العدد 5368 - الخميس 18 مايو 2017م الموافق 22 شعبان 1438هـ

مشروع لتحويل منطقة هندية متداعية لحي متطور

تخلي فريدة كشوالا منزل عائلتها الصغير المشيّد قبل ثمانين عاماً، وهي من بين الآلاف الذين سيحصلون على شقق جديدة في إطار مشروع يرمي إلى تحويل سوق بهندي التاريخي في مدينة مومبي من بؤرة بؤس إلى منطقة حديثة شبيهة بسنغافورة.

وتنفق 600 مليون دولار لهدم مئات الابنية المتداعية في السوق الوسخة العائدة إلى الحقبة الاستعمارية لتحل مكانها أبراج جيدة حيث يعيش 20 ألفا من أفراد من البهرة الداودية.

تقول كشوالا "نواجه الكثير من المشاكل. فثمة روائح كريهة بسبب المجارير والنفايات المنتشرة أينما كان والسلالم الخشبية منحدرة جداً وخطرة. انا سعيدة جدا لأننا سننتقل من هنا".

ويهدف المشروع هذا إلى استبدال البنى المتداعية والازقة الضيقة الاشبه بالمتاهات حيث يبيع الباعة الجوالون بضائع متفرقة من النظارات الشمسية إلى الحلويات فيما الماعز تتنزه فيه.

ويؤمل أيضا من المشروع المساعدة على تغيير الصورة السيئة للمنطقة. فداود ابراهيم الذي نفذ اعتداءات بالي في العام 1993 كان يقيم في بهندي بازار في الثمانينات فيما تقدم افلام بوليوود المنطقة على انها معقل للعصابات.

وفي الهند غالبا ما يحاول السكان المماطلة لتأخير تنفيذ المشاريع العمرانية فيرفضون المغادرة للحصول على تعويضات اضافية الا ان هذا المشروع يلقى دعما من السكان بسبب ايمانهم ورغبتهم بالتمتع بما يمكن للقرن الحادي والعشرين ان يقدم لهم.

فنساء البهرة الداودية يضعن حجابا ملونا فيما يعتمر الرجال عمامة بيضاء وذهبية وقد وصلوا الى غرب الهند من اليمن في القرن الحادي عشر. وهم يسلمون امرهم عادة إلى مرشدهم الروحي. ويدعمون المشروع في الاساس لأنه فكرة طرحها زعيمهم الراحل سيدنا برهان الدين الذي توفي في العام 2014 عن 101 سنة.

ويقول جوزر مربيوالا في منزل انتقالي يقيم فيه بانتظار جهوز شقته الجديدة "اخذت عائلاتنا بنصيحة سيدنا ودعمت المشروع املا بان يكون ايجابيا للجميع". ويجرف في إطار المشروع نحو 250 بناء من ثلاث أو أربع طبقات تضم شققا كانت مخصصة لفلاحين غير متزوجين في القرن التاسع عشر مع تشارك للمراحيض، وسيحل مكانها 17 برجا.

وستتلقى 3200 عائلة مساكن جديدة من دون أي كلفة. وستكون مساحة كل واحد منها 32 متراً مربعا مع مراحيض خاصة.

وهي ستكون افضل بكثير من الشقة القاتمة المؤلفة من غرفة واحدة التي كانت كشوالا تقيم فيها مع زوجها وابنتها ووالد زوجها الذي انتقل اليها وهو في سن العاشرة في ثلاثينات القرن الماضي.

وتقول كاشوالا (45 عاما) "انا متعلقة بهذا المكان لأني عشت فيه طوال حياتي تقريبا الا ان اولادنا سيتمتعون ببيئة أفضل للعيش والنشوء في مسكن جديد".

وتجرى عملية الهدم والبناء على تسع مراحل. وبدأت الأولى قبل ثلاث سنوات ويتوقع ان ينجز المشروع بكامله بحلول العام 2025. وحدها المساجد ستفلت من الهدم.

وتولي حكومة رئيس الوزراء ناريندرا مودي اهتماما كبيرا بالموضوع املة ان يصبح هذا المشروع نموذجا للتجدد الحضري في البلاد.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً