العدد 5367 - الأربعاء 17 مايو 2017م الموافق 21 شعبان 1438هـ

عزل ترامب: قرار "سياسي"... و"ليس للقضاء دور"؟

دعا بعض المشرعين الأميركيين غير الرئيسيين إلى بدء إجراءات لعزل الرئيس دونالد ترامب المتهم بإعاقة عمل القضاء، ولكن هذا الاقتراح لا يزال مجرد فرضية إلا إذا حظي بدعم سياسي.

يتهم الملياردير ترامب بأنه طلب في شباط من المدير المقال لمكتب التحقيقات الفدرالي "أف بي آي" جيمس كومي غلق التحقيق حول شخصية مقربة منه في قضية تدخل روسيا في الحملة الانتخابية قبل أن يقيله الأسبوع الماضي في خطوة فسرها معارضوه على أنها محاولة لوقف التحقيق في تواطؤ محتمل بين المقربين من ترامب وروسيا، وفق تقرير لصحيفة "النهار" اللبنانية اليوم الخميس (18 مايو/ أيار 2017).

لم يتم عزل أي رئيس في التاريخ الأميركي وإن وجهت التهمة إلى رئيسين برئا بعدها هما أندرو جونسون في 1868 وبيل كلينتون في 1998. وفضل ريتشارد نيكسون في 1974 الاستقالة لتفادي عزله في الكونغرس بعد فضيحة ووترغيت.

ينص الدستور على أنه يمكن للكونغرس عزل الرئيس أو نائبه أو القضاة الفدراليين في حال "الخيانة، الفساد، أو جرائم أخرى وجنح كبرى". وتتضمن الإجراءات مرحلتين.

يصوت مجلس النواب في البدء بالأغلبية البسيطة على مواد الاتهام التي تفصل الافعال المنسوبة إلى الرئيس: وهو ما يسمى "العزل" (امبيتشمنت). وفي حال توجيه التهمة، يتولى مجلس الشيوخ محاكمة الرئيس.

وفي ختام المناقشات، يصوت أعضاء مجلس الشيوخ على كل مادة. ويتعين الحصول على أغلبية الثلثين لإدانة الرئيس وفي حال حصول ذلك يصبح العزل تلقائيا ولا رجعة فيه. وفي حال عدم تحقق الأغلبية المطلوبة، يبرأ الرئيس وهو ما حصل مع بيل كلينتون في شباط 1999.

 

ليس للقضاء دور

يقول المحاضر في القانون في جامعة كورنيل في أوهايو جنس ديفيد أولن، إن السلطة القضائية ليس لها يد في قرارات العزل.

ويضيف: "يكفي أن يقتنع الكونغرس بأن ترامب ارتكب جرائم أو جنحا كبرى. إنهم يقومون بدور القضاة لتحديد إن كانت معايير الإدانة متوفرة.

وبالتالي، فإن العزل يقع عند مفترق السياسة والقانون، ولا يتطلب الأمر توجيه التهمة أصلاً للرئيس، وفق أولن.

طلب نائبان ديموقراطيان هما ماكسين ووترز وآل غرين حتى الآن بدء إجراءات العزل، لكن باقي ممثلي المعارضة الديموقراطية يرفضون في هذه المرحلة خوض هذه المغامرة خوفا من أن يتحول الأمر إلى مجرد مواجهة بين الحزبين.

ويقول مسؤول ديموقراطي إن "الوقت مبكر جدا". وأوضح السناتور برني ساندرز "لا أريد أن نقفز إلى مرحلة العزل طالما أن الطريق لا تقودنا إليه. ربما تذهب بنا في هذا الاتجاه وربما لا".

ويقول المعارضون إنه ينبغي في البدء تحديد أفعال لا جدال حولها. وشرح الديموقراطي آدم شيف "لا يمكن أن يبدو الأمر وكأنه محاولة لإلغاء الانتخابات بوسائل أخرى".

وأكد المحافظ جاستن أماشي "في هذا البلد، يحق للناس أن يحظوا بمحاكمة عادلة"، رغم انتقاده لترامب.

ولكن هؤلاء المشرعين يؤكدون أن إعاقة عمل القضاء هي جنحة تصل إلى مستوى يبرر إجراء العزل. وهذا من بين ما اتهم به كلينتون ونيكسون على أي حال.

ولهذا السبب ينتظرون بصبر شهادة كومي الذي دعي لشرح موقفه مباشرة أمام الكونغرس.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً