العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ

الحقائق الثلاث وزيارة الرئيس السيسي للبحرين

محمد نعمان جلال comments [at] alwasatnews.com

سفير مصر الأسبق في الصين

زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هي الزيارة الرسمية الثانية لمملكة البحرين، وهي بهذا تعبر عن ثلاث حقائق: الأولى العلاقة الوثيقة بين الشعبين المصري والبحريني وهي علاقة عميقة الجذور يكفي أن نشير إلى ما هو حديث في القرن العشرين منذ تأييد مصر لاستقلال وعروبة البحرين، وأيضاً دور مصر في نشر الثقافة والتعليم منذ العقد الثالث من القرن العشرين متمثلاً في البعثات التعليمية والمدرسين المصريين، واستقبال طلاب من البحرين للدراسة في مصر بمعاهدها وجامعاتها وأزهرها الشريف.

كما يمكن الإشارة لموقف شعب البحرين وخاصة جمعياته الأدبية وأنديته الاجتماعية في تأييد تنصيب أحمد شوقي أميراً للشعراء والمشاركة في الحفل العام 1927 بوفد شعبي حاملاً هديةً قيمةً ورمزيةً له، وهي نخلة من الذهب.

وأشيد بجهد المؤرخ البحريني صقر بن عبد الله المعاودة الذي سجّل في أحدث مؤلفاته كل ذلك بعد بحثٍ مضنٍ فيما نشرته الصحف المصرية والعربية عن الحدث، وتم تدشين كتابه يوم 29 أبريل/ نيسان 2017 في القاهرة بمتحف أحمد شوقي المعروف بـ»كرمة ابن هاني»، ومشاركة عدد غفير من المثقفين والمؤرخين والكتاب والشعراء. وقد شارك في الحفل سفير مملكة البحرين في القاهرة الشيخ راشد آل خليفة، وهو سفير نشيط لا تفوته أية مناسبة إلا ويشارك فيها.

الحقيقة الثانية مسارعة القيادة المصرية دائماً لتأييد البحرين ضد ما تتعرض له من مواقف ودعاوى باطلة من قوى مجاورة تتعلق بسيادتها، أو تطعن في عروبتها، وهذا ما تقدّره البحرين قيادة وحكومة وشعباً أيما تقدير. أما الحقيقة الثالثة فهي مبادرة البحرين بمساندة مصر في الظروف الصعبة التي مرت بها منذ أحداث 25 يناير 2011 والعمليات الإرهابية التي تتعرّض لها أرض الكنانة في بعض المحافظات أو في سيناء، والاعتداءات على الكنائس القبطية لبث الفرقة بين أبناء الشعب المصري؛ ولكن دائماً يخيب أملهم ويزداد التلاحم بين الشعب بأسره، مسلميه وأقباطه وقيادته، وكذلك مساندة مصر في مواجهة الضغوط السياسية والاقتصادية التي تتعرّض لها إقليمياً أو دولياً منذ ثورة 30 يونيو 2013 حيث استعادت مصر روحها الوطنية وفكرها الإسلامي المعتدل وهويتها العربية الأصيلة .

وإنني كمواطن مصري، ألمس مدى محبة البحرين قيادة وحكومة وشعباً، للجالية المصرية وتقديرهم لما تقوم به من أعمال لدعم التنمية في البحرين في مجالات عدة. من هنا نقول إن القيادة والحكومة والشعب البحريني بشتى طوائفه والجالية المصرية يرحبون بالرئيس عبد الفتاح السيسي قائد مسيرتها نحو الاستقرار والنهضة، وداعم مواقفها لقضايا العروبة في مختلف المحافل الدولية.

إن موقف مصر في «اليونسكو» بالتصويت لقرار القدس العربية وأهمية الحفاظ على تراثها هو أحدث مظاهر الدعم والمساندة المصرية لقضايا أمتها العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين. وأود أن أشير هنا للشخصيات البحرينية المحبة لمصر وهم كثيرون، واكتفي بذكر شخصيتين من الكتّاب هما يوسف صلاح الدين والإعلامي محي الدين بهلول الذي نشر أحدث مقالاته يوم 3 مايو/ أيار 2017 بعنوان «مصر قوية بتلاحم جيشها وشعبها». وهذا العنوان تعبيرٌ عن حقيقة لا يرقى إليها الشك، ورداً على المغرضين. وقد تناول محي الدين بهلول التلاحم بين جيش مصر وشعبها منذ الثورة العرابية العام 1982 وفي ثورة 1952 وفي ثورة 25 يناير 2011، وثورة 30 يونيو 2013، مبرزاً أيضاً التلاحم بين عنصري الأمة المصرية في ثورة 1919 عندما رفع المصريون رايةً تعانق الهلال والصليب، وشعار الدين لله والوطن للجميع. وكرّر ذلك في ثورة 25 يناير وفي ثورة 30 يونيو 2013 وتجلى هذا التلاحم في أبهى صوره بموقف الكنيسة القبطية من الاعتداءات عليها، من قوى الإرهاب ووقوف الشعب المصري بمسلميه وأقباطه صفاً واحداً يشدّ بعضه أزر بعض، وقيام الجيش المصري بإعادة بناء الكثير من الكنائس التي دمّرها البغاة .

إن هذا النموذج المشرف لمصر وشعبها وقيادتها هو خير دليل على عراقة المفهوم الديني المتسامح والوطنية العميقة وتلاحم وتماسك الشعب خلف قيادته عبر ثوراتها المتكررة منذ الأمس حتى اليوم. ويسعدني التنويه بما يلمسه كل مصري في البحرين من الدور الرائع ومبادرات جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة في مساندة مصر وشعبها وقيادتها في مواجهة الضغوط الإقليمية والدولية التي تتعرّض لها، ومبادراته بالمشاركة في تنصيب الرئيس السيسي؛ وفي الاحتفال بافتتاح قناة السويس الجديدة؛ وفي مؤتمر شرم الشيخ لدعم الاقتصاد المصري، وهذا قليلٌ من كثير ما يقوم به جلالته، ويدل أيما دلالة على حب ملك البحرين لمصر وشعبها، الذي هو انعكاس لحب شعب البحرين بمختلف فئاته ومثقفيه لمصر الكنانة، الحصن الحصين والركن والسند للعرب أجمعين.

وختاماً نقول مرحباً بالرئيس السيسي وتحيا مصر وتحيا الصداقة البحرينية المصرية والصداقة المصرية البحرينية .

إقرأ أيضا لـ "محمد نعمان جلال"

العدد 5357 - الأحد 07 مايو 2017م الموافق 11 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً