العدد 5372 - الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 26 شعبان 1438هـ

قصة قصيرة... شَهْقَة

ليس هنالك أسوأ من أن تُقتَحَمَ حياتك من قِبَلِ حواسك، شهقتها اخترقت دِماغي، لا زلتُ مقيداً بتلك الحادثة، صعبٌ إزالتُها كالعفن، لا أعلم مدى الخوف التي شعرت به عندما وجهتُ رصاصتي على زوجها، في ليلةِ زفافها، كانت تقِفُ كطفلةٍ مدللة، تحولَ مخزن ألعابها بعد الشهقةِ لمستودعِ خردة، هكذا ببساطة أنهيتُ حلمها البسيط، كل ما أرادته! هو ذلك الرجل التي واجهت العالم كله من أجله، هكذا كَتبت في دفترِ مذكراتها، وهكذا محوْت أنا ما كتَبَتهُ بدماء حُبها، لأكتب أنا قدرها من جديد، "كل انسان عبارة عن دائرة اليين واليانغ، يحمل في جعبتهِ الخير والشر، رأيت نصف الخير في ذلك الرجل "هذا ما كتبتهُ زوراً وأخفيت بعض الحروف خلف السطور، لم أكتب لها إنها فقدت ذاكرتها كُلياً في تلك الليلة، بعد أن خرجت في شوارع إسطنبول بروحِها التائِهة، كل ما يدورُ حولها بلا جواب، صدمتها معجزةٌ على هيئةِ شاحنة، في اليوم التالي لم يراودها إلا سؤال واحد "من أنا"، في تلك اللحظة فقدت هي نفسها، بينما أنا وجدتُ نفسي بها، أحببتها وسعيتُ لتحبني ونجحت، اقترنتُ بها وخلتُ أن الكَابُوسُ اِنْتَهَى، لكنه بدا أَشَد، كنتُ أعيش الخوف في كل ثانية تعيشها هي بجانبي، كلما بدتْ حياتي مثالية، بدت الكوابيس مأساويةٌ أكثر فأكثر، مرَ عام وأصبحَ كأنهُ العام الذي مضى، إنهُ نفس اليوم الذي فقدت جميلتي فيه ذاكرتها، وفي نفس هذا اليوم حل الآن وقت ولادتها، أخشى أن تلدَ ذاكرتها لا جنينها، لقد أتت الممرضة بابنتي، إنها جميلة كأُمها، ماذا يحدث؟ الأطباء يتكاثفون على غرفة ولادة جميلتي، ممرضة تصرخ "لقد انتحرت" شَهِقَتْ طِفلتي.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

اقرأ ايضاً