العدد 77 - الخميس 21 نوفمبر 2002م الموافق 16 رمضان 1423هـ

الأسواق تشهد ازدحاما في النصف الأخير من رمضان... والملابس والذهب على رأس المشتريات

العائلات استعدّت للعيد منذ النصف الأول من رمضان

الوسط - هاني الفردان، شيخة الشعلان 

21 نوفمبر 2002

مع بداية النصف الثاني من شهر رمضان، ازدحمت الأسواق والشوارع بالأسر والشباب والأطفال الذين يخرجون بشكل يومي منتظم لشراء مستلزماتهم واستكمال احتياجاتهم استعدادا لاستقبال عيد الفطر المبارك.

وتشهد محلات السلع الغذائية والملابس والأحذية حركة غير عادية هذه الأيام لاستقبال الزبائن، وقدمت معظمها تنزيلات على مختلف السلع والمعروضات... وكذلك كان لأسواق الذهب نصيب من اهتمام العائلات هذا العام وبصورة اكبر مقارنة بالأعوام الماضية بسبب ضخامة السحوبات والجوائز الترويجية التي ساهمت في جذب أعداد كبيرة من المواطنين والمقيمين على شراء المشغولات الذهبية المحلية والمستوردة.

وإذا كانت الحملات الترويجية الرمضانية التي نظمتها بعض المحلات الكبرى والسوبر ماركتات والمراكز التجارية قد ساعدت على تنشيط الأسواق بعد ركودها لشهور طويلة... إلا إن بعضها لم يشهد الإقبال المتوقع بسبب التفاوت الملحوظ في الأسعار بالنسبة للسلعة الواحدة. وبشكل عام، أجمعت الآراء على أن مستوى الأسعار لجميع السلع الاستهلاكية الضرورية كان في متناول الجميع، ولم يخل الأمر من بعض الاستغلال ومحاولة ترويج بضائع راكدة ودون الجودة المطلوبة.

«الوسط» رصدت حركة الأسواق خلال هذه الأيام، وحرصت على التواجد ومشاركة الجمهور فرحتهم باستقبال العيد عبر هذه اللقاءات:

فترة كافية

داخل أحد محلات بيع الملابس الجاهزة التقينا نوال محمد إذ قالت: جئت مع بناتي لاستكمال شراء مستلزمات العيد لأنني أفضل دائما تدبير الاحتياجات الأساسية لإفراد عائلتي من ملابس وأحذية قبل حلول شهر رمضان بفترة كافية حتى يكون أمامي مجال اكبر لاقتناء الأجود منها وبأسعار معقولة بدلا من انتظار الأيام الأخيرة عن رمضان إذ تزدحم الأسواق مما يدفع بعض التجار إلى استغلال الظروف في رفع أسعارهم أو حتى عرض البضائع المتراكمة لديهم طوال العام لتصريفها. وهذا العام لاحظت وجود تخفيضات شملت معظم السلع الغذائية والملابس وان كانت في نطاق محدود لأنه من المعروف إن مثل هذه البضائع تتصاعد أسعارها عاما بعد عام ولكن بوجه عام حين نقارنها بأسعار السلع والمنتجات نفسها في الأعوام الماضية نجدها معقولة ولا تمثل عبئا على ميزانية العائلات. إلى جانب تنافس المراكز الكبرى والمحلات في تنظيم الحملات الرمضانية بما تمنحه من خصومات وأسعار تنافسية لجذب المستهلكين على الشراء كل ذلك انعكس بصورة ملموسة على مستوى الأسعار، وتفاوتها من مكان إلى آخر. وفي كل الأحوال اعتقد أن شراء مستلزمات العيد سواء من السلع الغذائية أو الحلوى والملابس قبل حلول العيد بوقت كاف يحمي المستهلك من الاضطرار إلى التزاحم في مثل هذه الأيام والوقوع في براثن ارتفاع الأسعار.

ومن جانبه يقول عبدالرزاق سلمان وزوجته في اعتقادنا أن الاستعدادات للعيد يجب أن تكون مادية إذ نضع ميزانية مسبقة قبل العيد بشهر على الاقل لشراء مستلزماته على النحو المعتاد خلال النصف الثاني من رمضان لان التجار يحاولون جذب اكبر عدد من الزبائن بعرض مزيد من البضائع والتشكيلات وبأسعار مغرية خاصة مع تزايد عدد المحلات والأسواق الجديدة التي تفتح أبوابها أمام الجمهور وبالتالي تستطيع كل أسرة الحصول على الذوق المناسب لها وبنفقات معقولة.

وتقول الزوجة إن الألبسة تأخذ حيزا كبيرا من مشترياتنا وخصوصا ملابس الأبناء الذين يسعدهم ارتداء ثوب جديد كل أيام العيد، أما أنا وزوجي فنترك أنفسنا ولا نشتري احتياجاتنا إلا بعد إرضاء الأبناء تماما، وذلك برغم أن ملابس العيد الجديدة مطلبا حيويا للكبار مثل الصغار إذ نخرج إلى المتنزهات ونتبادل الزيارات مع الأهل والأصدقاء.

كذلك نستعد للعيد بشراء الحلوى وخاصة كعك إلى جانب المواد الغذائية من خضار ولحوم وغيرها ونحاول زيادتها إذ نتجمع مع الأهل والأصدقاء على مائدة العيد، ونشعر بفرحة وبهجة اللقاء أيام الأعياد إذ نتسامر ونتواصل مع بعضنا البعض ويلهو حولنا الصغار.

ويضيف عبدالرزاق سلمان: لاحظت أن هناك أسواقا مزدحمة بروادها، وأخرى خاوية وكذلك هناك تفاوت ملحوظ في الأسعار من سوق إلى آخر... والغريب أن كل تاجر يضع الأسعار كما يتراءى له، وأحيانا نجد مغالاة في عرض السلع التي لا تتناسب أسعارها مع جودتها بما يعني عدم الرقابة وإفساح المجال لبعض التجار الذين يتعاملون مع مثل هذه الأيام وتزاحم العائلات داخل الأسواق بنوع من الطمع والجشع وينتهزون الفرص للتخلص من بضائعهم الراكدة. وقد أضافت الحملات الترويجية خلال شهر رمضان التي تنتشر في مختلف المراكز والمجمعات جوا رمضانيا ذا طابع خاص هذا العام وازدادت الأسواق حركة وانتعاشا.

مناظر مألوفة

ومن المناظر المألوفة في مثل هذه الأيام من شهر رمضان خروج الأسر مع بعضها في شكل مجموعات ليسوا متجهين إلى المتنزهات كما هو معتاد ولكن إلى محلات ومراكز التسوق لشراء مستلزمات العيد والتي لا تختلف من منزل إلى آخر.

ومن بين هذه الأسر التقينا إحداها حليمة حسن وابنتها سميرة عمر وزوجها محمد جاسم ، وتقول الأم حليمة إن الأسعار هذا العام مرتفعة نسبيا عن الأعوام الماضية خصوصا بأسواق الملابس النسائية والأطفال لكثرة الطلب عليها خلال هذه الأيام، وعدم تهاون التجار في إعطاء أسعار مناسبة للعائلات، إلى جانب التفاوت الكبير من تاجر إلى أخر، فالبعض يلتزمون بحملاتهم ويقدمون خصومات حقيقية وآخرون يعتبرون الحملات فرصة لرفع الأسعار من دون مبرر ويستغلون استعداد الأسر لشراء مستلزمات العيد. وعادة الأسواق الشعبية والمحلات التجارية والمراكز الكبرى تكون أسعارها أقل ومناسبة للعائلات.

ويتفق معهم في الرأي محمد... ويقول إن الأسعار بشكل عام مرتفعة خلال هذه الأيام إذ استنفدت دخل الأسرة إلى جانب مدخراتها طوال العام لمحاولة إسعاد أبنائها كبارا وصغارا وإدخال الفرحة في نفوسهم أيام العيد. وعلى رغم شعورنا جميعا بكساد الحركة في مختلف الأسواق فإن ذلك لم يوقف نزيف الارتفاع الجنوني في إيجارات الشقق السكنية وخدماتها من مياه وكهرباء وتكاليف المعيشة بشكل عام والتي لم تعد تتناسب بأي حال مع مستوى الرواتب التي نتقاضاها.

هدايا العيد ذهبية

وفي لقاء مع إحدى الأسر أثناء جولتنا بسوق الذهب والمكونة من علي محمد حسن الزوج، وسامية خليل الزوجة وابنتهما جيهان الذين جاءوا لشراء بعض الهدايا الخاصة استعدادا للعيد. تقول سامية خليل: سمعنا عن وجود بعض التخفيضات في سوق الذهب، وسحوبات على المبيعات فقررت اغتنام الفرصة لشراء بعض المشغولات الذهبية البسيطة والتي سيحددها مستوى الأسعار وما يتوافر معي من مبالغ نقدية... وعلى رغم أن بناتي موظفات ويتقاضين رواتبهن الخاصة فإنني عودتهن على شراء بعض المصاغ والحلي في المناسبات والأعياد بصفة خاصة، كهدايا قيمة تدوم معهن عبر الزمن. وفي اعتقادي إن رمضان هذا العام، واستقبال العيد فرصة مناسبة للشراء طبقا لمستويات دخل كل أسرة، فبالنسبة للسلع الغذائية انخفضت أسعارها بنسبة %20، والملابس بمعدل من 20: 35 وهي معدلات جيدة وتشجع العائلات على الشراء. ويضيف الزوج علي محمد إن هناك أنواعا من الملابس وصلت التخفيضات بها إلى النصف عن سعرها المعتاد، وفي كل البلاد ترتفع الأسعار مع بداية رمضان وهو أمر طبيعي ومتوقع، ولكن بشكل عام تعتبر الأسعار معقولة ومنخفضة إلى حد مقبول في مملكة البحرين رغم زيادة كم الطلب على جميع السلع خلال هذه الأيام ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك. ونحن نحرص على شراء مستلزمات الأبناء من ملابس وأحذية وعطور قبل العيد بأسبوعين على الأقل، وقد وعدت بناتي أن تكون عيديتهن هذا العام هدايا ذهبية خاصة مع الأسعار المشجعة على الشراء.

تفاوت الأسعار

ويضيف أمرآة ـ فضلت عدم ذكر اسمها ـ أننا نفاجأ أحيانا كثيرة بأن أسعار لا تختلف عما كانت عليه من قبل... غير أننا في كل الأحوال نستمتع بجو الاحتفالات وزحام الناس الذي لا يتكرر إلا مرة واحدة كل عام في مثل هذه الأيام. واستغربت الارتفاع المفاجئ في أسعار الملابس الجاهزة في بعض المجمعات التجارية الكبرى، والتي قفزت خلال موسم واحد إلى أكثر من النصف. وأما بالنسبة لسوق الذهب فقد ارتفعت أسعار المعروضات خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان عن الأسبوع الذي سبقه ووصلت الزيادة إلى ما يقرب 10% على الأقل.

السوق تنتعش في العشر الأواخر

أجمع أصحاب عشرة محلات للذهب على السوق ينتعش في العشر الأواخر من الشهر الفضيل، مع اقتراب العيد. مؤكدين على أن الرواتب هي المحك الأكبر في حركة السوق، فقد اعتاد الصاغة على استقبال الزبائن بشكل مكثف بعد استلام الرواتب ولمدة تمتد حتى أسبوع أو عشرة أيام.

ومن الأعراف السائدة لديهم أيضا إن الزبائن تبيع مصوغاتها خلال 18 إلى 20 من الشهر، بينما يبدأ الشراء بعد الراتب مباشرة.

ولا يهتم البحرينيون لمسألة سعر الذهب في المناسبات، وإن كان البعض يهتم بالموضوع في الأيام العادية، عموما لا يمثل اختلاف سعر الذهب أي الفارق الذي يتراوح بين 100 إلى 200 فلس بين المحلات

العدد 77 - الخميس 21 نوفمبر 2002م الموافق 16 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً