العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ

سميرة سعيد: قصة حياتي لا تصلح لأن تكون عملا سينمائيا

اعترفت المطربة سميرة سعيد بأن فترة غيابها عن الساحة الفنية طالت، وأن هناك ظروفا فرضت هذا التأجيل منها مشكلات العمل التي صادفتها أثناء التسجيل إضافة إلى ظروف عائلية خاصة وبعيدة عن الفن، وهذه الظروف أدت إلى تشتيت ذهنها وأدت لعدم تركيزها في العمل إلى جانب العزلة التي فرضتها على نفسها منذ تغيير مقر إقامتها، كما أنها قامت بإعادة تسجيل بعض الأغنيات التي كانت قد سجلتها من قبل وأنها لم تطمئن على الألبوم لذلك فضلت التأجيل.

وقالت إنها قد تكون موسوسة أو مترددة في اختياراتها الفنية لأنها تسعى إلى تقديم الأفضل من حيث الكلمات والألحان والتوزيع، وهذا هو أسلوب كل فنان. ورأت أن هذا القلق مطلوب، لكن في حدود معينة والمهم في النهاية اقتناعها بالعمل الذي تقدمه لجمهورها.

هل كان خوفك من انهيار سوق الكاسيت وراء تأجيل الألبوم؟

- سوق الكاسيت في حالة انهيار منذ سنوات طويلة والكل يعاني منه... وقرار تأجيلي المستمر لطرح ألبومي كان بسبب ظروفي الخاصة وأيضا مشكلاتي مع الشركة المنتجة للعمل، وهذه المشكلات استغرقت شهورا طويلة من المحادثات... وأعترف بأنها مشكلات عادية خاصة بالأمور المادية فقط، وكان من الضروري أن تكون هناك اتفاقيات جديدة... وهذه المشكلات جعلتني غير قادرة على التركيز في اختياراتي وتسجيلاتي... فالاتفاق السابق كان منذ خمس سنوات وخلال هذه الفترة حدثت تفاصيل ومستجدات مادية جديدة تطلبت التعديل... وفي النهاية وصلنا لحل يرضي الجميع.

ماذا عن الألبوم الجديد؟

- نحن الآن في مرحلة طباعة الألبوم وسنستعد له بدعاية ضخمة (كما وعدني محسن جابر) في جميع القنوات التلفزيونية والخاصة بالأغنية وستعرض الأغنية المصورة حصريا علي قناة زوم قريبا جدا، ويحوي 14 أغنية كتبها كل من أيمن بهجت قمر ونادر عبدالله وأمير طعيمة وتامر حسين وتامر علي والألحان لكل من خالد عز ومحمد يحيى وحمدي صديق وعمرو مصطفي وأشرف سالم وشريف قطة وهناك ديو غنائي مع فنان مغربي يعيش في الخارج وصوته جميل والفكرة التي أقدمها أيضا معه جديدة وتختلف عن العمل الذي قدمته مع الشاب مامي في «يوم ورا يوم»، وصورنا أغنيه «حب ميئوس منه» مع المخرج هادي الباجوري الذي اخترته من بين مجموعة مخرجين قدموا لي أفكارا لتصوير الأغنية، فهادي أفضل من يتعامل مع هذا النوع من الأغنيات وسوف يخرج يحيى سعادة الأغنية الثانية من الألبوم.

هل ستستمرين مع الشركة نفسها أم تنتقلين إلى شركة إنتاج أخرى؟

- لا أفكر الآن في هذا الموضوع، وأفضل أن أجلس مع نفسي خلال الفترة المقبلة لاتخاذ القرار، والمهم عندي هو طرح الألبوم.

أكاذيب

هل سافرت إلى البرازيل لتوزيع مجموعة من أغنيات الألبوم هناك؟

- سمعت هذا الكلام ولا أدري من أين يأتي البعض بمثل هذه الأخبار، فأنا لم أسافر إلى البرازيل في حياتي... ويبدو أن تسجيلي لأغنيتين تحملان الطابع اللاتيني جعل البعض يظن أنني سافرت إلى البرازيل لتوزيعها، وهذا غير صحيح، فنحن في الوطن العربي لدينا موزعون على أعلى مستوى، وسفري إلى البرازيل لتوزيع أغنياتي كلام وغير صحيح.

هل تم تسريب أغانٍ من ألبومك الجديد على الإنترنت؟

- فعلا تم تسريب أغنية من أغنيات الألبوم الجديد، لكن هذه الأغنية لم تكن واضحة المعالم وكان تسجيلها مشوشا، فقد كان في زيارتي بعض الأصدقاء وكانت بينهم فتاة قامت بتسجيل الأغنية على جهاز تسجيل صغير من دون أن يلاحظها أحد، وبمجرد خروجها من منزلي قامت بطرح الأغنية على شبكة الإنترنت... والحمد لله أن جودة التسجيل لم تكن جيدة، وهذا الأمر أنقذني لأن التسجيل لو كان نهائيا كانت ستحدث مشكلة، لأن الأغنية ضمن أهم أغنيات الألبوم.

هل هذا الموقف سيجعلك أكثر حرصا في المرات المقبلة؟

- طبعا لأن الموضوع خطير.

في كل ألبوماتك الأخيرة نلاحظ حرصك الشديد على التعاون مع أسماء محددة من المؤلفين والملحنين والموزعين... لماذا؟

- هم فنانون متميزون ولهم أعمالهم الناجحة، وأحب التعاون معهم، إلى جانب معرفتهم المسبقة بما يناسبني من أغنيات.

ألا تخشين التكرار؟

- لا وجود للتكرار لأنهم متجددون باستمرار، كما أن قيامي بالتجربة مع آخرين يحتاج إلى وقت طويل، لأنك عندما تتعاون مع شخص جديد تكتشف أنه غير جاهز لتقديم أغنيات متميزة... تشعر أن الخبرة تنقصهم وأنهم يحتاجون إلى وقت أطول لتقديم عمل متكامل... وهذا لا ينطبق على الجميع، ففي ألبومي الجديد أتعاون مع ملحن جديد اسمه شريف قطة وأيضا أتعاون لأول مرة مع محمد يحيى.

أنا شريكة

عند اختيارك لكلمات أغانيك هل تتدخلين بالتعديل أحيانا؟

- أتدخل بشكل بسيط، لأنني المسئولة عن العمل ومن غير المقبول أن أردد فقط ما يقدم لي من دون إبداء رأي، فأنا شريكة في هذه العملية الفنية... كما أن جلسات العمل هذه من الأمور المهمة وأحب دائما أن يكون هناك تواصل بيني وبين المؤلفين والملحنين والموزعين... هذا التواصل يكون في جو من الحب والأخوة وذلك من أجل تقديم عمل متميز، ويجب أن تعلم أنني لا أحب أن أفرض رأيي على من حولي بل أحب أن أسمع كل الآراء للوصول للأفضل، لذلك يتقبل مني الزملاء تدخلي البسيط على أساس أن العمل الغنائي عمل فني جماعي متكامل.

لماذا تركزين في أغانيك على العلاقة بين المحبين؟

- أحب تقديم كل الحالات التي تعكس ما يحدث بين المحبين والتي أراها من أجمل وأرق المواقف التي يمكن رصدها بين المحبين... وهذا الرصد يميل بقوة نحو الواقعية وذلك أحب أن أقدمه كما هو من دون أية تدخلات، أحب نقل العواطف الرقيقة والناس تحب ذلك.

هل تشعرين بأن الغناء اليوم اختلف عن الماضي؟

- أرى أن كل شيء في الدنيا تغير واختلف اليوم، ولو نظرت حولك فستكتشف أنه لا يوجد شيء كما هو، وطبعا الأمر انعكس على عالم الغناء الذي تغير أيضا عن الماضي.

هل تقصدين أن كل ما يقدم اليوم دون المستوى؟

- لم أقصد ذلك، ولا يمكن أن نظلم الجميع، فهناك من يقدم فنا متميزا والناس تعرفهم جيدا وتتابع أعمالهم وهذا شيء جيد.

هل ترين أن الجيل الحالي مقصر في العمل الفني؟

- الأمر محير، لأن كل جيل يقول إن الجيل التالي له لم يبذل مجهودا مقاربا للمجهود الذي تم بذله في الماضي، وإن كنت أرى مطربي اليوم يحققون الشهرة في أيام قليلة عكس جيلنا الذي كان يحقق النجاح بعد فترة من الوقت يكون خلالها قد قدم أغاني كثيرة متميزة.

كيف ترين حال الغناء اليوم؟

- هو خليط من التخطيط والمشاعر والأحاسيس والاختيار الجيد، والمطرب عندما يغني لابد أن يكون عنده شعور وإحساس بما يغنيه. وفي الوقت نفسه، الفن تخطيط ولكن بشكل بسيط ومدروس حتى لا يتحول الفنان لمجرد آلة عديمة المشاعر، فأحاسيس الفنان تعتبر من العناصر المهمة في عالم الغناء.

لماذا تظهرين دائما في حالة بهجة في كل أعمالك المصورة؟

- البهجة والسعادة هي جزء من شخصيتي وهذه البهجة تظهر في طريقة غنائي، كما أنني أحب دائما أن أظهر على طبيعتي فهذا أفضل.

هل سجلتِ دويتو مع مطرب مغربي؟

- فعلا سجلت الدويتو مع المطرب إيلام، لكنني في اللحظات الأخيرة فضلت طرح الدويتو «سنغل» وبطريقة منفردة بعد طرح ألبومي الجديد بفترة وسأقوم بتصوير هذا الدويتو، فقد وجدنا أنه من الأفضل طرح الدويتو بطريقة منفردة.

عمل جيد

هل تتأثر مكانتك بغيابك الطويل عن الفن؟

- لا أعتقد ذلك، لأن الفن المتميز يفرض نفسه بقوة، وأشعر بذلك من كلام الجمهور الذي يلتقيني ويسألني عن ألبومي الجديد، وكل ما يهمني الآن هو تقديم عمل جيد، وأعترف بأن فترة غيابي قد طالت وهذا شيء مرفوض عندي لأن الفنان يجب أن يوجد باستمرار، لكن الظروف الخاصة التي أحاطت بالعمل جعلتني أتأخر في تجهيز الألبوم.

هل كنت تتابعين سوق الكاسيت خلال فترة غيابك؟

- بصراحة لا... ففي الفترة الماضية فضلت الاختلاء بنفسي، فقد اكتشفت أنني عندما أتابع ما يقدم أشعر بالتعب والملل بسبب ما أشاهده من أعمال غريبة، ولأنني أحب الغناء والموسيقى فضلت الابتعاد لأنني لا أريد أن أكره عملي الفني، حتى أنني أصبحت لا أتابع أي قناة غنائية حتى لا أكره الفن.

لكنك تنفصلين عن الوسط بهذا الشكل...

- بالعكس أشعر بأنني أختار بطريقة أفضل بعيدا عن التشتت الذهني، لأن الفن بالنسبة لي ليس مهنة بل هواية أحبها وأعشقها... وقتها أظل أسمع أغنياتي وأغنيات الذين أحبهم مثل شيرين عبدالوهاب فأنا أعشق سماع صوتها وأغنياتها وأرى أن أغنياتها قريبة مني وتشدني، أيضا نانسي عجرم تغني بشكل جيد، وكذلك أليسا، وهذه الأسماء التي ذكرتها أثبتت وجودها وتقدم فنا جيدا، وكنت أتمنى أن يقتصر الأمر عليهم وعلى المطربات اللاتي يقدمن الفن الجيد، لكن للأسف هناك من يقدم فنا ضعيفا يسيء للفن الغنائي.

وهل ازداد عدد المطربات أخيرا لاعتمادهن على أجسادهن في الغناء؟

- الموضوع في الماضي كان متوازنا بين الصوت والصورة، أما الآن فالأمر أصبح يعتمد على الصورة فقط وبشكل غريب ومستفز، وأرى أن المرأة التي تسعى إلى الإثارة الزائدة هي امرأة تقلل من قدرها وقيمتها، أعترف بأن المرأة لابد أن تكون أنثى ناعمة ولكن ليس عن طريق الإثارة الزائدة والمرأة من الممكن أن تكون ناعمة ومثيرة ولكن في حدود.

هذه الأغنيات العارية هل أثرت على حضور الأصوات الجيدة؟

- بل أثرت على شكل المهنة عموما، لأن الكل يغني الآن على رغم أن الغناء عمل يتطلب إحساسا خاصا وليس جسدا مثيرا أثر بالسلب على شكل مهنة الغناء.

لم قلَّت حفلاتك الغنائية في الفترة الأخيرة؟

- لأنني لا أحب الغناء في أماكن تقدم فيها المشروبات وغيرها من هذه الأمور، كما أنني لم أقدم ألبومات غنائية طوال العامين الماضيين لذلك فضلت عدم قبول أية حفلات لأنني أبحث عن شكل متميز أظهر من خلاله.

شكل خاص

ألا تعجبك الحفلات التي تقام حاليا؟

- الحفلات المهمة أصبحت قليلة جدا، وقد شاركت بعد طرح ألبومي السابقة «قويني بيك» في الكثير من المهرجانات الجيدة منها «قرطاج» و «جرش» و «كازابلانكا»، وأبحث الآن عن شكل وقفزة متميزة لنوع الحفلات التي سأقدمها، لأنني أرفض الشكل التقليدي للحفلات التي تقدم حاليا... فلا يعقل أن أظهر على المسرح وخلفي فرقة موسيقية مثلا. أريد حفلات لها طابع وشكل خاص لأنني أرفض أن أقدم أسلوب الحفلات نفسه التي قدمتها منذ عشرين عاما، وهذا ما حدث عندما قدمت حفل توقيع ألبومي السابق، فقد كان حفلا مختلفا وبعدها أصبح كل المطربين والمطربات يقدمون الأسلوب نفسه، واليوم أبحث عن المختلف وعن حفلات غير تقليدية.

وهل ستجدين مثل هذه الحفلات؟

- طبعا سأجد في ظل وجود تسويق جيد للحفل، لأن الناس لابد أن تستمتع بالحفلات المليئة بالفن والإبهار.

تردد أنك تنوين دخول عالم السينما من خلال فيلم يحكي قصة حياتك...

- هذا غير صحيح... لأن قصة حياتي عادية، ولا يوجد بها ما يصلح لأن يكون قصة فيلم سينمائي، وإن كنت أؤكد حرصي على تقديم عمل سينمائي في المرحلة المقبلة وأمامي الكثير من السيناريوهات سأتفرغ قريبا لاختيار أفضلها والدخول إلى بلاتوهات السينما لتصوير العمل في أقرب وقت، فأنا متحمسة للموضوع.

العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً