العدد 5329 - الأحد 09 أبريل 2017م الموافق 12 رجب 1438هـ

البحرين : "المظاهر الاجتماعية"... مجتمع استهلاكي لا يهتم إلا بالمظاهر

المظاهر الاجتماعية أصبحت شبحاً يطارد الكثير من الأفراد الذين يحاولون أن يصنعون لأنفسهم مكانة اجتماعية بالشكل وليست الجوهر، يسعون لشراء كماليات تحت مسمى "ماركات، برستيج، كشخة"، لكي يشبعون شيء وهمي بداخلهم، الكثير منهم يلجأ لـ"السلف" من الآخرين فقط ليكمل صورته الاجتماعية الوهمية تلك.

وتذكر فاطمة جعفر أن هذه:" ظاهرة مرضية تحتاج علاج، فهي ظاهرة أنتجت لنا مجتمع استهلاكي لا يهتم سوى بالمظاهر ولديه هوس اقتناء الجديد بغض النظر عن مدى الحاجة له من عدمها، والمتسبب بهذه الظاهرة قلة الوعي، فهم ينظرون لما عند الآخرين ولا يقتنعون بما لديهم ".

وتشير أم محمد:" أعرف إحدى النساء اللاتي يقترضن المال من أجل ألا تصبح أقل من غيرها "

وتؤكد أم حوراء:" ظاهرة خطيرة جداً، هناك الكثيرين الذين يلجئون للتدين من أجل مظاهر خداعة، وهذه الظاهرة تعود على المجتمع بأضرار كثيرة قد تؤدي للسرقة، وغيرها من الجرائم فقط للحصول على المال الذي يشترون به "ماركات " يتباهون بها أمام المجتمع ".

ويطرح أحمد مهدي:" هذه القضية أثرت على المجتمع بشكل كبير، وقد اتجهت لمنحنى خطير، من واقع الحياة أرى الكثيرين الذين يسعون لهذه المظاهر لإشباع غرور مجتمعي يرى قشور الناس دون التمعن في اللب ".

" المظاهر أصبحت كالمرض النفسي، فهي منتشرة كثيراً " هذا ما ذكرته رؤيا.

أما أم علي ترى أننا:" نحتاج إلى تكثيف الوعي للمجتمع بشكل أكثر ، فهذه الظاهرة قد تسبب للبعض الحسد والغيرة والمشاكل الأخرى" .

وتؤكد فاطمة سعيد إنها ترى: "بأن هذا الأمر كالسم ينتشر بسرعة جنونية، الناس هم من تسبب في ذلك باتو يقنعون أنفسهم بضرورية هذه الأشياء، ووسائل التواصل الاجتماعي أصبحت هي الحطب الذي يزيد النار، ومن أضرار هذه الظاهرة فهي تسمم العقول وتجعل الناس في دوامة القروض، وكل ذلك يسبب لنا الطبقية في المجتمع ".

وتشير علياء بأن :" العولمة وطموح الإنسان أن يكون الأفضل دوماً باعتقادي هذا هو أهم الأسباب في هذه المشكلة ، بالنسبة للمتسبب في هذه الظاهرة فبرأيي المجتمع هو المتسبب سواء تشجيعاً أو عدم توقيف لهذه الظاهرة ، لأن الإنسان بطبيعته ميال إلى " الكشخة " وإذا لم يكن هناك رادع سيزيد في الأمر ، و من أضرارها أنها تبعد الإنسان عن قضيته الأساسية و وظيفته على الأرض وينسى لماذا هو خلق أصلاً ، وقد تسبب في دمار الأسر وتنشب خلافات بين الزوجين خصوصاً في حال عدم تقبل أحد الأطراف لهذا الموضوع ، وكذلك قد يؤدي لجرح مشاعر الفقراء من هذا المجتمع وقد يؤدي الأمر إلى تفشي أمراض الحسد أو حتى السرقة ".

وتذكر كوثر سليم أن :" هذه  الظاهرة انتشرت بشكل كبير والمؤسف إن هؤلاء الأفراد يتدينون ولا يرجعون لصاحب الحق ماله وهذا من واقع تجربة ".

وتشير سوسن الموسوي إلى أن:" المشكلة الأعظم أن هؤلاء الأفراد لا يشعرون بأن هذا الأمر فيهم كمثل الذي " يكذب الكذبة ويصدقها "، فهم وضعهم المادي عادي ولكنهم يوهمون أنفسهم والناس بأنهم أصحاب طبقة مخملية لدرجة لو تدين لا يشعر بأي احراج لأنه اعتاد على ذلك ".

أما عبير تؤكد من الواقع :"أعرف أشخاص هكذا ، فهي لا تملك المال ولكنها تتدين لتسافر فقط ! ، فالموضوع بدأ من أن الناس أصبحت تهتم للأشياء الترفيهية عوضاً عن الأساسية ، لدرجة تراهم تتدين لأشياء لا حاجة لها وتترك المهم والأساسي فقط من أجل المظاهر ، ربما المتسبب في ذلك هو أن حياة الناس أصبحت مكشوفة وتعرض بشكل يومي فأصبح الشخص يراهم ويشعر بالنقص إن لم يحقق هذه الأشياء هو كذلك ".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً