العدد 5347 - الخميس 27 أبريل 2017م الموافق 30 رجب 1438هـ

برنامج زراعة القوقعة

عبدالكريم الساعي

رئيس وحدة الأنف والأذن والحنجرة بمجمع السلمانيه الطبي

يعد برنامج زراعة القوقعة من أنجح البرامج التي تدعمها وزارة الصحة منذ تأسيسه في العام 2001. ولا يخفى أن مشكلة الاعتلال السمعي تعتبر من الإعاقات التي تجعل الشخص المصاب في عزلة عن العالم، ولا يمكن أن يكون إنساناً طبيعياً ومُنتجاً في المجتمع إلا في حدود ضيقة. بالإضافة إلى ذلك فإن الاعتلال السمعي يشكل عبئاً على المجتمع، والشخص الأصم ليس لديه القدرة على مواصلة حياته العلمية والعملية إلا بعد إنفاق تكاليف باهظة على التأهيل مقابل اكتسابه مهارة محدودة جداً من التواصل، وهي لغة الإشارات. وهذه مهارة لا يعرفها معظم أفراد المجتمع إلا من تدرّب عليها.

والهدف من إقامة برنامج زراعة القوقعة الالكترونية هو الاكتشاف المبكر لحالات الاعتلال السمعي منذ الولادة، وبعد اكتشافها يمكن إخضاع هؤلاء المصابين لعملية زراعة القوقعة، ومن ثم إدراجهم في المجتمع كأشخاص طبيعيين جداً في المجتمع لمواصلة مسيرة حياتهم.

ثم توسّعت الدائرة لتشمل الأشخاص الكبار الذين فقدوا السمع لأسباب مختلفة مثل الحوادث أو بعض التهابات المخ والجهاز العصبي، مما تهدد تلك الحالات المصابين بالاعتلال السمعي بفقد وظائفهم أو فقد مقاعدهم الدراسية. فتكون عملية زراعة القوقعة ضماناً لإرجاع السمع وتأمين مستقبلهم الوظيفي أو الدراسي، وخاصةً من على عاتقهم عوائل يعيلونها.

لقد تأسس برنامج زراعة القوقعة في وزارة الصحة على أساس متين مبني على عدة مقومات:

الأول: وجود فريق يحمل مؤهلات ومهارات مثل الجراحين وأخصائيي السمع والتأهيل، ومعدات جراحية، بالإضافة إلى قاعدة بيانات كبيرة لإحصاء الأشخاص ذوي الاعتلال السمعي عن طريق عيادة خاصة للاعتلال السمعي قبل تأسيس البرنامج بسنوات طويلة. ويكتمل الفريق بوجود أطباء الأطفال للنمو والتطور مع الأطباء النفسانيين.

الثاني: الدعم الكلي للبرنامج من قبل وزارة الصحة وتبنّيه وجعله في أولوية اهتمامها.

وتأسس البرنامج في العام 2001 على هذا الأساس المتين، وكان بصيص أمل لأهالي الأطفال بأن يخرج أطفالهم من عالم الصمم إلى عالم التواصل وسماع الحياة بكاملها. وكان ذلك نموذجاً ناجحاً ومحل إعجاب للكثير من دول الجوار في المنطقة، حيث استفادوا من تجربة البحرين لإقامة برامج مشابهة عندهم لزراعة القوقعة.

وقد مرّ البرنامج منذ نشأته بتحديات كبيرة، تمثلت بعدم توفر الأجهزة في الوقت المناسب ما أدى إلى طول قائمة الانتظار لعمليات زراعة القوقعة، وعندما يتجاوز الأطفال السنتين من العمر تبدأ الاستفادة من جهاز القوقعة بالتضاؤل تدريجياً، حتى يتجاوز الخمس سنوات فتكون الاستفادة قليلةً جداً. وحدث أن تم إخراج بعض الأطفال من قائمة الانتظار بسبب تجاوزهم العمر المناسب لزراعة القوقعة وذلك لعدم توفر الأجهزة في ذلك الحين. وكان ذلك سبباً لاستياء الأهالي وتقدّمهم المستمر بالشكوى لعدم توفر الأجهزة وتأخر أطفالهم.

بفضل عزم وزارة الصحة تم مؤخراً في نهاية العام 2015 شراء 80 جهازاً للقوقعة الالكترونية، وتمت زراعة 30 جهازاً منذ شهر ديسمبر/ كانون الأول 2015 إلى أبريل/ نيسان 2017. وتجاوز عدد الحالات التي تم زراعتها منذ بداية البرنامج (في العام 2001) 220 حالة.

إقرأ أيضا لـ "عبدالكريم الساعي"

العدد 5347 - الخميس 27 أبريل 2017م الموافق 30 رجب 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 9:35 ص

      سمعت عن الدكتور عبد الكريم الكثير مما يثلج الصدر. لكني لم اوفق للقائه..ارجو ان تجود الايام بما نرجو.. فأنا من الراغبين في الاستفادة من خدماته. خاصة واني معتل السمع.

    • زائر 13 | 7:18 ص

      فعلا الدكتور عبدالكريم انسان خلوق ومتواضع وهذا له اثر كبير في نفسية المريض والمراجع والله يوفقه لكل خير

    • زائر 12 | 7:13 ص

      تسلم ايدك دكتورنه

    • زائر 11 | 6:44 ص

      .
      بارك الله فيك

    • زائر 10 | 5:48 ص

      ان دكتور عبد الكريم يعتبر رمز من رموز الاطباء الذين يجب ان نعتز بهم في هذا البلد الحبيب ، فهو مثال للاستشاري الفذ المتواضع فهو يخدم هذا الوطن بكل جد واخلاص ..

    • زائر 9 | 5:25 ص

      الله يبارك في جهودكم الطيبة يا دكتور

    • زائر 8 | 5:23 ص

      الدكتور عبد الكريم ثروة ورمز من رموز أطباء البحرين الشرفاء معروف بإخلاصة وعدم تمييزه لأي شخص على شخص فهو يخدم الجميع بكل إنسانية وتواضع

    • زائر 6 | 4:07 ص

      هذا الدكتور فخر للوطن وهو الاصيل ... شكرا لك دكتور والله يجزيك خير ... فانت نعم الدكتور اخلاقا وادبا وتواضعا

    • زائر 5 | 2:01 ص

      نعم الدكتور انت يا د. عبدالكريم، الله يديم جهودك ويجازيك عليها خير

    • زائر 1 | 10:19 م

      نحن نفخر بوجودك يا دكتور ..

    • زائر 2 زائر 1 | 11:04 م

      هذا استاذ الدكاترة و فخرهم..

اقرأ ايضاً