العدد 5346 - الأربعاء 26 أبريل 2017م الموافق 29 رجب 1438هـ

روسيا: الضربات التركية في سورية غير مقبولة... وواشنطن: تركيا لم تخطر التحالف قبل وقت كاف

مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردية خلال احتجاجهم على الغارات التركية - REUTERS
مقاتلون من وحدات حماية الشعب الكردية خلال احتجاجهم على الغارات التركية - REUTERS

قالت وزارة الخارجية الروسية أمس الأربعاء (26 أبريل/ نيسان 2017) إن الغارات الجوية التي شنتها تركيا على مواقع وحدات حماية الشعب الكردية في شمال سورية «غير مقبولة» داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس.

وقالت الوزارة في بيان إن «مثل هذه الأفعال تثير قلقاً شديداً في موسكو».

وقال البيان «هذه أفعال يرتكبها الجيش التركي ضد القوات الكردية التي تعارض بحق الجماعات الإرهابية في الميدان، وعلى رأسها داعش».

وأضاف «نحن نعتبر مثل هذه الأفعال غير مقبولة وتتعارض مع المبادئ الأساسية للعلاقات الدولية» ودعا «جميع الأطراف إلى ضبط النفس» والتركيز على محاربة الإرهاب.

وتصنف تركيا وحدات حماية الشعب مع جناحها السياسي حزب الاتحاد الديمقراطي منظمة «إرهابية» وتعتبرها امتداداً لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمرداً ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي على الأراضي التركية.

من جانبه، قال المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أمس (الأربعاء) إن الجيش التركي لم يخطر قوات التحالف الذي يحارب تنظيم «داعش» بضربات قتلت عدداً كبيراً من مقاتلين أكراد متحالفين مع واشنطن في سورية والعراق إلا قبل تنفيذها بأقل من ساعة.

وأضاف الكولونيل بالقوات الجوية، جون دوريان في مؤتمر عبر الهاتف في مقر وزارة الدفاع (البنتاغون) «الإخطار كان قبل تنفيذ الضربات بأقل من ساعة».

ومضى قائلاً «ذلك ليس وقتاً كافياً وهذا كان إشعاراً وبالتأكيد ليس التنسيق المتوقع من شريك وحليف في محاربة تنظيم داعش».

وقال دوريان إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة «أبلغ الأتراك أن حجم الوقت... لم يكن كافياً لنا لضمان سلامة قواتنا على الأرض».

القوات الكردية تدعو إلى حمايتها من تركيا

وفي السياق نفسه، دعت وحدات حماية الشعب الكردية أمس (الأربعاء) إلى فرض منطقة حظر طيران فوق شمال سورية عقب الغارات الجوية التركية الدموية الثلثاء.

وذكرت وحدات حماية الشعب على «تويتر»: «فقط من خلال إعلان شمال سورية منطقة حظر طيران تستطيع وحدات حماية الشعب الدفاع عن البلاد دون عوائق. يجب على تركيا الالتزام بمنطقة حظر طيران».

ونشرت وحدات حماية الشعب على حسابها عدة تغريدات مع وسم «منطقة حظر طيران روجافا» مستخدمة الاسم الكردي لجميع المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال سورية.

واندلعت اشتباكات أمس بين القوات التركية والمقاتلين الأكراد السوريين على طول الحدود الشمالية الشرقية في سورية، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، بعد يوم من قصف جوي تركي على تلك المنطقة.

وقال المرصد إن الاشتباكات اندلعت بعد أن استهدفت وحدات حماية الشعب الكردي «عربة مدرعة للقوات التركية عبرت الحدود السورية التركية».

وقصف المقاتلون الأكراد مواقع تركية على الحدود الشمالية الشرقية لسورية وردت عليها القوات التركية، وفق الجيش التركي.

وتجمع المئات في مدينة القامشلي في شمال شرق سورية أمس احتجاجاً على الغارات التركية وللمطالبة بفرض منطقة حظر جوي.

وأفاد مراسل «فرانس برس» أن نساءً يرتدين أثواباً ملونة سرن على طريق متربة يحملن علم وحدات حماية الشعب ولافتات كتب عليها «روجافا تطالب بمنطقة حظر طيران ضد العدوان التركي».

وقال أحد المحتجين ويدعى محمد محمود «هذه الرسالة ليست لتركيا فقط، إنها لأميركا والعالم لاتخاذ موقف قوي في وجه هذا العدوان التركي».

تشييع قتلى بلدتي الفوعة وكفريا

وفي الداخل السوري، تجمع المئات من المدنيين والمقاتلين الموالين لدمشق في مقام السيدة زينب جنوب العاصمة أمس لتشييع أكثر من خمسين قتيلاً قضوا خلال تفجير استهدفهم قبل نحو أسبوعين بعد إجلائهم من بلدتين في شمال غرب سورية، وفق ما شاهد مراسل «فرانس برس».

وقتل 126 شخصاً بينهم 68 طفلاً على الأقل في الخامس عشر من الشهر الجاري جراء تفجير انتحاري استهدف حافلات متوقفة في منطقة الراشدين غرب حلب (شمال) بعدما أقلتهم من بلدتي الفوعة وكفريا المحاصرتين من الفصائل المقاتلة في محافظة إدلب (شمال غرب).

ومنذ ساعات الصباح، توافد عدد كبير من عائلات الفوعة وكفريا إلى مقام السيدة زينب، لتشييع أقربائهم الذين قتلوا في هجوم الراشدين.

وقال أحد منظمي مراسم التشييع لمراسل «فرانس برس» في المكان «يشيع 52 شهيداً اليوم في مقام السيدة زينب بعدما تم التعرف إلى هوياتهم على أن يواروا الثرى في مقبرة مجاورة للمقام».

وبتأثر بالغ، قال الشاب عبد السلام رمان (19 عاماً) وهو يحمل صورة شقيقته تقى (6 سنوات) التي قتلت في التفجير «لا أبشع من هذا الشعور، أن تشيع شقيقتك ولا تتمكن من رؤيتها».

وأفاد مراسل «فرانس برس» في مقام السيدة زينب عن تجمع عشرات النساء في إحدى زوايا المقام متشحات بالسواد وهن يندبن أفراد عائلاتهم، فيما كان شبان يطلقون صيحات التكبير مع وصول النعوش إلى باحة المقام حيث تم فرش السجاد الأحمر.

واتخذ عناصر من الجيش والأمن السوري ومقاتلون موالون إجراءات أمنية مكثفة في محيط المقام، حيث تم إخضاع الداخلين إليه لعمليات تفتيش دقيقة.

وفي باحة المقام، انتشر عناصر شرطة ومقاتلون من دون أسلحتهم وتولوا مراقبة المشيعين. وشاهد مراسل «فرانس برس» عشرات الشبان وهم يحملون رايات حمراء وسوداء اللون إلى جانب لافتات يطغى عليها اللون الأحمر وفيها صور عدة للباصات المحترقة جراء التفجير مع شعارات عدة، بينها «من دمائكم يزهر النصر». وتحمل لافتة أخرى صورة طفل مع تعليق «بأي ذنب قتلت».

العدد 5346 - الأربعاء 26 أبريل 2017م الموافق 29 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً