العدد 5382 - الخميس 01 يونيو 2017م الموافق 06 رمضان 1438هـ

الموارد والاحتياطيات

محمد آل عصفور

مدير تطوير أعمال في شركة مكامن السعودية لخدمات النفط والغاز

ما هي الموارد (Resources) وما هي الاحتياطيات (Reserves)؟

الموارد والاحتياطيات، كلاهما يشير إلى وجود كميات من الوقود الأحفوري، لكنهما في الواقع يختلفان. فالكثير من الناس يخلطون بينهما ولا يدرون ما الفرق بينهما. سأحاول هنا بإيجاز شرح الفرق بين هذين المصطلحين المهمين.

الوقود الرئيسي مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي واليورانيوم، كلها تعتبر موارد مواد أو مادية (Material Resources) ولها احتياطيات. أما المتدفقات الطبيعية مثل الرياح والمياه والتي من الممكن استخدامها لتوليد الطاقة فهي تعتبر موارد أيضاً، ولكن ليس لها احتياطيات، إذ أن الاحتياطيات في العموم تطلق على كميات الوقود الأحفوري.

المصطلح موارد، يقصد به مجموع الكميات من المواد والطاقة المتدفقة الموجودة، وهذا يشمل كلاً من المكتَشَف وغير المكتَشَف الممكن استخراجه اقتصادياً وغير المجدي اقتصادياً.

بالمقابل، فإن الاحتياطيات هي كميات الوقود الأحفوري (فحم ونفط وغاز وقار) التي نعلم بوجودها بناء على الدراسات الجيولوجية والهندسية، ولكي تكون احتياطيات فإنها يجب أن تكون ذات جدوى اقتصادية ويمكن استخراجها بالتقنيات الموجودة والمعروفة حالياُ. هذا يعني أن كميات الوقود الأحفوري في الاحتياطيات أقل من مجموع الكميات في الموارد، وبالتالي فإن الاحتياطيات هي كميات الوقود الأحفوري التي يمكن حساب كميتها بدقة معقولة ويمكن إنتاجها بجدوى اقتصادية بالتقنية الموجودة الآن.

الاحتياطيات غالباً ستكون في زيادةٍ مع مرور الوقت، وذلك يرجع إلى أسباب عديدة، منها التطور في تقنيات استخراج النفط أو ارتفاع الأسعار أو اكتشاف كميات جديدة من الموارد التي يمكن إنتاجها بجدوى اقتصادية. كذلك فإن الموارد عندما تكون موجودة لكنها ربما تبقى في باطن الأرض لأسباب عديدة، ربما تكون سياسية أو اجتماعية أو بسبب السوق وتقلباته أو بسبب عدم تطور التقنية المطلوبة لإنتاجها بجدوى اقتصادية.

الفرق بين الموارد والاحتياطيات يمكن فهمه أكثر بالرجوع إلى مخطط مكيلفي (Mckelvey Diagram). هذا المخطط يشرح كيف يمكن أن تتحوّل الموارد إلى احتياطيات مع مرور الوقت، وما هو المجهود الذي يجب أن يُبذل لتحقيق ذلك. كما يشرح أيضاً كيف أن مستويات مختلفة من المعلومات والمعرفة عن هذه الكميات وإمكانية الوصول لها سيجعلها إما موارد أو احتياطيات.

إقرأ أيضا لـ "محمد آل عصفور"

العدد 5382 - الخميس 01 يونيو 2017م الموافق 06 رمضان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 1:28 م

      شكرا لك مهندس أبو عبد الله على هذه المقالة الرائعة. نعم هذا هو نتاج التخصص الذي يحتاجه كل فرد في المجتمع. أنا استفدت شخصيا من فهم الفرق بين الموارد والاحتياطات وفي نفس الوقت لفتت انتباهي عبارة الاحتياطات غالبا ستكون في زيادة وفهمي المتواضع أن الاحتياطي عبارة عن مخزون يتناقص كلما أخذنا منه. وانت تفضلت مشكورا بايضاح السبب لكن التوضيح لم يزل الغموض بالنسبة لي. بوركت وبورك قلمك. متصور

    • زائر 1 | 5:15 ص

      احسنت مهندس محمد. تقرير مفيد و مختصر. نتطلع الى مزيد من المقالات و المعلومات لكي تكتمل الصورة.

اقرأ ايضاً