العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

الطريق الصعب

بعد عقد اجتماعات الجمعية العمومية لأكبر ناديين في البحرين وهما المحرق والأهلي اتضح وجود حقيقة مهمة لا تقبل الشك أو التأويل على رغم أن ما يدور في الساحة الرياضية ما يوحي عكس ذلك، وهذه الحقيقة - بالتأكيد - تنطبق على بقية الأندية الكبيرة منها والصغيرة مثل أندية الرفاعين والبحرين والحالة وسترة وصولا إلى مراكز أبوقوة والحجر ورأس الرمان والنبيه صالح. فكلها جميعا تقوم أنشطتها وبرامجها على مواردها الذاتية التي تمثل نسبة أكثر من 80 في المئة ومن بعد ذلك يأتي دعم المؤسسة الذي تراجع في السنوات الأخيرة عكس تطور الزمن، قياسا بارتفاع كل الأسعار بما فيها أسعار الأدوات والملابس الرياضية وانتقال اللاعبين والتعاقد مع لاعبين محترفين، وهو ما فرضه التطور العالمي للرياضة على أنديتنا الوطنية. لذلك أصبحت هذه الأندية، كما يقول المثل تقع بين «المطرقة والسندان» أي انها لا تستطيع مقارعة أندية دول العالم، أو حتى دول الخليج العربية، والسبب ان أندية العالم لم تعد تتعامل مع أنشطتها وبرامجها باللغة القديمة «كل شيء ببلاش» أما ما تحصل عليه أندية الخليج فإننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال مقارنته بموازنات أنديتنا.

وللأسف بات ما ينطبق على أنديتنا ينطبق - أيضا - على الاتحادات الرياضية الكبيرة أصحاب القواعد الشعبية مثل السلة والطائرة واليد، أما كرة القدم فإن «الحنفية» تنفتح له بمزاج «أي أن تعامل الجهة الحكومية مع هذا الاتحاد فيها «لوي الذراع» واللي ما تعجبه الأوامر يشرب من ماء البحر... وكنت طلبت من رئيس اتحاد الكرة في اجتماع سابق قبل أكثر من عام أن تكون للاتحاد شخصيته الاعتبارية وأن يفرض كلمته حتى ولو قضى الأمر انسحابه من إدارة الشئون الرياضية ما دام يفضل رئاسة الاتحاد على عمله الرسمي ولكن ما يحدث حاليا يؤكد المقولة الشعبية، بأن «الجبن» سيد المأكولات!

وحتى أبرهن صحة كلامي أقول بأن لقاء قريبا جمعني برئيس الاتحاد البحريني للكرة الطائرة الشيخ علي بن محمد قال فيه «إن اتحاده الذي يحقق البطولات العربية والخليجية يحصل على دعم سنوي من المؤسسة العامة للشباب والرياضة «67 آلف دينار سنويا»، وهذا المبلغ يعادل ما يُعطى إلى اتحادي كرة اليد والسلة...

والحقيقة ان هذا المبلغ المتواضع بهرني لأني أتذكر جيدا حينما كنت أعمل مراقبا للاتحادات الرياضية في المؤسسة العامة للشباب والرياضة في عقد الثمانينات «ما بين 1980 إلى 1988» كانت موازنات الاتحادات التي ذكرتها أكثر من ذلك وتصل إلى 100 ألف دينار!

لذلك أقول صادقا إن على أنديتنا واتحاداتنا التي تملك قاعدة جماهيرية إذا ما أرادت مواكبة التطور العالمي أو ترغب في تحقيق نتائج مشرفة على أقل تقدير أن تبحث عن مستثمر يرعى أنشطتها وبرامجها، أما الاعتماد على معونة المؤسسة فإنها ستبقى تراوح مكانها أو أن تتأخر؟

العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً