القضاء بسبب أغنية مثيرة للجدل

ندد المغني الذائع الصيت في شمال نيجيريا صديق زازابي المتهم بأنه أنتج أغنية مصورة "غير أخلاقية"، بما وصفه بالملاحقة السياسية التي لا علاقة بها باحترام الدين.

اشتهر صديق بأغاني الحب وأيضا بالأغاني السياسية والاجتماعية، وهو يقول إنه واقع ضحية الصراع السياسي بين قطبين كبيرين في ولاية كانو شمال نيجيريا.

في مطلع مارس/ آذار، وقع المغني البالغ من العمر 38 عاما في دائرة استهداف مجلس الرقابة الذي يتمتع بسطوة كبيرة على الأعمال الفنية والثقافية في هذه المنطقة المحافظة ذات الغالبية المسلمة.

ويلاحق المغني أمام محكمة كانو لنشره على الإنترنت من دون موافقة أغنية مصورة بعنوان "مازا بايان كا" (كل شيء وراءك)، تظهر فيها نساء يرقصن.

وقررت السلطات أن هذا العمل مخالف للقيم الأخلاقية.

لكن صديق يرى أنه صار في دائرة الملاحقة ليس لهذا السبب، وإنما لأن الأغنية تدعم الحاكم السابق للولاية ربيع كوانكواسو، ولأنها تتهم تلميحا الحاكم الحالي عمر غندوجي بالقضاء على إرثه.

وتقول كلمات الأغنية "أوقفت منح الدراسة الأجنبية، توقفت الخدمات المجانية في المستشفيات، ولم تعد الرواتب تدفع بسرعة، سباتك يزعجنا"، فيما المقطع المصور يظهر الحاكم السابق في لقاءات سياسية.

وقال المغني للصحافيين بعد جلسة محاكمة "إنهم يلاحقونني لأسباب سياسية، بسبب دعمي للحاكم السابق".

وكان كوانكواسو حاكما لولاية كانو بين العامن 1999 و2003، ومن ثم بين 2011و 2015، ووزيرا للدفاع في الحكومة الاتحادية.

وقبل عامين، رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية منافسا لمحمد بخاري الذي فاز بالمنصب، ويعتقد البعض إنه يطمح للفوز بالرئاسة في العام 2019.

وبعد أن فاز ربيع غونداجي بمنصب حاكم ولاية كانو، نشب بينهما صراع على النفوذ.

رقابة صارمة

وصديق زازابي مناصر متحمس للحاكم السابق. وهو بحديثه عن خلفيات سياسية لملاحقته يتهم الحاكم الحالي بما يجري.

غير أن مجلس الرقابة في كانو وصف هذا الاتهام بانه "ابتزاز رخيص".

ومع انطلاق أولى جلسات المحاكمة، احتشد عدد كبيرة من أنصار المغني أمام المحكمة ومن بينهم وجوه فنية من سينمائيين وموسيقيين على وقع أغنيته التي كانت سبب ملاحقته.

تأسس مجلس الرقابة في كانو في العام 2002 بهدف تنظيم القطاعات الفنية المحلية المزدهرة، من موسيقى وسينما بلغة قبائل الهوسا التي يتكلم بها ستون مليونا في شمال البلاد، وفي بلدان أخرى من الغرب الإفريقي.

ويشترط الحصول على موافقة مجلس الرقابة قبل بث أي عمل أو عرضه، للتثبت من أن هذه الأعمال لا تخالف الشريعة الإسلامية المطبقة في شمال نيجريا إلى جانب القوانين الإتحادية.

ومن القوانين التي تتشدد الرقابة فيها منع النساء من الغناء، وحظر أي مشهد يظهر فيه رجل يلمس امرأة، أو أي مشهد حب قد يوصف بأنه مخالف للأخلاق.

وقد ضربت الرقابة يدها أيضا على أعمال سينمائية وغنائية تحدثت عن الأوضاع السياسية.

والعام الماضي، خطف المغني الشعبي ضاهر دوكاكا بعد أيام على أدائه أغنية تنتقد فساد الحزب الحاكم، ثم أطلق سراحه بعد أيام.

ويرى بعض المراقبين أن التظاهرات المؤيدة للمغني والرافضة للرقابة قد تضر بشعبية الحاكم الحالي الذي يسعى للحفاظ على منصبه في انتخابات العام 2019.

ويقول المحلل السياسي آدم موسى "بصرف النظر عما إذا كان المغني مذنبا أم لا، سيُنظر إلى ملاحقته على أنها محاكمة سياسية".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً