تعقد جامعة الخليج العربي لقاءها الثاني مع مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر) وذويهم بعد غدٍ الخميس (20 أبريل/ نيسان 2017) لبحث مستجدات مشروع الأبحاث الإكلينيكية. إذ قال نائب رئيس جامعة الخليج العربي خالد سعيد طبارة إن الجامعة تعقد لقاءها الثاني مع مرضى فقر الدم المنجلي (السكلر) وذويهم لاطلاعهم على مستجدات ونتائج المرحلة الأولي من مشروع الأبحاث الإكلينيكية الذي أطلقته جامعة الخليج العربي بالتعاون مع شركائها المحليين والدوليين أواخر العام 2015، لبحث إمكانية استفادة مرضى "السكلر" من دواء جديد يخفف من آلام نوبة "السكلر"، مؤكداً قدرة التطورات التكنولوجية الحديثة على إيجاد الحلول البديلة للمرضى، بفضل استمرار البحث العملي والتجارب السريرية والابتكارات الطبية، موضحاً أن هذا المشروع يركز على دراسة أحد الأمراض الوراثية السائدة في دول الخليج العربي، وهو جزء من دور الجامعة الاستراتيجي في التصدي للقضايا الصحية المؤرقة في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ومن جانبه، أشار مدير مركز الأبحاث الإكلينيكية عادل مذكور إلى أن اللقاء يهدف إلى إطلاع مرضى "السكلر" وذويهم على فوائد مشروع الدراسة على دواء "سيفوبرين" الذي نجح في تخفيف حدة آلام نوبة السكلر لدى عدد من المرضى في عدد من الدول التي شاركت في المشروع، من دون أن تسجل أي مضاعفات صحية أو أعراض جانبية طوال الفترة الماضية، داعياً المرضى إلى الاستفادة من المشروع من خلال التطوع للمشاركة في الدراسة للخروج بتصورات واضحة عن فاعلية دواء "سيفوبرين" في تخفيف حدة آلام مرضى "السكلر"، وخصوصاً أن النتائج الأولية اكدت قدرة الدواء على تقليص مدة بقاء المريض في المشافي الصحية وتقليص عدد جرعات مسكنات الألم إلى أكثر من النصف، وهو ما اعتبره فريق البحث نقله نوعية واعدة في العلاج المستقبلي لمرضى السكلر.
ولفت مذكور إلى أن اللقاء سيعرف بأهداف المشروع ونتائج المرحلة الأولية في كل الدول المشاركة في المشروع وآخر التطورات، بالإضافة عرض توصيات اللجنة الطبية المستقلة التي راجعت سلامة استخدام دواء "سيفوبرين" برئاسة البروفيسور البريطاني ديفيد ريس.
ومن جانبها، قالت استشارية طب الأطفال وأمراض الدم بمجمع السلمانية الطبي نجاة مهدي علي إن مملكة البحرين حققت في الفترة الماضية تقدماً ملحوظاً في تطبيق وتنفيذ مراحل هذا المشروع البحثي، ولاسيما بعد تعديل بعض الاشتراطات التي تنطبق على المرضى المشاركين في الدراسة، وإدخال الأطفال من عمر 12 عاماً وما فوق في العينة بغية حمايتهم وتحسين جودة حياتهم ومساعدتهم على التحصيل العلمي والعملي وممارسة حياتهم بشكل طبيعي بما يتناسب مع احتياجاتهم الاجتماعية والجسدية والنفسية، واصفةً النتائج المتحققة في المرحلة البحثية الأولى بالمشجعة، موضحةً أن تعاون المرضى سيؤهل المشروع إلى الانتقال إلى المرحلة الثانية باطمئنان، مشيدة في الوقت ذاته بالجهود التي يبذلها "فريق السكلر" بمجمع السلمانية الطبي.
وأضافت: "نطلب من مرضانا وذويهم المشاركة الفعالة في اللقاء المرتقب يوم 20 أبريل في الجامعة، لأهمية مشروع الدراسة، حيث سيقوم الباحثون من وزارة الصحة بالاستماع إلى أسئلة المرضى وتوفير المعلومات والبيانات التي يحتاجونها عن مشروع الدراسة".
يشار إلى النتائج الأولية شجعت دولاً أخرى على الدخول في المشروع، إذ تم تجريب الدواء على أكثر من 65 مريضاً من مملكة البحرين وعمان ولبنان وتركيا وهولندا وجمايكا. وقد انضم للمشروع أخيراً نحو سبعة مراكز بحثية في جمايكا واثنان في هولندا وثلاثة في تركيا واثنان في لبنان ومثلهما في البحرين وعمان والمملكة العربية السعودية والكويت. ويأتي هذا المشروع في إطار اتفاقية التعاون التي وقعتها جامعة الخليج العربي مع معهد كارولينسكا السويدي لدراسة حول علاجية بديلة لمرض السكلر المستعصي، بعدما نجح باحثون من معهد كارولينسكا، بالتعاون مع أطباء هولنديون وأميركيون في تطوير دواء "سيفوبرين"، إذ يهدف المشروع إلى تقليل معاناة المرضى وأسرهم، والحد من عدد الوفيات وتفادي تعود المرضى على بعض الأدوية ذات الأعراض الجانبية الخطيرة، مما يوفر فرصاً لتحسين نمط وجودة حياتهم، والعيش بشكل طبيعي، بالإضافة إلى تقليص استنزاف الموارد الطبية للدول.
