فجَّر فريق البحرين مفاجأة من العيار الثقيل، وألحق هزيمة «مُرة» بفريق المحرق حينما تغلب عليه أمس بهدفين مقابل هدف واحد في اللقاء الذي أقيم بينهما على استاد البحرين الوطني في الجولة الرابعة عشرة لدوري فيفا لأندية الدرجة الأولى لكرة القدم، وهو الفوز الأول للبحرين في الدوري بعد 13 مباراة سابقة عجز فيها عن الانتصار، وقدَّم بذلك أولاً خدمة لنفسه في صراعه من أجل البقاء بدوري الكبار وودع المركز الأخير، والخدمة الأخرى كانت للمتصدر فارس الغربية الملكاوي ووصيفه المنامة.

وتقدم البحرين في الدقيقة 27 عبر الإسباني كريستيان، ثم في الشوط الثاني أدرك المحرق التعادل عبر علي جمال (78)، وبعدها بدقيقة واحدة عاد كريستيان وسجل هدف الانتصار الغالي للبحرين.

وفي مباراة أخرى أقيمت أمس استفاد الحد هو الآخر من سقوط المحرق وشاركه بالرصيد نفسه وهو 22 نقطة، إثر فوزه على النجمة بهدفين من دون رد، وأقيمت المباراة بملعب مدينة خليفة الرياضية، وسجل النيجيري أوتشي الهدفين في الدقيقتين 59 و91 من ركلة جزاء.

وبذلك أصبح الترتيب العام بعد نهاية الجولة 14 كالتالي: المالكية 28 نقطة، المنامة 26 نقطة، المحرق والحد والرفاع 22 نقطة، الأهلي 18 نقطة، النجمة 15 نقطة، الحالة 12 نقطة والبحرين مع الرفاع الشرقي 10 نقاط، وكل الفرق لعبت 14 مباراة ماعدا المحرق والحد لعبا 13 بعد تأجيل مباراتهما وجهاً لوجه في الجولة الماضية.

الحد والنجمة

الشوط الأول من هذه المباراة كان ضعيف المستوى من الفريقين وخصوصاً من جانب الحد في البداية والذي توقعنا أن يُقدم أداءً مميزاً مثلما حصل في مبارياته الأخيرة، لكن بالعكس شاهدنا النجمة أنشط في البداية بفضل تحركات أيمن الهاجري ومحمد الطيب بالذات ولكن من دون تشكيل خطورة حقيقية على مرمى الحارس عباس أحمد إلا في حالات قليلة للغاية بدأت في الدقيقة 4 من الطيب الذي سدد كرة أرضية من داخل منطقة الجزاء ارتدت من القائم الأيسر، ثم سدد الطيب أيضاً كرة بعيدة جاورت المرمى الحداوي، وظل الحداويون بعيدين عن مستواهم بسبب التباعد بين الخطوط ووجود فراغ بالذات ما بين عمق الوسط محمد الداود وعيسى مصبح وعمق الدفاع المكون من سيد محمد عدنان وإبراهيم العبيدلي.

وفي ربع الساعة الأخير بدأ الحد يتحرك بعض الشيء في ظل تراجع لاعبي النجمة وعدم إيصال الكرات للمهاجم الطيب، ولذلك كاد أحمد الختال أن يتقدم بالنتيجة لكن كرته طالت واتجهت بعيدة عن مرمى الحارس النجماوي سيد شبر علوي (32)، وفي الدقيقة 40 ضاعت أخطر الفرص حينما لعب الختال كرة لأوتشي وبدوره هيأها برأسه للداود الذي واجه المرمى تماماً وسددها قوية تألق في إبعادها الحارس علوي، ثم في الوقت بدل الضائع سدد المدافع المتقدم العبيدلي كرة بعيدة حولها الحارس علوي لركلة ركنية لينتهي الشوط بالتعادل السلبي.

وفي الشوط الثاني تحسن أداء الحد بشكل أكبر في ظل تراجع نجماوي كبير وترك الهاجري والطيب في الأمام، وحتى هاني البدراني وأحمد عبدالرسول كانا يعودان كثيراً للخلف، وبدأ لاعب الحد دايو يتحرك كثيراً في اليسار وشكل خطورة مستمرة من هذه الجهة، وهو لعب كرة عرضية هيأها الختال لأوتشي لكنه سددها طائشة وبعيدة، ثم سدد الختال كرة وصلت ضعيفة ليد الحارس سيد علوي (55)، وفي الدقيقة 59 توغل خالد السمهري من جهة اليسار ولعب كرة عرضية متقنة على رأس أوتشي ولامست الأرض وتخطت خط المرمى وبإشارة صحيحة من المساعد الثاني سلمان طلاسي الذي أعلن هدف الحد الأول، وغابت الفرص بشكل واضح بعد هذا الهدف، ولم نشاهد تحركاً جدياً للنجمة من أجل التعديل ولم يتم تشكيل خطورة كبيرة على مرمى الحد، وفي ظل غياب الفرص وصلنا للدقيقة 91 التي شهدت لعب الكرة بالرأس من دايو ولامسها المدافع إبراهيم المشخص بيده واحتسبها الحكم ركلة جزاء حداوية صحيحة أحرز منها أوتشي أيضاً الهدف الثاني للحد، فيما ضاعت كرة وحيدة في هذا الشوط للنجمة من أيمن الهاجري وهو في مواجهة المرمى لكن الحارس عباس أحمد أبعدها لينتهي اللقاء الذي أداره الحكم عمار محفوظ حداوياً بهدفين من دون رد.

المحرق والبحرين

هذه المباراة هي الأخرى كانت ضعيفة في أول 25 دقيقة للشوط الأول في ظل غياب الفرص عن المرميين، وانحصار اللعب في وسط الملعب فقط في ظل سوء صناعة اللعب وبالتالي لم تصل أي كرات للمهاجمين في الطرفين إلى حين الدقيقة 27 التي شهدت تسجيل الهدف الأول للبحرين بعد أن استغل كريستيان خروج حارس المحرق عبدالله الكعبي ليمر منه ويضع الكرة في الشباك الحمراء، بعدها بدقيقتين فقط مرر المحرقاوي عبدالله عبده كرة لزميله علي جمال توغل بها في منطقة الجزاء وسددها لتصل ليد الحارس سلمان عمر البلوشي، وأخطأ مدافع البحرين نادر فتحي في إبعاد كرة عرضية مقبلة من علي جمال لكن من حسن حظه أنها جاورت القائم الأيمن لمرماه (36)، وفي الوقت بدل الضائع واصل علي جمال تشكيل الخطورة حينما لعب كرة ثابتة مرت من الجميع ووصلت لوليد الحيام لعبها برأسه فوق المرمى لينتهي الشوط الأول بتقدم البحرين بهدف وحيد.

ومع بداية الشوط الثاني أجرى مدرب المحرق تبديلين بإخراج فيصل شوقي ومحمد الحردان وأدخل فهد شويطر وإسماعيل عبداللطيف، وكان واضحاً التوجه الهجومي للفريق، مع تراجع واضح للبحرين للحفاظ على التقدم، ولذلك سنحت العديد من الفرص للاعبي المحرق وأولها كرة هشام منصور العرضية التي مرت من الجميع وجاورت المرمى (55)، ومرر المتألق علي جميل كرة بينية لعبداللطيف واجه المرمى وسددها بجوار القائم الأيسر، وسدد دوريس سالمو كرة محرقاوية تصدى لها الحارس البلوشي (64)، وفي ظل سوء تفاهم ما بين الحارس المحرقاوي الكعبي ومدافعه الحيام، لعب الأول كرة قصيرة ليخطفها كريستيان ويسددها ناحية المرمى لكن الحارس الكعبي أمسك بها مصححاً خطأه (74)، ثم أبعد الكعبي كذلك كرة رأسية من كريستيان، وتوج علي جمال مجهوده بإحراز هدف التعادل بعد أن ترجم بنجاح مجهود هشام منصور الذي لعب له كرة عرضية هيأها لنفسه وأودعها المرمى (78)، لكن التعادل لم يدم سوى دقيقة واحدة حينما عاد كريستيان المتألق وسجل الهدف الثاني لغزال البحرين، ليضغط المحرق بشكل أكبر في الدقائق الأخيرة وأبرز فرصة ضاعت له من عبدالله عبدو حينما مرت كرته ضعيفة بجوار المرمى، ولم يستغل الفريق دقائق الوقت بدل الضائع الست، ليحافظ البحرين على تقدمه ويخرج سعيداً بالفوز الأول بهدفين لهدف، أدار المباراة الحكم سيد عدنان محمد.