العدد 5383 - الجمعة 02 يونيو 2017م الموافق 07 رمضان 1438هـ

إدارة ترامب المعزولة تتهم أوروبا بالسعي إلى اضعاف الاقتصاد الأميركي

دافعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة (2 يونيو / حزيران 2017) عن قرارها الانسحاب من اتفاقية باريس حول المناخ، مهاجمة خصوصا الاوروبيين الذين اتهمتهم باضعاف الاقتصاد الاميركي، وكذلك "المبالغين في قضية المناخ".

وكان خطاب ترامب الذي اعلن فيه التخلي عن الاتفاقية التي ابرمتها 195 دولة في نهاية 2015، اثار ردود فعل من جميع انحاء العالم على الساحتين السياسية والاقتصادية على حد سواء، تراوحت بين الاستياء والذهول والغضب. وادى هذا القرار الى يقظة ايضا في الولايات المتحدة.
 
وقال سكوت برويت مدير وكالة حماية البيئة ان "الرئيس اتخذ قرارا شجاعا جدا (...) ليس هناك اي سبب يدعونا الى الاعتذار".
واضاف ان "العالم اشاد بنا عندما قمنا بالانضمام الى (اتفاقية) باريس. أتعرفون لماذا؟ اعتقد انهم اشادوا بنا لانهم كانوا يعرفون انه لن يكون في مصلحة بلدنا".

وبينما بدت الدول الاوروبية ومعها الصين حاملة شعلة "دبلوماسية المناخ" الجديدة، اتهمت السلطة التنفيذية الاميركية هذه البلدان بالمبالغة في هذه القضية لالحاق الضرر بالولايات المتحدة.

وقال برويت ان "السبب الذي يريد القادة الاوروبيون من اجله بقاءنا في الاتفاق هو انهم يعرفون ان ذلك سيواصل لجم اقتصادنا"، ودان الذين وصفهم بانهم "المبالغون في قضية المناخ"، مؤكدا انه "قمنا بخطوات كبيرة لخفض انبعاثاتنا من غاز ثاني اكسيد الكربون".

وردا على سؤال مجددا حول موقف الرئيس الخامس والاربعين للولايات المتحدة من مسألة الاحترار المناخي، قال شون سبايسر الناطق باسم ترامب في قاعة اكتظت بالصحافيين "لم تسنح لي فرصة مناقشة ذلك معه".

- "يقظة" - من نيويورك إلى كاليفورنيا، نظمت عشرات المدن والولايات الاميركية مقاومة القرار على الفور.

فقد اطلق رئيس بلدية نيويورك السابق مايكل بلومبرغ تحالف بات يضم حتى مساء الجمعة رؤساء ثلاثين بلدية وحكام ثلاث ولايات ورؤساء اكثر من ثمانين جامعة ومئة شركة.

وخلال لقاء لم ينظم مسبقا في باريس مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، اكد بلومبرغ الولايات المتحدة ستنفذ التزاماتها على الرغم من خيار ترامب.
وقال بلومبرغ الذي وقف الى جانب ماكرون ورئيسة بلدية باريس آن ايدالغو "لن نسمح لواشنطن بان تقف في طريقنا، انها الرسالة التي يوجهها المواطنون والشركات والولايات هذا المساء".

واكد ان "الحكومة الاميركية انسحبت من الاتفاق لكن الشعب الاميركي يبقى ملتزما بها. سنحقق اهدافنا".

واكد الملياردير الذي يحتل المرتبة العاشرة بين اصحاب الثروات في العالم، ان مؤسسته للاعمال الخيرية "بلومبرغ فيلانتروبيز" ستقدم لمكتب الامم المتحدة المكلف المناخ 15 مليون دولار تعادل المساهمة التي يفترض ان تقدمها الولايات المتحدة.
وكانت ادارة الرئيس السابق باراك اوباما حججت هدفا للولايات المتحدة خفض انبعاثات الغاز بنسبة تتراوح بين 26 و28 بالمئة بحلول 2025، بالمقارنة مع 2005.

- الخارجية الفرنسية تصحح - نشرت وزارة الخارجية الفرنسية الجمعة في خطوة غير اعتيادية فيديو يفند المعلومات التي اوردها ترامب حول اتفاقية باريس للمناخ.

وكان البيت الابيض نشر الخميس تغريدة تقول "اتفاقية باريس صفقة سيئة لأميركا" مع رابط لفيديو يؤكد ان الاتفاق "يقوّض" القدرة التنافسية الاميركية والوظائف، ان "التفاوض حوله (تم) بشكل سيء" من قبل الرئيس وان الاتفاقية "تحقق القليل".
ردت الخارجية الفرنسية على الفيديو في تغريدة بالقول "لا نوافق عليه لذلك قمنا بتغييره".

وتم اعداد الفيديو الفرنسي باللغة الانكليزية بالرغم من ان فرنسا مشهورة بانها تنتصر للغتها، وبنفس الخطوط والصور والموسيقى والخلفيات التي في نسخة البيت الابيض، لكن مع اضافة وقائع جديدة تدحض اقوال البيت الابيض.

ويشير الفيديو الفرنسي على سبيل المثال الى شركات هامة مثل أكسون موبيل ومايكروسوفت "لا توافق" على أن الاتفاقية تضر بالوظائف الاميركية، ويقتبس ما يقوله معهد ماساشوستس للتقنية (أم آي تي) حول الحاجة الماسة لمحاربة انبعاثات الكربون.
وتتضمن التغريدة هاشتاغ "لنجعل كوكبنا عظيما مجددا" الذي بات متداولا، وهو تحوير لشعار ترامب خلال حملته الانتخابية بجعل اميركا عظيمة مجددا.

في الوقت نفسه، شكلت القمة السنوية بين الاتحاد الاوروبي والصين التي عقدت الجمعة في بروكسل منصة للشريكين للتأكيد بحزم على التزامهما المشترك. في ختام القمة قال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "اليوم نعمل على تكثيف تعاوننا حول التغير المناخي مع الصين".

من جهته، اكد رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر ان "شراكتنا مع الصين اليوم اكبر من اي وقت مضى".




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً