العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ

فتافيت رمضانية

في بحثنا عن الجديد والممتع في الفضائيات العربية خلال شهر رمضان المبارك... رصدت لكم «ألوان الوسط» الآتي:

شبح «حمادة عزو» يطارد الفخراني

يبدو أن شبح فشل مسلسل «حمادة عزو» بات يطارد الفنان يحيى الفخراني في رمضان هذا العام، إذ بات كثير من النقاد المصريين يهاجمون مسلسل «شرف فتح الباب» الذي يعرض حاليا على قناة «المستقبل» الفضائية، معتبرين أن أحداثه قدمت قضية مهمة بأسلوب سطحي لا يضم حبكة درامية مشوقة، وربما لا يليق بشهر رمضان لأنه يروج لفساد الذمم بحثا عن المادة... وزاد من غضبهم «لحية» الفخراني التي جعلته يبدو في بداية المسلسل تقيا ورعا.

ويقدم الفخراني دور أمين مخازن بشركة حكومية يفاجأ ببيع الشركة للقطاع الخاص، ويطلب منه الخروج للمعاش المبكر، بينما لديه التزامات تجاه أولاده وجميعهم في مراحل التعليم، فيضطر إلى التحالف مع مدير الشركة لسرقة 15 مليون جنيه نصيبه منها مليونان قبل أن يدخل السجن، بعد كشف القضية ومصادرة الأموال ليخرج من السجن شخصا آخر. فكيف يستطيع المشاهد سواء كان في مصر أو أية دولة أخرى، في رمضان تحديدا، أن يتعلق بشخصية نجح الشيطان في أن يتلاعب بها، على رغم أنه صور للجميع في بداية الأحداث شخصا أشبه بشيخ يقتدي الجميع به؟!

المسلسل جاء عاديا خاليا من المفاجآت والدهشة، ويستطيع المشاهد أن يكشف كل تفاصيله من أول حلقة، حتى إن اسم المسلسل يكشف كثيرا، فنجد أن «شرف» يعني بالضرورة أن البطل سيكون مواطنا شريفا، بينما «فتح الباب» تعني أنه فتح الباب للفساد ومن ثم تصبح هناك حالة من الافتعال الذي لا داعي له. وعلى رغم أن المسلسل يتناول قضية مهمة هي «خصخصة القطاع العام المصري» وتأثير ذلك على الموظف البسيط الذي يجد نفسه فجأة بلا عمل، وما يترتب عليها من نتائج دفع ثمنها العشرات ممن ينتمون إلى الطبقة البسيطة، فإن التناول الدرامي جاء سطحيا، واقتصر على تقديم أنموذج واحد من دون أن تقودنا الأحداث إلى تأثير ذلك على مجتمع كامل يضم الآلاف.

«حاير طاير»... «علامة الجودة»

أثبت مسلسل «حاير طاير» أنه لايزال يمثل «علامة الجودة في الدراما الإماراتية، على رغم أن عمره يقترب من عشر سنوات ناقش خلالها حوالي 150 قضية في حلقات منفصلة متصلة، ونتابع حاليا جزأه الخامس والأخير كل ليلة على شاشة تلفزيون دبي.

المسلسل عندما قدم للمرة الأولى لفت الأنظار إلى موهبة بطله جابر نغموش في الأداء الكوميدي والتراجيدي - وإن كانت الحلقات التي أتيحت لي فرصة متابعتها كانت مساحة الكوميديا فيها شبه معدومة - وركز مؤلفه جمال سالم في جزئه الذي يعرض حاليا، على مآسي الناس وهمومهم التي تثير الاكتئاب أحيانا، والحزن والتعاطف أحيانا أخرى. وإذا كانت الحلقات الآتية تكاد تخلو من الكوميديا، فإن أهم ما يحسب للمؤلف فيها هو استغلال مساحة الحرية، ومناقشة قضايا كانت تعتبر من قبل «خطوطا حمراء» يمنع تجاوزها.

دراما لن نصدقها

إذا صدقنا أن الفن انعكاس للواقع وتعبير عنه، فإننا لن نصدق الأعمال الدرامية التي تقدم لنا شخصيات لم نلتقِ شبيها لها لا في البيت ولا في العمل ولا في الشارع، ولو بحثنا عنها في كل بقاع الأرض فلن نحصد سوى تعبا وإرهاقا من دون أية جدوى، وإذا جلسنا وتأملنا فيها وبحثنا عن سر وجودها على الشاشة، فلن نفاجأ بأنها نماذج صاغها كتّاب ومؤلفون بناء على رغبة نجمات أو نجوم يحاولون التجمل أمام المشاهدين والتسامي على الواقع الذي يعيشونه، من دون أن يدروا أننا نحن معشر المشاهدين نرتبط بمن يعبر عن واقعنا ونصدق الشخصيات التي نحس بأنها من لحم ودم مثلنا.. تخطئ أحيانا وتصيب أحيانا أخرى، تنفعل وتهدأ، تصرخ وتبكي، تتجاوز لتجد من يتصدى لها، تتعلم من دروس الحياة ولا يقتصر دورها فقط على إعطاء الدروس وتقديم النصائح للملايين من المشاهدين.

بناء على هذه النظرية التي طرحناها في الأسطر الأولى لفت انتباهنا في أحد المسلسلات الخليجية التي تعرض حاليا ولا تمت لواقعنا بصلة كما يدعي كاتبها وأبطالها... القصة وما فيها أن ابنة تاجر كبير صديقتها بحاجة إلى مبلغ من المال لفتح محل أو ما شابه، فقامت ابنة التاجر بإعطاء صديقتها «شيك» وقالت لها أكتبي المبلغ الذي تريدين، فما كان من الصديقة إلا أن كتبت مبلغا خياليا... 10 ملايين! (....) (حطوا في بالكم أنها طبعا كتبت المبلغ بعد إلحاح من صديقتها في مقابل رفضها هي لهذه المساعدة التي ستقدم من دون مقابل). «يا الله، إذا في صديقه تطلب من أبوها يسلف صديقتها 10 ملايين دلونا عليها، لنا الشرف جميعا أنها تكون صديقتنا، وعليه سنطلب منها 90 ألف بس نشتري بيت بدل الشقة»!

من كتب السيناريو بالغ كثيرا في المبلغ، وبالغ كثيرا جدا في كرم الصديقة وطيبتها، فأرجو إن فكر المؤلف في الكتابة في الأعوام المقبلة أن يعطي للقصة لمحة ولو بسيطة من واقعنا الذي نعيشه.

«اللهجة البحرينية» في «دندرمة»

للثنائي الكوميدي عبدالناصر درويش وحسن البلام هذا العام برنامج كوميدي يبث على إحدى القنوات الفضائية الكويتية يحمل اسم «دندرمة»... للأمانة الصحافية لم أتابع منه سوى حلقة أو حلقتين، وكانت هذه الحلقة من البحرين، فقد كان البطلان يتحدثان باللهجة البحرينية، وبصراحة أنهما لم يجيداها مطلقا، إذ كانت الكلمات تطلع من فمهما بشكل غريب ومبالغ فيه، ولكن أعجبتني أغنية «يا اللومي يا اللومي حامض حلو» فقد ذكرانا بهذه الأغنية، على رغم أنهما فشلا في تقليد اللهجة البحرينية.

تميز ملاك الكويتية

الفنانة الكويتية ملاك تطل علينا خلال شهر رمضان هذا العام في الكثير من الأعمال الدرامية، وفي أدوار متنوعة، فهي تلعب دور «البوية» في مسلسل «أبله نورة»، ودور المجنونة في مسلسل «عيال بوسالم»، ودور الخادمة في مسلسل «التنديل»، ودور فتاة بسيطة في مسلسل «لاهوب».

هذا العام نحن نمنحها درجة امتياز في الأداء وفي اختيار الشخصيات التي قامت بها، إذ أعطت لكل شخصية حقها، وفعلا كان أداؤها مؤثرا في العمل... يأتي هذا في مقابل أنها في العام الماضي أدت دورها بشكل جيد في مسلسل «الخراز» ، لكن الناس لم تتقبلها بسبب شعرها الأحمر، أما هذا العام فقد أدت الشخصيات في مسلسلاتها بما يتناسب مع الدور من دون مبالغة في المكياج أو في الملابس، حتى وهي تؤدي دور «البوية».

العدد 2206 - الجمعة 19 سبتمبر 2008م الموافق 18 رمضان 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً