العدد 5373 - الثلثاء 23 مايو 2017م الموافق 27 شعبان 1438هـ

22 قتيلاً في اعتداء تبناه تنظيم «داعش» في بريطانيا

بريطانيون يضعون الورود تكريماً لضحايا الانفجار في مانشستر - reuters
بريطانيون يضعون الورود تكريماً لضحايا الانفجار في مانشستر - reuters

توعدت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس الثلثاء (23 مايو/ أيار 2017) بأن «الارهابيين لن ينتصروا» بعد مقتل 22 شخصاً بينهم أطفال وإصابة العشرات في اعتداء استهدف حفلاً موسيقياً كانت تحييه المغنية الأميركية أريانا غراندي مساء الاثنين في شمال غرب إنجلترا، وتبناه تنظيم «داعش» أمس (الثلثاء).

ووقع الاعتداء، الأسوأ الذي تشهده بريطانيا منذ 12 عاماً، الذي أسفر كذلك عن إصابة 59 شخصاً قرابة الساعة 22،30 (21,30) مساء الاثنين على أحد مداخل قاعة مانشستر أرينا التي تتسع لحوالى 21 ألف شخص في نهاية حفل لمغنية البوب الأميركية، وأثار الهلع بين الجمهور الذي شمل عدداً كبيراً من الشباب والأطفال.

وأعلن قائد شرطة مانشستر، إيان هوبكنز أن منفذ الاعتداء قتل بينما كان يحاول تفجير «عبوة ناسفة يدوية» وكشفت شرطة مانشستر أمس أن شاب بريطاني من أصل ليبي يدعى سلمان عبيدي (22 عاماً) هو منفذ اعتداء مانشستر،

ولم تكشف الشرطة عن مزيد من التفاصيل إلا أن الإعلام البريطاني قال أن عبيدي ولد في مانشستر الواقعة شمال غرب إنجلترا وأن والديه الليبيين لجآ إلى بريطانيا هرباً من نظام الزعيم الليبي معمر القذافي.

وأمس (الثلثاء) أعلن تنظيم «داعش» تبني اعتداء مانشستر في بيان تناقلته حسابات متطرفة على مواقع التواصل الاجتماعي ذكر فيه «تمكن أحد جنود الخلافة من وضع عبوات ناسفة وسط تجمعات للصليبيين في مدينة مانشستر البريطانية حيث تم تفجير العبوات في مبنى للحفلات الماجنة»، متوعداً بمزيد من الاعتداءات.

ونددت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بالاعتداء ووصفته بأنه «إرهابي مروع»، معتبرة أن منفذه «جبان» لأنه «تعمد استهداف أطفال أبرياء ضعفاء». كما أعلنت تعليق الحملة الانتخابية التي تقوم بها استعداداً للانتخابات العامة في 8 يونيو/ حزيران، وكذلك فعل زعيم المعارضة جيريمي كوربن.

وقالت إن هوية منفذ الاعتداء كانت معروفة لدى الشرطة وأنه يعتقد أنه تصرف بمفرده.

وصرحت عقب اجتماع طارئ للحكومة أن «إرهابياً واحداً فجر عبوته الناسفة بالقرب من أحد مخارج الموقع، واختار عمداً الوقت والمكان لإيقاع أكبر عدد من القتلى والجرحى بشكل عشوائي».

وصرحت ماي في زيارة إلى مانشستر أن الشرطة ستدرس أمن هذه المواقع فيما ستراجع الحكومة وضع الشرطة.

ورغم أعلانها تعليق الحملة الانتخابية أكدت أن «الإرهابيين لن ينتصروا».

وما زالت الحصيلة مرشحة للارتفاع نظراً إلى العدد الكبير للمصابين بجروح خطيرة والذين نقلوا إلى ثمانية مستشفيات في المدينة لتلقي العلاج.

وبين ضحايا الاعتداء طفلة في الثامنة من العمر.

والثلثاء واصل الكثير من الأهالي البحث عن أولادهم الذين انقطعت أخبارهم إثر الاعتداء وسعوا إلى التعاون عبر مواقع التواصل، فيما أنشأت السلطات مركز استقبال في ملعب نادي مانشستر سيتي لكرة القدم لدعم الضحايا والأقارب.

فوضى عارمة

أثار الانفجار الذعر داخل قاعة الحفلات وخارجها حيث كان الأهالي ينتظرون خروج أولادهم بعد ختام الحفل.

وصرحت ستيفاني هيل التي حضرت الحفل برفقة ابنتها كينيدي لوكالة «فرانس برس»: «كان هناك الكثير من الأطفال والمراهقين. إنها مأساة مريعة».

وروت كينيدي «كان الناس يقعون فوق بعضهم البعض على السلالم وسط فوضى عارمة. الكل أراد الخروج في أسرع وقت لأنهم اعتقدوا بوجود شخص يطلق النار على الحشد».

وروت غريس تريبيت (11 عاماً) التي حضرت الحفل مع والدتها لوكالة «فرانس برس»: «قالت والدتي إنه قد يكون انفجاراً بسبب الغاز، لكن عندما علمنا أنه اعتداء إرهابي شعرت بخوف شديد».

وندد وزير الداخلية البريطاني «باعتداء همجي يستهدف أشخاصاً بين الأكثر ضعفاً في مجتمعنا، شباباً وأطفالاً خرجوا لحضور حفل بوب».

وقال نظيره الفرنسي، جيرار كولون «إن المستهدف هو مجدداً شبابنا ونمط حياتنا»، بعد عام ونصف عام من اعتداء إرهابي استهدف قاعة حفلات في باريس وأسفر عن مقتل 90 شخصاً.

وهو الاعتداء الأكثر دموية في بريطانيا منذ 7 يوليو/ تموز 2005 حين فجر أربعة انتحاريين أنفسهم في مترو لندن في ساعة الازدحام ما أدى إلى مقتل 52 شخصاً وإصابة 700 بجروح.

«فاشلون»

دانت ملكة بريطانيا اليزابيث الثانية الاعتداء ووصفته بأنه «عمل همجي»، معبرة عن تضامنها مع الضحايا ورجال الاسعاف. وقالت في بيان إن «الأمة بأسرها صدمت من جراء سقوط قتلى وإصابات في مانشستر»، مضيفة «أود أن أعبر عن إعجابي بالطريقة التي تصرف فيها سكان مانشستر بإنسانية وتعاطف، في مواجهة هذا العمل الهمجي».

وتوالت ردود الفعل المنددة من مختلف عواصم العالم ومشاعر التضامن مع بريطانيا، التي شهدت قبل شهرين تماماً اعتداء لندن عندما قتل رجل خمسة أشخاص بصدم حشد بسيارة وطعن شرطي قبل مقتله قرب البرلمان.

ووصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب المعتدين بـ «الفاشلين الأشرار»، معبراً عن «التضامن الكامل» مع البريطانيين، فيما عبر البابا فرنسيس عن حزنه العميق حيال الهجوم «الهمجي»، وأكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن «حزنها».

كما أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين استعداده «لتطوير التعاون في مكافحة الإرهاب» مع بريطانيا بعد هذا الاعتداء «الوقح والمجرد من الإنسانية».

كذلك أعرب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون عن «صدمته» و»حزنه الشديد» بعد الاعتداء، قائلاً إنه سيجري محادثات مع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

في مانشستر، أطلق السكان حملة لتقديم مأوى للذين كانوا في الحفلة فيما أشارت تقارير إلى أن سيارات الأجرة كانت تنقل الركاب مجاناً.

وعلقت حركة القطارات من وإلى محطة فيكتوريا في مانشستر الواقعة أسفل القاعة. وقالت مصلحة السكك الحديد الوطنية في بيان إن هذا القرار سيستمر حتى مساء الثلثاء.

فزع وبكاء بعد الانفجار في مانشستر
فزع وبكاء بعد الانفجار في مانشستر

العدد 5373 - الثلثاء 23 مايو 2017م الموافق 27 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً