العدد 5328 - السبت 08 أبريل 2017م الموافق 11 رجب 1438هـ

(رسالة مواطن)...إمام الجماعة ماله وماعليه ..كيف يقيم المصلين مستواه  ؟

إمام الجماعة كالمعلم في صفه، يراه أغلب الطلاب من عدة زوايا، ويقيمونه من حيث لا يشعر في اليوم وفي الشهر من خلال شرحه للدرس وتبسيطه، والمعلم المتميز في نظر طلابه يحزنون لغيابه ويفرحون لقدومه ولدرسه. أتذكّر بعض الطلبة يطيلون النظر من نوافذ الصف تشوقاً للقائه، ومن الطلاب من ينظف السبورة ويرتّبها له ويجهز الطباشير قبل دخوله الصف، ويتفاعلون معه، بينما يحزنون وتنتابهم الكآبة في غيابه أو مع معلم آخر ويتمنون غيابه لا لشيء؛ إنّما لسلوكه وعصبيته معهم ولطريقة أدائه للدرس. كذلك إمام الجماعة الذي يشتاق له المأمومون ويفرحون له، وبعضهم يقف لاستقباله، لماذا؟ الأسباب كثيرة ومتشعبة؛ ولكنني لن ألج في مسميات ولا شخصيات ولكن الشيء بالشيء يذكر.

إمام الجماعة المتميّز من غيره، هو من تبحث عنه الناس في المساجد ساعيةً له، قاطعةً كيلومترات بالمركبة أو مشياً، والذي يهابه المأمومون ليس لشكله فقط وهندامه الجميل المرتب ولا لمركبته غالية الثمن؛ ولكن لصبره وانفتاحه وسعة صدره وصدق حديثه وغزارة علمه الذي فرضه على الناس، لا ضحالة في علمه، ولا نقصاً في فهمه للأحكام، وكثرة اطَلاعه وتنوع مواضيعه، ولطريقة أدائه في الصلاة بصوته الخافت الروحاني والشجي، وقلة أخطائه حين قراءته للسور، وليس بصوته العالي المزعج الذي يطنطن في آذان المأمومين طوال الصلاة فينفرهم عنه، بل بتنويعه للسور والأذكار، وما أعظم ذلك الصوت الذي يجذبك لصلاته، فتصفو النفس ويؤسر القلب، وتشعر الروح بالسكينة.

إمام الجماعة هو الذي يعجبك فيه أريحيته، وابتسامته المعهودة، وبتقبله الرأي والرأي الآخر. حين يتحدّث يستمع له المأمومون وينصت له الحاضرون، ويستوعبون درسه والأهم من هذا وذاك التزامه بحضوره في الوقت، وفي الفرائض على رغم أمزجة الناس وتقلبات حرارة الطقس أو برودته التي لا تمنعه من الوصول دون تأخير، ولا تشغله مشاغل الدنيا وزخرفها عن حضوره يوماً واحداً خصوصاً صلوات الفجر، والتي تواكب مختلف الطقوس، وأصعب أوقاتها وأحلى ساعات نومها. لكن إمام الجماعة المتميز المخلص... أخواني وأخواتي المأمومين والمأمومات، إذا كانت هذه مواصفات إمام الجماعة، أليس من الأفضل الاهتمام به وبالحضور المبكر للصلاة ومكوثكم بعد الصلاة لدروسه وتوجيهاته وليس الهروب. لست مبالغاً أن بعض المناطق تبحث عن القمر في الليلة الظلماء فلا تجده أو تتحسر بعض المناطق لعدم توفر لديهم إمام جماعة.                                 

مهدي خليل





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً