يواصل «الوسط الرياضي» تسليط الضوء على الحالات التحكيمية الجدلية المصاحبة للمباريات المهمة في ملاعبنا المحلية وبالخصوص دوري الدرجة الأولى لكرة القدم من خلال استطلاع آراء بعض الحكام الدوليين السابقين المتخصصين في اللعبة، وآخر تلك الحالات كانت في مباراة الرفاع والأهلي في الجولة الرابعة عشرة لدورينا والتي أقيمت يوم الجمعة الماضي وشهدت طرد لاعب الأهلي أحمد جمعة منذ الدقيقة الخامسة للشوط الأول وكذلك مطالبة الأهلاويين بطرد لاعب الرفاع محمد دعيج، وأيضاً مطالبتهم بركلة جزاء لعلي العصفور.

وعن حالة طرد جمعة قال الحكم الدولي السابق الخبير عبدالحميد عبدالعزيز إنه يؤيد تماماً قرار الحكم علي السماهيجي بطرد اللاعب كون الكرة كانت في حوزة المهاجم ولا يوجد أي مبرر للمدافع بتحريك يده وذراعه للأمام بهذه الطريقة وهذا الحدث يندرج تحت بند الإهمال من قبل المدافع تجاه المهاجم، مضيفاً «بما أن هذه الحالة قد توافرت فيها مبادئ فرصة تسجيل هدف محقق فيستوجب على الحكم إيقاف اللعب والإعلان عن ركلة حرة مباشرة وكذلك العقوبة الإدارية وهي البطاقة الحمراء وهو ما فعله الحكم، والتلخيص للحالة فهي ركلة حرة مباشرة والطرد بسبب منع اللاعب المنافس من فرصة تسجيل هدف محقق وهناك دفع واضح من الخلف بالذراع من قبل مدافع النادي الأهلي على مهاجم الرفاع المنفرد بالمرمى».

وذهب الحكم الدولي السابق الخبير جعفر الخباز أيضاً بنفس الاتجاه، إذ قال إن قرار السماهيجي صحيح باحتساب ركلة حرة مباشرة للرفاع مع طرد لاعب الأهلي أحمد جمعة لقيامه بدفع المهاجم وهو في حالة انفراد صريح بالمرمى الأهلاوي وتوافرت لديه كل فرص ومقومات التسجيل.

وكنا في «الوسط الرياضي» قد ذكرنا في تحليلنا للمباراة باليوم التالي إن الحكم أخطأ بلعبة طرد مدافع الأهلي أحمد جمعة، بحكم مشاهدتنا بعدم وجود دفع من جمعة، وهو ما ينفيه عبدالعزيز والخباز.

الحالة الثانية

وبالنسبة للحالة الثانية والمتعلقة بتدخل محمد دعيج على لاعب الأهلي مهدي طرادة ومنح الحكم البطاقة الصفراء للاعب الرفاع، قال عبدالحميد عبدالعزيز «حسب تقديري بأن الحالة تستوجب البطاقة الحمراء بشكل مباشر وليس الصفراء، وإن دخول لاعب الرفاع على لاعب الأهلي في تقديري أعتبره أكثر من تهور وهو يندرج تحت استخدام القوة الزائدة او المفرطة وهنا على الحكم إشهار البطاقة الحمراء مباشرة إلى لاعب الرفاع، ونستطيع أن نميز الحالة في طريقة الدخول والانقضاض والمسافة والمكان الذي تلقى فيها لاعب الأهلي الإصابة وهذا النوع من الحالات دائماً يمثل نوعاً من الاختلاط على الحكام في تصنيف هذه النوعية من الحالات، هل هي تهور يعني بطاقة صفراء أو استخدام قوة مفرطة يعني بطاقة حمراء ولهذا كثير من الحكام يقعون في هذا الخطأ بتصنيف الحالة».

الحالة الثالثة

وبشأن الحالة الثالثة وهي مطالبة الأهلي بركلة جزاء بعد الاشتراك بين لاعبهم علي العصفور ومدافع الرفاع محمد حسين فقد أكد عبدالعزيز إن اللعبة طبيعية ولاتستدعي احتساب ركلة جزاء والحكم كان موفقاً فيها.

وأوضح عبدالعزيز أن الحكام يتخذون القرارات في أوقات حساسة وصعبة وفي أقل من الثانية، وبالتالي فإن التقدير أحياناً يختلف من حكم لآخر، مضيفاً «إبداء الرأي من قبلنا يأتي من واقع خبرتنا ومعايشتنا للعديد من الحالات التحكيمية في مشوارنا، ومن أجل أن تعم الفائدة للجميع، وهو لايُعد بالتأكيد استنقاصاً من عطاء أي حكم بالتأكيد، وأنا أتمنى التوفيق لجميع الحكام سواء على الصعيد المحلي أو الخارجي».