العدد 5350 - الأحد 30 أبريل 2017م الموافق 04 شعبان 1438هـ

الألغام الثلاثة بين واشنطن وطهران

محمد عبدالله محمد Mohd.Abdulla [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

ما بين 22 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي كتبتُ ثلاث حلقات عن اللوبي الإيراني في الولايات المتحدة الأميركية. متى تأسس وكيف يعمل وما هي صِلَة الإيرانيين به وما هو مدى تلك الصلة. وخلال الـ 2300 كلمة لم أشِرْ إلى رئيس المجلس الوطني الإيراني الأميركي تريتا فارسي إلاّ بكونه صاحب علاقات قوية بعدد من الجامعات الأميركية وبِبِيْئَتَيْ الحكم الأميركي: البيت الأبيض والكونغرس دون تفصيل آخر.

اليوم سأستعرض لأفكار هذا الرجل الأميركي الجنسية والإيراني الجذور من خلال ما كَتَبَ وما قال. هو ليس كهلاً ولا مخضرماً ولا ربّ عمل بارز، بل هو شاب ليبرالي يتقن الحديث الذي تطرب له آذان الأميركيين، ويجيد صياغة الأفكار التي تقدِّم لهم إيران بطريقة مختلفة يتمازج فيها كل ما نتخيله وما لا نتخيله، بما فيها الموقف من إسرائيل التي تمثل قطب الرّحى في أي صراع شرق أوسطي قائم.

قبل 11 يوماً كَتَبَ تريتا فارسي مقالاً مهماً في صحيفة الـ نيويورك تايمز تحت عنوان: الأزمة القادمة مع إيران. وليسمح لي القارئ الكريم أن أستخدم نمط الهَرَمَ المقلوب هنا (كما في صياغة الأخبار وصناعتها) كي أستدعي أهم فقرة في ذلك المقال كما أراها كذلك بالنسبة لي على الأقل، ثم أستعرض بقية الأفكار التي طرحها تباعاً.

لقد قال فارسي بالنص أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قال له وبشكل متكرر له أثناء المفاوضات التي كانت تجري لإبرام الاتفاق النووي بين إيران والقوى الست الكبرى التالي: Washington didn’t recognize that the nuclear deal could be a base rather than the ceiling for American-Iranian relations. It could create the possibility of America losing an enemy in the Middle East.

وإذا ما فصَّلنا في ترجمة الفقرة المذكورة فإننا لا نصل فقط إلى إحباط ظريف من عدم إدراك الأميركيين من أن الاتفاق النووي المبرم بين الجانبين يمكن أن يُشكِّل أساساً وليس سقفاً للعلاقات الأميركية الإيرانية، بل في تحوُّل إيران من عدو لواشنطن في الشرق الأوسط إلى صديق لها. وهي جملة لا يمكن أن تمر دون تدقيق لأنها تعكس قناعات يجري طرحها على الرغم من أنها ما تزال نيّأة.

وإذا ما كان الحديث والتفكير يجري طرحه بهذه الطريقة بين الأميركيين والإيرانيين فإن ذلك يعني أن العلاقة يجب أن تكون مختلفة ما بين طهران وتل أبيب كي تكون متساوقة مع دفء العلاقة المفتَرَضَة بين واشنطن وطهران. وهو خطاب له صور ليست بالبعيدة. هل نتذكر تغريدة الوزير ظريف بتاريخ 12 مارس/ آذار الماضي عند الساعة 22 و17 دقيقة؟ لقد قال شيئاً يُشَمّ منه ذلك.

هو قال (رداً على حديث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما وصف تاريخ الصراع اليهودي الفارسي منذ هامان ووزير الإمبراطور الأخميني أحشويرش): أن الشعب الإيراني أنقذ اليهود ثلاث مرات عبر التاريخ. مضيفاً أن «كتاب أستر (ربما أَستيرَ مردخاري) يُبيِّن كيف أنقذ الملك خشايار اليهود في مثل هذا اليوم من مؤارة هامان؛ ومرة أخرى أنقذ ملك إيران كوروش اليهود من أسر بابل؛ وخلال الحرب العالمية الثانية حيث كان اليهود يُقتَلون فى أوروبا، وفّر الإيرانيون لهم الملاذ».

دعوني أعود إلى ما كتبه تريتا فارسي مرة أخرى. هو يشير إلى «ألغام أرضية محتملة» قد تنفجر في العلاقة بين إدارة ترامب وطهران ويحذر منها عارضاً مستقبلاً يقوم على التنافس وليس العِداء. أول تلك الألغام هي الجهود التي تُبذَل في الكونغرس ويقودها جمهوريون وديمقراطيون لتشريع عقوبات جديدة على إيران تنتهك الاتفاق النووي المبرم عبر إضافة شروط عليه، أو كما يقول:» would violate the terms of the nuclear agreement by adding new conditions onto the deal». وعلى ترامب إما رفضه فيحافظ على الاتفاق النووي أو قبوله ليتسبب بذلك «في أزمة دولية (international crisis).

اللغم الثاني الذي يتحدث عنه فارسي هو ما ستفضي إليه الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي سيتجرى في الـ 19 من مايو/ أيار الجاري. فإذا ما خسر الرئيس حسن روحاني الانتخابات وعُوقِبَ في صندوق الاقتراع فستكون هنالك مشكلة ومتاعب. فصمود الاتفاق أصلاً مع إدارة ترامب قد واجه مشكلة لكنه مع مجيء رئيس يميني متشدد في إيران سيجعل بقاءه مستحيلاً.

أما اللغم الثالث فهو تبدُّل خيار البيت الأبيض من اقتسام النفوذ مع إيران إلى خيار التصدي لها. ولكي يبقى الاتفاق النووي مستمراً كانت الضرورة تقتضي احتواء التوتر الإيراني الأميركي وعزل ذلك الاتفاق عن تأثيرات القضايا الخلافية. وعندما تختار الولايات المتحدة الأميركية إلغاء العمل بموجب ذلك الاتفاق فإن إيران ستختار التوسّع في»أنشطتها النووية» دون النظر لمن سيفوز، ومن هنا يعود التهديد الأمني من جديد.

ثم يذكر فارسي شقاً مهماً في الاتفاق لم يكن مُدوناً في البنود لكن مفاعيله كانت واضحة، وهي أن الوصول للاتفاق قد حدَّ من سياسات الإيرانيين تجاه إسرائيل أو كما قال بالنص: « For Iran, this has restrained its policy on Israel» ثم يقارن السلوك الإيراني أثناء التفاوض على الاتفاق مع سلوكهم في ظروف سابقة.

ثم يختتم حديثه بقناعة تقول إن وجود الاتفاق النووي مع احتواء الولايات المتحدة الأميركية وإيران لخلافاتهما الأخرى سيجعل منهما لاحقاً مجرد دولتين متنافستين وليستا عدوتين لدودتين (from sworn enemies into mere competitors). هذا المنطق البراغماتي ليس خيالاً بل هو حقيقة، جُرِّب ويُجرَّب اليوم كذلك حتى مع نباح فوهات المدافع. وللحديث صلة.

إقرأ أيضا لـ "محمد عبدالله محمد"

العدد 5350 - الأحد 30 أبريل 2017م الموافق 04 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 28 | 8:38 ص

      لا تستعجلوا يا أحباب قلبي بي دونال ترامب المغرور

    • زائر 23 | 5:10 ص

      أحييك على التحليل الدقيق...

    • زائر 20 | 4:39 ص

      المنطقة يتنازع على زعامتها ثلاث أقطاب ليس من بينهم العرب وهم إيران وتركيا والكيان ومن باب المصالح يمكن ان يتحالف اي اثنين منهم والعرب ليسوا سواء توابع ووقود وممول وأداة لأحد هذا الثلاثي و(بيدك لا بيد عمر ) الإيرانيين تجار بازار يجيدون التفاوض ونساجين يجيدون الصبر والتأني . والأتراك عقليتهم منذ الأزل عسكريه تماما يطموعون لنيل الغنائم فور انتهاء الغزو والأرائيليين هم افضل من يقطف العنب ويقتل الناطور أما الأعراب فهم افضل من يحول معارك صغيره الى داحس والغبراء ويخرجون منها خاسرين كل ما يمكن خسارته

    • زائر 16 | 2:33 ص

      يتبع الاسلام ودين جده ص وابيه ع اي الاسلام المحمدلى الاصيل وليس الاسلام الامريكى او التكفيرى او السلطوى. والا لما كانت واقعة الطف وبقى الاسلام. الاسلام محمدي الوجود حسيني البقاء. اسباب حصار ومحاربة ايران لسبب قيادتها لمحور المقاومة والمعادى للصهاينه والهيمنه الامبراليه. اسئل من ساهم بقوة فى انتصار غزة فى اخر حروبها وما قبل مع الكيان الغاصب ومن معه ؟ من ساهم بقوة فى انتصار حزب الله واخراج الصهاينه من لبنان وانتصار تموز ؟ وتساهم بقوة ماليا واقتصاديا ولوجستيا وووووو للشعوب المستضعفه. وتحياتى لكم

    • زائر 21 زائر 16 | 4:40 ص

      يا عزيزي زائر 15/16 يقول المثل "ليس حبا في علي ، ولكن كرها في معاوية" ..ايران تعمل بمنطق الدول في البحث عن مصالحها ولها أجندتها الخاصة ولا تنس انه اثناء حرب العراق وإيران اضطرت ايران ان تشتري السلاح من اسرائيل (ولا نلومها علي ذلك) ..ولكن ان تقول ان ما قامت به ايران في لبنان وغزة هو سبيل الاسلام هو كلام غير صحيح ، وانما هو إثبات وجود وحسابات سياسية وتعكير مزاج الامريكان لا اكثر ولا اقل

    • زائر 15 | 2:23 ص

      الاستاذ محمد اسمح لى بالنقد البناء. بعض مقالاتك جيده وبعضها بعيده عن الواقع والمنطق والماضر (اكثر من 35 سنه) والحاضر وانا اعتقد المستقبل. من المستحيل على محبى اهل البيت والدين ينتمون الى مدرسة الامام الحسين ع ويسيرون على نهجه ان يغيروا مسارهم ولو غيروه سوف تسقط الثورة التى استمدت قوتها من نهضة الامام الحسين ع وشعار انى لم اخرج اشرا ........ وهيهات منا الذله. كان بامكان الامام الحسين ع ان يقبل بحكم يزيد (المعروف بمن هو عند جميع المسلمين وحتى بقية الاديان السماويه) ولكنه ابا الا ان يخدم يتبع

    • زائر 11 | 1:51 ص

      الى زائر رقم 3 لو ترجع الى تاريخ القديم فرس والروم متنا فسان والتاريخ يعيد نفسه فبرائي المتواضع هي من الدول المستقله وموقعها الجغرافي يتحتم بان لا تتغاضى عنها ويحجب من الشرق والغرب

    • زائر 14 زائر 11 | 2:17 ص

      ونحن العرب دائماً وأبداً عندما ينشب صراع بين الفرس والروم ننحاز للروم لأن الكفة بعدها تميل للعرب... سورة كاملة في القرآن اسمها الروم!
      غُلِبَتِ الرُّومُ ﴿2﴾ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴿3﴾فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ﴿4﴾

    • زائر 19 زائر 14 | 4:24 ص

      يا عزيزي زائر 14 عندما هُزمت الروم من الفرس كان ذلك في اوائل النبوة ، والرسول صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة لكن عندما انتصر الروم علي الفرس فرح المسلمون لأن الروم كانوا أهل كتاب , والفرس كانوا أهل وثنية , فالروم أقرب إلى المسلمين من الفرس من هذه الناحية ..ما الان فان فارس او ايران دولة مسلمة وليس هناك وجه للمقارنة ..عجبي

    • زائر 10 | 1:43 ص

      التنافس خير من ان تصبح الدول اعداء على الاقل في تبادل تجاري ومعنوي وتبادل الخبرات الدول القويه تتنافس لكن لا تحارب وتدمر

    • زائر 9 | 1:28 ص

      حسب معرفتي بالإيرانيين فهم يبيعون الزبون الكلام الذي يحب أن يسمعه!
      الإيراني إذا جلس مع العرب، يعطيهم خطباً عصماء عن ضرورة الاتحاد للتصدي للاستعمار والصهاينة الذين ينهبون خيرات المنطقة.
      اذا جلس مع الغربيين، سوَّق نفسه على أنه شريك لهم في أمن المنطقة ومكافحة الارهاب.
      إذا جلس مع الذين يشتركون معه في الطائفة، سوق نفسه على أنه يحميهم وبدونه سيتم القضاء عليهم!
      إذا جلس مع الروس، صور لهم أنه شريك لهم في التصدي لأمريكا والغرب!
      وتيترا بارسي هذا لا يخرج عن هذا النموذج يبيع الأمريكان كلام فاضي.

    • زائر 6 | 11:20 م

      النص الإنجليزي لم يذكر كلمة صديق. وفرق كلير بين تم لا تكون عدواً وان تكون صديقا ولك الشكر والتقدير

    • زائر 18 زائر 6 | 3:49 ص

      لم يقل صديق لكن أي شخص يدرك الانجليزية يفهم معنى فقدان امريكا لعدوها في الشرق الاوسط يعني ان لا يغدو العدو عدوا:
      It could create the possibility of America losing an enemy in the Middle East.

    • زائر 5 | 10:27 م

      الايرانيين تجار شطار ولكن فاتهم أن الأمريكان أشطر وقد انتخبوا رئيس قضى حياته يفلس شركات ويهرب من الملاحقة القانونية... ايران كانت تؤمل أن يكون الإتفاق النووي مظلة لعملياتها التخريبية في المنطقة ... شيك على بياض يعطيها الحق في فعل ما تشاء ... ولكن ترامب بعد أن أخذ توقيع ايران، الآن هو الذي يهددها بأنه قد ينسحب في أي لحظة من الاتفاق... بماذا قد تهدد ايران أمريكا؟ اشعال الصراع مع اسرائيل بواسطة أذرعها، لا تستطيع وروسيا لن تسمح بذلك، تهديد حلفاء أمريكا؟ فعلت ذلك في... ولم تصل لأي شيء.

    • زائر 7 زائر 5 | 12:58 ص

      جورج بوش الابن وضع ايران في محور الشر وقال بانها الهدف التالي بعد العراق وافغانستان لكنه حين اصبح كالنمر الجريح بسبب خسائره في العراق تحاور مع الايرانيين في ثلاث جولات مختلفة

    • زائر 4 | 10:21 م

      منطق ايران هو، لعبونا معاكم وإلا خربنا اللعب ... هكذا كانوا يهددون أمريكا وحلفائها. خلاص ايران نفذت تهديداتها وخربت اللعب، زين خل نشوف كيف راح تلعب ايران ... دولة تريد أن تفرض نفسها بكل غرور وعجرفة وتصدق أنها ستستطيع أن تسيطر ... كيف هو العراق؟ كيف هو اليمن؟ كيف هي سورية؟ كيف هو لبنان؟
      هل كانت ايران تتصور أنها سيسمح لها بالسيطرة على كل شيء؟ هي أصلاً غير مؤهلة لهذا الدور... هي كانت تريد من الاتفاق النووي اطلاق يدها في العالم العربي حتى تشاغب وتخرب ولكن المفاجأة كانت ترامب!

    • زائر 3 | 10:14 م

      تيترا بارسي يريد أن يبيع الوهم للأمريكان! يقول الولايات المتحدة وايران يمكنهما أن يصبحا دولتين متنافستين لا عدوتين! كيف ذلك؟ هل للقنفذ أن ينافس النمر؟ لا مجال للمنافسة أو المقارنة!
      ايران يا سادة و باختصار، قبل الربيع العربي، كانت تهدد الامريكان، سنحرق المنطقة وسندمرها اذا لم تراعوا غررورنا، المصيبة أن ايران لا تعلم أن المنطقة كلها تحترق وأمريكا غير مبالية، من العراق إلى اليمن إلى سورية (وهي حيوية بالنسبة لايران) كلها مناطق تشتعل، وذلك لم يضر أمريكا شيئا بل ضر ايران.

    • زائر 2 | 10:05 م

      ايران كما هو حال الأنظمة الشمولية مثل كوريا الشمالية تحب التظاهر بالجنون لغرض ابتزاز المجتمع الدولي ... أطلقوا أيدينا وإلا أحرقنا المنطقة، فنحن مجانين ولا يمكنكم تصور ما قد نفعل! هذا الهراء لم يعد يجدي نفعاً كما كان في السابق، فهناك مجنون فاق ايران في الجنون، هو دونالند ترامب ... إذا كنتم تهددون بإحراق المنطقة، لا بأس فترامب سيحرقكم معها ويذهب بعدها للعب الغولف، وهذا يفسر الحذر الايراني الشديد من اطلاق التصريحات والتهديدات ... هناك تغير ملحوظ في السلوك واللهجة الايرانية وقد يكون بأمر من روسيا.

    • زائر 17 زائر 2 | 3:44 ص

      الاب الروحي للجنون وهو جورج بوش الابن قال نفس الكلام بعدها اكل الحصرم. لا تستعجل كثيرا

    • زائر 1 | 9:55 م

      شخصية تيترا بارسي تختزل العقلية الايرانية الحديثة ... عقلية التاجر المتذاكي (بائع البازار) الذي يحاول يقنعك أن بضاعته لن تجد مثلها في في العالم وأنها صفقة تأتي مرة واحدة في العمر. الأمريكان يتظاهرون بالغباء عندما يجلسون مع أشكال بارسي وظريف ويبادلونهم الابتسامات والضحكات حتى يعرفوا إلى أي حد يمكن أن يساوم الايرانيون على "مبادئهم".
      بارسي تم ترويجه منذ 2007 من الليبراليين في الحزب الديمقراطي بعد كتابه (التحالف الغادر) الذي يحكي فيه أسرار العلاقات الأمريكية-الإيرانية-الإسرائيلية.

اقرأ ايضاً