العدد 5336 - الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رجب 1438هـ

ظاهرة ابتلاع الثقوب السوداء للنجوم متكررة بوتيرة عالية في الكون

كشفت دراسة حديثة ان ظاهرة ابتلاع الثقوب السوداء الهائلة للنجوم في الكون اثناء اصطدام المجرات، تجري بوتيرة اكبر بمئة مرة مما كان يعتقد من قبل.
وكان العلماء يعتقدون حتى الآن ان هذه الظاهرة نادرة جدا وتقع مرة واحدة كل عشرة الاف سنة او مئة الف في المجرة الواحدة، بحسب ما كتب الباحثون في الدراسة المنشورة في مجلة "نيتشر استرونومي".
في مركز كل مجرة، بما في ذلك مجرة درب التبانة التي تقع فيها المجموعة الشمسية وكوكب الارض، يوجد ثقب اسود هائل.
والثقوب السوداء هي مناطق ذات كثافة هائلة تنجم عن انهيار نجم على نفسه، فيصبح ذا قوة جذب كبيرة جدا تبتلع كل الاجرام المحيطة بها ولا يفلت منها حتى الضوء المار بقربها، ولذا لا يمكن رؤيتها بالتلسكوبات لان الضوء لا ينعكس منها، بل تبدو بقعا مظلمة.
وتبلغ كتلة الثقوب السوداء ما بين مليون الى مليار مرة كتلة شمسنا.
وعادة ما تكون هذه النجوم السوداء "في سبات"، والنجوم تدور حولها من بعد، اما اذا وقع تغير في مدار نجم فاقترب من الثقب الاسود فان جاذبية الثقب الاسود تمزقه وتجذب اجزاءه، في حدث يصدر كميات هائلة من الحرارة والضوء.
وتمكن فريق من جامعة شيفيلد البريطانية من رصد ومضات الضوء المنبعثة من نجوم تلتهمها ثقوب سوداء في "عينة صغيرة" من 15 مجرة.
وكانت كل من هذه المجرات في حالة اصطدام مع مجرة مجاورة، بحسب جيمس مولاني احد المشاركين في الدراسة.
وقال لوكالة فرانس برس "تظهر اعمالنا ان اصطدام المجرات يرفع بشكل كبير وتيرة ابتلاع الثقوب السوداء الكبيرة للنجوم".
واضاف "نعتقد ان اصطدام المجرات يغير مدارات النجوم" فتقترب من الثقوب السوداء التي تبتعلها.
واستخدم العلماء في هذه الدراسة المعطيات الصادرة عن التلسكوب "هيرشل" التابع لوكالة الفضاء الاوروبية.
وبمقارنة نتائج المراقبة لهذه المجرات الخمس عشرة بين العامين 2005 و2015، لاحظ العلماء وجود تغير كبير في احدى المجرات الواقعة على بعد 1,7 مليار سنة ضوئية من الارض، علما ان السنة الضوئية الواحدة تساوي عشرة الاف مليار كيلومتر.
واستنادا الى معلومات مرصد "كاتالينا سكاي سورفي" الذي يراقب توهج الاجرام الفضائية، توصل العلماء الى وقوع حادث التهام نجم في العام 2010 في هذه المجرة.
وقال الباحثون "نتوقع ان يصبح هذا النوع من الحوادث الفلكية متكررا حين ستصطدم مجرتنا درب التبانة بمجرة اندروميدا المجاورة في السنوات الخمسة مليارات المقبلة".
ويتوقع ان يبتلع الثقب الاسود في مركز مجرتنا نجما كل عشر سنوات او مئة، وستبدو هذه الظواهر من الارض وكأنها انفجارات ضوئية تستمر على مدى اشهر او سنوات..لكن لن يكون على الارض احد على الارجح ليتمتع بهذا المشهد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً