العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ

السياحة في الشرق... القبض على الطبيعة والتاريخ

كثيرةٌ هي مواقع السياحة في الشرق. ولقوتها فهي قادرة على جذب ملايين السائحين من الغرب والشرق. فلايزال الشرق قادرا على إبهار ساكنيه وزواره. فكل المقومات التي تجعله متربعا على كرسي السياحة متوافرة فيه. وحدها الشمس باستطاعتها التجوال في تلك البقاع حيث تشرق على سور الصين العظيم وتغرب عند تخوم الفراعنة وحضارة المغرب العربي، أما الرحالة ومحبو السفر فلا يمكنهم سوى اختيار بقعة صغيرة منه يعودون بعدها محملين بالذكريات ولحظات الاستمتاع والترفيه والانبهار والدهشة وفي النهاية الرغبة في محاولة الاكتشاف مرة أخرى.

لن يكون الأمر غريبا عندما تطلب نصيحة سياحية من إحدى منظمات السياحة العالمية أن تجد قائمة طويلة ومتعددة من الأمكنة ولكنك ستفاجأ أن غالبية تلك الأمكنة تقع في الشرق بالأجزاء الثلاثة (الشرق والشرق الأدنى والشرق الأوسط). إحدى أهم مميزات السياحة في الشرق أنها سياحة متنوعة وشاملة تجمع جميع الأنواع فهناك التاريخ الحضاري ومشاهد التراث الإنساني الذي يحكي قصة الإنسان ومسيرته الموغلة في الزمن وهناك جمال الطبيعة وتنوعها الهائل بين الجبال والغابات والأودية والأنهار وهناك العادات وطرق العيش المختلفة باختلاف أنواع البشر. وغالبية مناطق الشرق السياحية لا تخلو من مظاهر الحداثة ومتطلبات التسوق التي هي حصيلة أية جولة سياحية.

فإذا ما عدت من رحلة التاريخ أو من جولة الطبيعة فبإمكانك أن تعيش الحداثة والمدنية في المجمعات التجارية الضخمة ورؤية كل المنتجات الصناعية بأسعار تنافسية. وإذا كانت مميزات الجذب قد تتشابه مع السياحة في مكان آخر فإن عنصر الاقتصاد وتناسب الأسعار هما ما تنفرد به سياحة الشرق عن مثيلاتها. أكثر من ذلك فالسياحة في الشرق يمكن أن تكون فردية يقوم بها شخص أو مجموعة أصدقاء ويمكن أن تكون عائلية تقضي فيها العائلة أوقات سفر ممتع وغير مرهق؛ لأن الشرق لايزال يحتفظ بروح العائلة ويشجع عليها.

تقدر منظمات السياحة حجم تدفقات السياحة في الشرق بمليارات الدولارات حيث تقدر إيرادات الصين لوحدها باكثر من 54,58 مليار دولار تأتي عبر جماعات السياح المقدر عددهم سنويا بـ750 مليون سائح ولا يختلف الحال مع بلد شرقي آخر هو تايلند التي تصنف ضمن أفضل خمسة مقاصد سياحية في العالم ويقدر عدد الزائرين لها بأكثر من 15 مليونا سنويا. أما المولعون بعجائب الشرق وخصوصا عجائب شرق آسيا فقد اخترعوا طريقة جديدة للتعبير عن دهشتهم واستمتاعهم بالسياحة هناك عبر تخصيص مواقع الكترونية ومدونات يكتبون فيها تجاربهم وقصصهم في السفر والسياحة، على أمل أن يؤسسوا رابطة عالمية تستهدف تقديم معلومات وتجارب عن السياحة في الشرق.

إذا ما قررت السفر إلى إحدى مناطق الشرق فلن يكون القرار نهاية المطاف بل بداية الاختيار وصعوبة أخذ قرار التوجه إلى أية منطقة هي ما سيعترضك. فكل الأمور متداخلة ومتشابه؛ مما يضيف دهشة وغرابة إلى عجائب السياحة في الشرق.

لتفادي هذه الصعوبة فإن بعض مكاتب تنظيم الرحلات بدأت تنظيم رحلات جوالة تطوف عدة مناطق كأن تذهب في رحلة تطوف بانكوك وتايلند كلها وماليزيا مثلا أو رحلة في الشرق الأوسط تبدأ من سورية وتمر بتركيا وتنتهي في اليونان أو قبرص إلا أن ما ينقص هذا النوع من التجوال أن المدة لا تسمح بالتعرف إلى المناطق السياحية في كل بلد بما فيه الكفاية.

العدد 2136 - الجمعة 11 يوليو 2008م الموافق 07 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً