العدد 85 - الجمعة 29 نوفمبر 2002م الموافق 24 رمضان 1423هـ

سياسة السيطرة الأميركية على العالم!

ماذا وراء كل هذا الغبار؟

حسن المتروك comments [at] alwasatnews.com

.

مازالت كل الحوادث والتحركات الاميركية لا تدع أي مجال للشك في استمرار طموحات النظام الاميركي وخططه للسيطرة على العالم بأكلمه، وقد كشف تقرير اميركي جديد نوايا الولايات المتحدة الاميركية الاستراتيجية في العالم والمحاولات الهادفة لزعزعة أمن دوله بحجة الارهاب الدولي الذي اختلقوه من انفسهم حتى تتمكن الولايات المتحدة من انشاء قواعد واسعة من الصواريخ العسكرية المتطورة وتقوية المفاعلات النووية في دول العالم... فضلا عن تمويل الجماعات المتطرفة لإثارة الاضطرابات والعنف في المنطقة بأكملها.

ويؤكد التقرير أن النظام الاميركي يقود حربا سرية ضد النظام الاسلامي في الدول العربية بطبخة الديمقراطية وحقوق الانسان حتى تنضج الطبخة على النار الاميركية بالوقود القابلة للاشتعال دائما وأبدا، كما انها تقودها بطريقة مختلفة عن الطرق المعتادة! اذ يعتمد النظام على احياء فكرة الارهاب بصورة مكثفة ثقافيا وسياسيا واجتماعيا، حتى يوجد مناخ الحروب وتحويل الأوهام الاميركية الى حقيقة في عقول الشعوب الاسلامية؟ وعندما ينجح هذا النظام في خلق مناخ الحروب داخل المجتمعات الاسلامية تتفعل السيطرة الاميركية على دول العالم، كما تصبح هذه الشعوب من خلال خلق هذا المناخ معرضة بسهولة للانهيار وتحويله الى جماعات متطرفة خصوصا مع غياب كامل لأي ايديولوجيات اخرى في العالم الاسلامي، فضلا عن عمليات التمويل السرية المستمرة التي تقوم بها الولايات المتحدة للمنظمات المتطرفة والتي كانت آخرها في افغانستان.

والحقيقة ان هذا الاسلوب الاميركي في تكثيف الحملات ضد الارهاب هو الطريق السري والاستراتيجي للنظام الاميركي لخداع شعوب العالم واشاعة حال الحروب للاستفادة منها داخليا في تدعيم النظام الاميركي واحياء الهوية الاميركية وانهاء الهوية الاسلامية، فلو انها تكافح الارهاب فأين هي عن اسرائيل والمجازر اليومية التي ترتكبها أم هي الركيزة الاساسية التي تستند عليها اسرائيل. من هنا جاء هجوم النظـام الاميركي المكثف على افغانستان من اجل تحقيق اهدافه في السيطرة ابتداء من افغانستان وانتهاء بدول العالم الاسلامي كاملة.

وتشير بعض التقارير الى ان هدف أميركا ـ ومنذ سيطرتها على الحكم في افغانستان ـ هو السيطرة على الدول العربية والاسلامية وعدم تمكنهم من رفض أي أمر صادر عنها كنقطة بداية للسيطرة على العراق وغيرها من الدول المستهدفة، فلو انها امرت الدول العربية بضرب شقيقتها العراق فإنها لا تستطيع ان ترفض خوفا على مصالحها. وقد دخلت اميركا الحرب في افغانستان على امل الانتصار وتحقيق السيطرة واحتلال الدول الاسلامية عسكريا ومن ثم اقامة أنظمة تابعة لها في انحاء دول العالم.

الولايات المتحدة الاميركية تلعب دور شرطي المنطقة ولها منطلقاتها التي تعمل على ترويجها باسم الحرية والديمقراطية والمحافظة على حقوق الانسان لجني المكاسب والمصالح، والشواهد كثيرة... وليكن الانقلاب الأسود على التاريخ الأبيض انقلابا أبيض ومبررا للجميع وليس على دول العالم إلا أن تصفق للديمقراطية ولراعية حقوق الانسان التي تحمي الأطفال والأبرياء في كل من فلسطين وأفغانستان والعراق

العدد 85 - الجمعة 29 نوفمبر 2002م الموافق 24 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً