أول انطباع يمكن تسجيله بمناسبة صدور العدد الجديد من مجلة البحرين الثقافية، هو النص الباهر الذي أبدعه «أنس الشيخ»، والحلة القشيبة التي ظهرت بها المجلة، بعد فترة توقف.

البحرين الثقافية التي انتظرناها طويلا تعود من جديد، وسط إعلان عن سياسة نشر تستهدف التواصل مع الحداثة، والتنقيب في الدواخل.

وبلمسات إخراجية خاصة، تصدى لها الشيخ ببراعة، وبهيئة تحرير جديدة جاءت على النحو التالي: مي محمد آل خليفة لرئاسة التحرير، عبدالقادر عقيل مديرا للتحرير، وعضوية كل من: حسن مدن، حسن كمال، فوزية السندي وعلي الديري. والناظر إلى هذا العدد ربما يجد أنها المرة الأولى التي تعطى فيها للجانب الإخراجي كل هذه المساحة لإعادة اختبار الأدوات، ولتشييد النص الموازي، الذي استحال في بعض الأحيان نصا رئيسا، يشظي من حيز الدلالة ويبتعد بها إلى أطراف متباعدة، وكنا في المحصلة النهائية أمام جاليري متكامل، يحتوي على أعمال إبداعية من الشرق والغرب، من دون مفاضلة لقطر على حساب آخر، بما يخدم المادة المطبوعة، وبما يجعل عملية الفن الإخراجي، عملية قائمة برأسها، فلا هي بالنص التابع والخادم، ولا هي - أيضا - بالنص الذي يخلق اغترابا.

واشتمل العدد على مواد منوعة من بينها دراسة لمحمد جابر الأنصاري بعنوان: مقدمات أساسية لخطاب عربي موحد بين الإعلام والسياسة والتربية، وكتب حسن كمال «شاعر البحرين وأديبها الكبير الأستاذ إبراهيم العريض». ومن مواد العدد الأخرى مادة مترجمة بعنوان: البحرين العام 1861 للملازم بحري ر.و.هويتش، كما احتوى العدد على دراسة لرياض حافظ عن مستقبل دلمون وقصة قصيرة لأحمد المؤذن، وثمة دراسة لافتة لنجا المهداوي عنوانها: هل الفن خط؟. وأعادت المجلة نشر كتاب «إيقاظ الفراشة التي هناك» وهو عبارة عن مختارات شعرية لقاسم حداد، صدرت سابقا ضمن مشروع كتاب في جريدة.

وفي باب المراجعات قرأ حبيب الحيدر... ديوان علاج المسافة لحداد - أيضا - وراجع عبدالأمير الليث... كتاب الجينات والشعوب واللغات لليوجي لوكا كافللي سفورزا، وغير ذلك من مواد