العدد 5348 - الجمعة 28 أبريل 2017م الموافق 02 شعبان 1438هـ

من هم نجوم الإعلام الاجتماعي؟

علي سبكار

رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي للشرق الأوسط

نجوم الإعلام الاجتماعي الحقيقيون هم الذين يستخدمون هذا النوع من الإعلام بالطريقة المثلى، وينشرون الفائدة من حولهم، يتحدثون عن مواضيع تقع في صلب اختصاصهم واهتماماتهم: صحية علمية أدبية رياضية اجتماعية، أو مواضيع الرسم والتصوير وغيرها، يعرفون متى يتحدثون ومتى يستمعون، ويحقق الشخص الذي يتابعهم فائدة ما عبر زيادة معارفه ورفع مهاراته في مجال من المجالات.

نجوم الإعلام الاجتماعي هم الذين يتقنون أساسات استخدام قنوات الإعلام الاجتماعي، ويضعون لأنفسم استراتيجية ظهور علمية، ويوفرون محتوى أصيلا متميزا، ويجيدون استخدام أدوات القياس والتفاعل والتقييم.

نجوم الإعلام الاجتماعي ليسوا أبدا أولئك الأشخاص الساعين خلف الشهرة بأي طريقة وأي شكل، هؤلاء يثيرون بروبغاندا إعلامية لا أكثر، يتطرقون لمواضيع تافهة، ويخوضون في أمور الدين والسياسة والجنس والفضائح، يسيئون لأنفسهم ولمجتمعهم وحتى لأصدقائهم، لم يتعلموا آداب الحوار، ولا هم لهم سوى كسب أكبر عدد ممكن من المتابعين.

لكن ما هي معالم المستقبل أمام نجوم الإعلام الاجتماعي؟ اعتقد أن ذلك يرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، لا بالأشخاص أنفسهم، فدائما سيظهر نجوم ويختفي آخرون، وتتغير أهواء وأمزجة جمهور المتابعين، فمنذ الأزل كان هناك أشخاص بارزون في المجتمعات، لديهم آراء وأفكار وقوة شخصية وقدرة على جذب الناس، وظهور التلفزيون منح مثل هؤلاء الأشخاص فرصة لتوسعة مدى التأثير، وأصبح لهم أتباع لا يعرفونهم، أما وسائل التواصل الاجتماعي فمكَّنت أيا كان من أن يصبح نجما، فالموضوع بسيط جدا لا يتطلب سوى إنشاء حساب والبدء بالنشر.

إن مواقع الإعلام الاجتماعي فضاء مفتوح، يمكن لأي كان أن ينشر فيها ما يريد دون حسب أو رقيب إلا في حدود ضيقة جدا، لكن التحدي الأساسي هو الجمهور، والتحكم بميوله وأهوائه، لأن الجمهور هو من يصنع نجوم الإعلام الاجتماعي وليس العكس، وسيبقى الجمهور دائما يتبع أهواءه مع الاسف، وسيبقى هناك من يبيع أداءه الهابط على هذا الجمهور تحت ذريعة «الجمهور عايز كده». ولقد أتاحت مواقع الإعلام الاجتماعي فرصة غير مسبوقة لأي شخص كي يبرز نفسه على تلك المواقع، وهذا ليس أمرا سلبيا، بل على العكس، رأينا الكثير من الشباب المتحدثين في الفن وريادة الأعمال ومنتقدي المظاهر السلبية في المجتمع والذين أصبحوا نجموما على تلك المواقع، وما حدث هو أن نجوم الموسيقى وقادة العالم والمثقفين ورجال الدين أصبحوا نجوما بفضل التلفزيون الذي كان فيما مضى يحتكر صناعة النجوم، أما الآن فقد بات الجميع بإمكانه أن يكون نجما بفضل الفضاء الواسع واللامحدود لمواقع الإعلام الاجتماعي.

وفي الواقع ليس هناك سلبيات وإيجابيات لنجوم السوشال ميديا، بل هناك نجوم سوشال ميديا سلبيون ونجوم سوشل ميديا إيجابيون، وطبعا نجوم السوشال ميديا السلبيون خطر على المراهقين والشباب، لأنهم ينشرون في أوساط المراهقين والشباب الرذيلة والتردي الأخلاقي، وربما يدفعونهم لارتكاب أفعال لا أخلاقية وجرائم يعاقب عليها القانون، وهنا يبرز دور التوعية المجتمعية، ودور الأهل والمدرسة في تحصين النشء وحمايته.

ونصيحتي الدائمة لجميع مستخدمي الإعلام الاجتماعي، بما في ذلك شريحة الشباب هي «التجاهل»، بمعنى تجاهل أي شخص أو أي حساب على مواقع الإعلام الاجتماعي لا يقدم نفعا.

ونحن مذ دشنا النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في البحرين قبل أكثر من 5 سنوات وضعنا لأنفسنا هدفا أسمى، وهو تعليم وتدريب وتكريس أسس الاستخدام الأمثل للإعلام الاجتماعي، ونفخر بأننا عقدنا خلال تلك السنوات عشرات وربما مئات المؤتمرات والبرامج والندوات والفعاليات التي تأتي جميعها بشكل أو بآخر في إطار تحقيق هذا الهدف، وقد تمكنا بحمد الله خلال الآونة الأخيرة من توسعة ليس شريحة الشباب المستفيدة من خدمات النادي فحسب، وإنما شريحة المدربين والمتحدثين في مجال الإعلام الاجتماعي، والذين تحولوا بدورهم إلى رسل للنادي يحملون قيمه ويعملون على تحقيق أهدافه.

إقرأ أيضا لـ "علي سبكار"

العدد 5348 - الجمعة 28 أبريل 2017م الموافق 02 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً