العدد 2200 - السبت 13 سبتمبر 2008م الموافق 12 رمضان 1429هـ

أطفالنا أمانة!

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

في اتصال لأحد القراء بشأن الوضع المزري الذي يتعرض له أطفال البحرين وهم في طريقهم إلى المدرسة أو الروضة يوميا، ذكر فيه عدة أسماء لمدارس حكومية تشهد يوميا ما يحصل من خطر لأطفالنا، وذلك بسبب انعدام الأمن والسلامة أثناء نزول الأطفال من الحافلات وتوجههم إلى المدرسة، والعكس كذلك، إضافة إلى غياب أي مدير أو مديرة من متابعة ومراقبة ما يجري لأطفالنا بالقرب من المدارس، و أيضا غياب شرطة المرور عن تنظيم عبور الأطفال وسط زحمة ومعمعة الازدحام عند أبواب المدارس التي صاحب بعضها ازدياد ملحوظ في عمليات الحفر والمجاري في الشوارع المعنية بمشروعات وزارة الأشغال في بعض المناطق مثل منطقة سار.

القارئ ذكر نماذج لأشخاص يتطوعون لخدمة الأطفال، مثل حراس الأمن، الذين ليس من مهمتهم مرافقة الأطفال الذين يحملون حقائبهم المدرسية كالأثقال على ظهورهم وسط بحر من العرق، وهم لا يعلمون أن أي سيارة قد تصدمهم في أي لحظة وفي أي نقطة نظرا إلى كثرة احتمال وقوع الحوادث.

لقد فتحت مأساة طفل الحضانة «جعفر» الذي طهته حرارة الحافلة لمدة أربع ساعات عندما ترك لوحده يتعذب ويموت... واقعا مأساويا، ربما يتسبب في وقوع العشرات من أمثال الفقيد «جعفر» الذي لم يهنأ لا بطفولته ولا بحياته بسبب غياب السلامة والإجراءات التي تضمن أمن أطفالنا وأيضا بسبب غياب أي شخص يتحمل المسئولية سواء كان من المدرسة أو شركة النقل أو شرطة المرور أو أي جهة أخرى يفترض أنها مؤتمنة على فلذات أكبادنا.

لقد ضرب القارئ في مكالمته مثالا عن مدرسة سار الابتدائية للبنين التي يصر سائق الحافلة البحريني على إيقافها في الطرف الآخر من الطريق بدلا من الوقوف عند بوابة المدرسة بحجة أنه سيتأخر ولا وقت له، وهذا يضطر الأطفال لعبور الشارع في ظروف شديدة القسوة، وتراهم بين السيارات في وقت انصراف الطلبة والمدرسين بشكل مخيف ومرهب؛ لأنهم صغار الحجم والبنية وقد تدهسهم أي سيارة في أي وقت. وفي كل الأحوال لا يبدو أن هناك إدارة مدرسية تكترث بالأمر على رغم علمها بذلك على مرأى عيني إدارتها وطاقم مدرسيها، كما لا تكترث للأسف إدارة المرور بمثل هذا الموضوع مثل السابق أي في الوقت الذي كنا نرى فيه شرطي مرور يساعد الطلبة الصغار على عبور نقاط المشاة والعبور.

أما وزارة التربية فلا يبدو أن لديها نية في توفير مساعدات للأطفال لتوصيلهم من وإلى الحافلة، إلى جانب سن تعليمات صارمة لأولياء الأمور بتسلم أبنائهم في الوقت المحدد، وعدم تركهم في الخارج لساعات طويلة يضطر فيها البعض من حراس الأمن رفقا بالأطفال دعوتهم للجلوس في غرفهم لحين حضور ولي الأمر الذي يأخذ طفله المجهد من بعد ساعة إلى ساعتين من وقت الانصراف

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2200 - السبت 13 سبتمبر 2008م الموافق 12 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً