العدد 5343 - الأحد 23 أبريل 2017م الموافق 26 رجب 1438هـ

ماذا ستقولون بعد شهادة الحكومة بنزاهة «لجنة مناهضة التعذيب»؟

هاني الفردان hani.alfardan [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

«الجدير بالذكر أن لجنة مناهضة التعذيب تتكوّن من عشرة من الخبراء الدوليين المستقلين من المشهود لهم بالنزاهة والمعرفة القانونية والحقوقية»، هذه فقرة من بيان رسمي صادر عن وزارة الخارجية، وعبر تصريح لمساعد وزير الخارجية عبدالله فيصل جبر الدوسري قبل مشاركة مملكة البحرين في اجتماعات الدورة الستين للجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة في جنيف خلال الفترة من 18 أبريل/ نيسان إلى 12 مايو/ أيار 2017.

استبقت وزارة الخارجية البحرينية بتصريحها السابق تشكيك المشككين، وتأكيدها على أن «لجنة مناهضة التعذيب تتكون من عشرة من الخبراء الدوليين المستقلين من المشهود لهم بالنزاهة والمعرفة القانونية والحقوقية»، وذلك قبل مناقشة التقريرين الوطنيين الدوريين الثاني والثالث في صباح الجمعة (21 أبريل 2017) بشأن تنفيذ اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة.

وزارة الخارجية البحرينية ممثلةً عن حكومة البحرين شهدت بنزاهة «لجنة مناهضة التعذيب»، قبل أن يصدر تقريرها وتوصياتها بشأن البحرين، ذلك الاستباق في الشهادة قطع الطريق على المشككين والطاعنين في نزاهة هذه اللجنة الدولية وصدقيتها وحياديتها، وحتى لا تتهم كما اتهم غيرها بـ»تسييس» الملف البحريني، أو استقاء المعلومات من جهات غير ذات اختصاص، أو غيرها من التهم المتكررة التي نسمعها ضد أي منظمة دولية تتحدّث عن أوضاع حقوق الإنسان في البحرين.

كالعادة خرج البعض بطريقتهم المعتادة، ودون حتى أدنى متابعة لما يحدث أو حتى التوقف عند نظرة الحكومة في اللجنة، وبدأ في كيل الاتهامات وتزييف الحقائق وغسل الأدمغة وتزييف وعي أتباعهم وبجهل كامل.

«لجنة مناهضة التعذيب» وجهت يوم الجمعة الماضي جملة كبيرة من الأسئلة للوفد الرسمي، سيتم الجواب عليها اليوم الإثنين (24 أبريل 2017)، من بين أهم الأسئلة التي وجّهها 7 خبراء من لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة بجنيف، كان المتعلق بجدية الدعوة التي قدّمها البرلمان إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين لزيارة البحرين، وعن حقيقة استمرار الإفلات من العقاب للمتهمين من رجال إنفاذ القانون بالقتل، ومحاكمة الأحداث، ومصير الشرطة المتهمين في حالات الوفاة التسع الواردة في التقرير الأول للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.

بخصوص دعوة النواب للمفوض السامي لحقوق الإنسان والتي مر عليها نحو 40 يوماً (منذ 15 مارس/ أذار 2017) فإن تلك الدعوة لم تحظ بأي تعليق رسمي، لا بالترحيب أو الرفض، بل التزمت بشأنها الصمت!

مجلس النواب نفسه الذي قال إنه وجّه دعوة رسمية للمفوض، جاءه الرد من رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المفوضية السامية لحقوق الإنسان محمد النسور في 25 مارس 2017 (أي بعد 10 أيام من الدعوة) بأن المفوضية لم تتسلّم بعدُ الدعوة التي قيل أنها سلمت!

ستكون الحكومة اليوم ملزمةً بإعطاء إجابة مقنعة إلى لجنة مناهضة التعذيب بشأن الدعوة، وهل هناك جدية بشأنها؟ ستكون أيضاً ملزمة بالإعلان رسمياً عن دعوتها للمفوض أو التهرب من الدعوة بفتح الباب لها دون تحديد موعدها، خصوصاً أن تلك الدعوة ستكون في طياتها دخول المراقبين الدوليين إلى البحرين بعد سنوات طويلة من عدم السماح لهم، ومن بينهم المقرر المعني بالتعذيب.

كانت الذرائع في رفض أو تأجيل زيارات المسئولين الأمميين عن حقوق الإنسان إلى البحرين، وبالخصوص مقرر التعذيب منذ سنوات، بحجة أن الزيارة «قرار سيادي» وأن الوقت المناسب لم يحن بعد، فمن بين الأسئلة التي وجّهها الخبراء المشهود لهم بالنزاهة، متى سيكون الوقت مناسباً للسماح لمقرر التعذيب بزيارة البحرين؟

من بين الأسئلة المهمة أيضاً والتي ينتظر إجابتها اليوم من قبل الوفد الرسمي، مصير الشرطة المتهمين في حالات الوفاة التسع الواردة في التقرير الأول للمؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، وهم: عيسى عبدالحسن، علي المؤمن، فاضل متروك، هاني عبدالعزيز، زكريا العشيري، علي عيسى، عبدالكريم فخراوي، علي مشيمع، فاضل عباس؛ وعن مصير ضابط الشرطة المتهم بقتل هاني عبدالعزيز، والذي تم خفض عقوبته من السجن سبعة أعوام إلى الحبس ستة أشهر، وما إذا تمت إعادته إلى الخدمة أو إقالته؟

ماذا سيرد الوفد الرسمي على سؤال عضو لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة فيليس دي غاير بشأن ما نقلته وكالة أنباء البحرين في مايو/ أيار 2016 عن رئيس اللجنة البحرينية المستقلة لتقصي الحقائق محمود شريف بسيوني أن البحرين نفذت الـ 26 توصية الواردة في التقرير، ولكنه (أي بسيوني) عاد ليقول إن تصريحه تم اقتباسه بصورة خاطئة، إذ يعتقد أن البحرين نفذت عشر توصيات فقط، وأنه فيما يتعلق بتوصيات المساءلة وإسقاط تهم حرية التعبير، فإن الحكومة لم تنفذها، وهل سيعطي الوفد الحكومي اللجنة إجابة واضحة بشأن العدد الحقيقي للتوصيات التي نفذتها البحرين، خصوصاً وأن اللجنة الأممية ترى أن منح جهاز الأمن الوطني صفة مأمورية الضبط القضائي بالنسبة للجرائم الإرهابية، «معاكساً لتوصيات لجنة تقصي الحقائق».

ثلاث ساعات من المداخلات والأسئلة التي طرحها خبراء لجنة مناهضة التعذيب على الوفد الرسمي، والتي ستطلب إجابات مقنعة من قبل الوفد الرسمي اليوم الإثنين، حتى لا تتهم اللجنة بـ «التسييس» أو استقاء المعلومات من جهات «مغرضة» أو من مصادر غير موثوقة، فكل ما طرحته اللجنة أسئلة تحتاج إلى إجابتها من جهات رسمية، مع ملاحظة أن هؤلاء خبراء يتمتعون بالنزاهة كما قال الوفد الرسمي، وينتظرون أجوبة من أرض الواقع.

إقرأ أيضا لـ "هاني الفردان"

العدد 5343 - الأحد 23 أبريل 2017م الموافق 26 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 41 | 1:26 م

      مقرر التعذيب لن يسمح له بزيارة البحرين ابدا

    • زائر 32 | 3:13 ص

      نقول : ... تفضحها أقوالها و أفعالها ....

    • زائر 31 | 2:25 ص

      لاتبوق لاتخاف

      طبعا الاسماء ناقصة.. هذي تشكل 2% تقريبا

    • زائر 29 | 2:09 ص

      لماذا كل هذا ... يا جماعة؟

    • زائر 28 | 2:02 ص

      مقيوله سبب المشكله معروفة

    • زائر 27 | 2:01 ص

      لاتعليق
      بعد ما يأتي الى البحرين ويكتب التقرير والكل اعرفه طبعا المعارض والموالي بعدها راح تعتقل ....

    • زائر 26 | 1:48 ص

      صارت 6 سنوات ومقرر التعذيب لحد الحين ما دخل البحرين

    • زائر 30 زائر 26 | 2:24 ص

      ما حان الوقت ليلحين يا طويل العمر

    • زائر 25 | 1:47 ص

      الله الشاهد.

    • زائر 24 | 1:47 ص

      ما فائدة كثرة التقارير؟ وماذا بعد التقرير؟

    • زائر 23 | 1:43 ص

      احنا ثقتنا فيكم كبيرة ونقول لكم الله يحفظكم والى الامام

    • زائر 22 | 1:35 ص

      دعوة زيارة المفوض السامي لحقوق الإنسان زيد بن رعد الحسين لزيارة البحرين وملا بسات هذه الدعوة غير واضحة المعالم وقد يكون اجتهاد شخصي... لانه صرح دون علم الحكومه خبركم احنا في بلد الشفافيه واضحة المعالم في كل شي
      مقرر التعذيب ماراح يدخل البلد وماراح تتوفر الظروف لذلك...

    • زائر 20 | 1:00 ص

      مناظر بشعة رأيتها منذ صغري وصور مؤلمة بقيت في مخيلتي وذاكرتي لا تمحى وكنت اتمنى لو يأتي يوما من الأيام ويصحو الوطن من هذا الكابوس المزعج فربما تبدّل الأحوال الى الأفضل ينسينا تلك المناظر ويأتي عليها ما يمحوها من الذاكرة لكننا للأسف تفاجأنا بمزيد منها وبارتفاع بصورة لا تعقل في بلد صغير كالبحرين .

    • زائر 19 | 12:54 ص

      (لجنة مناهضة التعذيب؟؟؟) منذ كنّا اطفالا لم نعي للحياة الا وهذا الأمر جزء لا يتجزأ من حياتنا وها نحن في العقد الخامس من العمر وولازال ذلك

    • زائر 12 | 11:54 م

      هم من يخار اعضاء اللجنة وهم من يقدّمهم للعالم بأنهم رعاة الحقوق الانسانية التي ينتهكونها وهم من يقوم بتزكيتهم واضفاء صفات العدالة عليهم هذي وين تحصل

    • زائر 11 | 11:52 م

      شاهد زور ثم شاهد زور آخر يزكي شهادة الأول فتكون تلك شهادة زور مركبة ومتراكبة

    • زائر 10 | 11:48 م

      لا تقلق عليهم استادى ز فلديهم من اللف والدوران ما يلف الكرة الارضيه بأكملها.

    • زائر 9 | 11:47 م

      اشهدوا وكذّبوا واقع ما يعيشه الناس
      ...

    • زائر 7 | 11:40 م

      منامي
      ربي احفظ بلدي البحرين من كل مكروه ومن كل من اراد بها شرآ ،،لا اعتقد بان قضية البحرين اكبر مما نراه من قضايا تحصل في العالم والجميع يعلم ،،

    • زائر 6 | 11:35 م

      شاهدة العروس خاطبتها ،

    • زائر 4 | 11:07 م

      العجيب ان طرف القضية المتهم فيها هو من يشهد لنفسه وممثليه

    • زائر 3 | 10:46 م

      مقرر التعذيب بتجرؤ السلطة بدخوله البلد كونه معها لجنة تفحص من تعرض للتعذيب وهنا راح يقع الفأس في الرأس لعلمكم نفوس أزهقا والبعض لم تزهق روحه من جسده لكن أشرف على الموت ومادري ويش وضع السيد على الذي للآن 6 شهور مو شايفينه أهله .

    • زائر 2 | 10:16 م

      لأنه لايملك اي اجابه ممنوع الكلام في هذا المجال...هذا سياسية ..

    • زائر 1 | 9:39 م

      اللهم احفظ البحرين من كل شر

اقرأ ايضاً