سيكتب يوم الأحد الثالث عشر من يوليو/ تموز كيوم تاريخي، فهو اليوم الذي أغلقت فيه واحدة من أكثر القضايا تأثيرا في المجتمع البحريني بعودة الموقوفين الثمانية بعد مرور 143 يوما قضوها في سجن الحائر بالرياض.
فجر ذلك اليوم كان فجرا مميزا بعودة الثمانية الى أهاليهم الذين أعربوا عن شكرهم لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة على ما قام به من مبادرة كريمة وخيّرة لدى القيادة السعودية أدت إلى استجابة الأشقاء في السعودية والإفراج عن الموقوفين البحرينيين، مؤكدين أن المبادرة تعكس مدى ما يكنّه جلالته من حبّ للمواطنين وحرصه الدائم على رعايتهم وتتبع احتياجاتهم أينما كانوا.
وقد طمأن جلالته من يعمل من الثمانية في سلك التدريس بإمكان رجوعهم إلى وظائفهم معلمين في مدارس وزارة التربية والتعليم، وذلك خلال استقباله عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الشيخ أحمد العصفور الذي قدم لجلالته المواطنين الثمانية الذين أفرجت عنهم السلطات السعودية، كما وجه جلالته العائدين إلى المزيد من البذل والعطاء في سبيل وطنهم ومجتمعهم من خلال وظائفهم بوزارة التربية والتعليم.
الموقوفون لم يغيبوا عن البال
وفي يوم الثلثاء، استقبل رئيس الوزراء سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة المفرج عنهم. وقال سموه: «تابعنا منذ اللحظة الأولى أموركم، وسعينا لحلها، وعملنا الكثير حتى توجت هذه الجهود بالمبادرة الخيرّة لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى لدى القيادة السعودية التي أثمرت عودتكم إلى أحضان وطنكم»، مؤكدا سموه أن «جلالة الملك دائما من كل خير قريب، وان التسامح والعفو من شيمنا الإسلامية والعربية»، لافتا سموه إلى أن «الموقوفين لم يغيبوا عن بالنا لحظة واحدة طوال فترة توقيفهم، وكنا نتابع أمورهم أولا بأول فشعرنا بشعورهم وشعور أهاليهم، لأننا في البحرين جميعا أسرة واحدة، لذا لن يهدأ لنا بال طالما أن هناك بحرينيا واحدا موقوفا في الخارج».
من جانبه، أفاد وزير شئون مجلس الوزراء الشيخ أحمد عطية الله آل خليفة أن جميع الموقوفين الثمانية الذين أفرج عنهم حديثا سيتم إرجاعهم إلى وظائفهم بناء على توجيهات صدرت من عاهل البلاد، كما سيتم صرف رواتبهم ومستحقاتهم بدءا من تاريخ انقطاعهم عن العمل.
صدور الأحكام في قضية حوادث ديسمبر
ومن الوقائع المهمة التي شهدها الأسبوع الماضي نطق هيئة المحكمة الكبرى الجنائية الأولى صباح يوم الأحد بالأحكام القضائية بحق متهمي حوادث ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ قضت بسجن متهم من منطقة سترة سبع سنوات وتغريمه 9985 دينارا لصالح وزارة الداخلية، كما أمرت بمعاقبة أربعة متهمين آخرين في القضية ذاتها بالسجن مدة خمس سنوات، وأدانت ستة متهمين آخرين بالحبس سنة واحدة، وبرأت أربعة متهمين.
وبررت المحكمة حكمها السالف بأن المتهم المقضي بسجنه 7 سنوات هو من قام بمفرده بحرق سيارة الشرطة كما هو بائن في الصور، في حين عللت تبرئتها بعض المتهمين بعدم اطمئنانها إلى إسناد الاتهام إليهم، مبدية اقتناعها واطمئنانها لسلامة اعترافات المتهمين في تحقيقات النيابة العامة، وأكدت عدم اقتناعها بأقوال شهود النفي.
وقد عقدت الجلسة القضائية برئاسة القاضي الشيخ محمد بن علي آل خليفة وعضوية القاضيين طلعت إبراهيم محمد وعبدالله الأشراف وحضور رئيس النيابة العامة حسين البوعلي، وأمانة سر راشد سالمين. وفي أول ردة فعلٍ على أحكام الإدانة أعلنت هيئة الدفاع عن المتهمين تقدمها بطلب استئناف الأحكام القضائية الصادرة.
مواجهات في بعض القرى
واندلعت عدة مواجهات بين متظاهرين وقوات مكافحة الشغب في عدد من القرى البحرينية يوم الأحد كان أبرزها تلك التي شهدتها السنابس وجدحفص التي بدأت عصرا وامتدت حتى وقت متأخر من الليل احتجاجا على الأحكام التي أصدرتها المحكمة الكبرى الجنائية بحق متهمي قضية إحراق الجيب وسرقة السلاح، إذ شهدت قرية كرانة مواجهات محدودة بعيد صدور الأحكام قبل أن تنطلق مواجهات في منطقة السنابس امتدت سريعا إلى كل من الديه وجدحفص، وشهدت المواجهات استخدام الزجاجات الحارقة «المولوتوف» من قبل المتظاهرين، في حين ردت قوات مكافحة الشعب بإلقاء الغازات مسيل الدموع والرصاص المطاطي.
وتزامنت أحداث السنابس مع مواجهات أخرى اندلعت في قرية الهملة والسهلة والمعامير وكرباباد والمالكية، وفي الدراز أسفر الأمر عن اعتقال 4 أشخاص.
بني جمرة تشكو «الانقطاعات»
وفيما يتعلق بالأوضاع الخدمية في الأسبوع الماضي، جدّد أهالي المجمع السكني رقم 539 لمنطقة بني جمرة شكاواهم من الانقطاعات الكهربائية المتكررة لمنازل المنطقة، موضحين أن الانقطاعات الكهربائية بدأت قبل خمسة أيام وهي مستمرة بشكل يومي، فبعضها يكون انقطاعا جزئيا، وفي أيام أخرى يكون الانقطاع كليا عن المنازل. وعبر الأهالي عن استيائهم الشديد من كثر الانقطاعات وخصوصا مع منتصف شهر يوليو الجاري، مبدين تخوفهم من تكرار تلك الانقطاعات خلال الأيام المقبلة.
وطالب الأهالي المسئولين في هيئة الكهرباء بالوقوف على الأسباب الرئيسية للانقطاعات الكهربائية وإيجاد الحلول الجذرية لها، لتفادي تكرارها في المستقبل.
إلى ذلك، أوضح رئيس مجلس بلدي الشمالية يوسف البوري أن مناطق كثيرة بالمحافظة الشمالية شهدت خلال الأسبوعين الماضيين انقطاعات كهربائية امتدت إلى الشوارع الرئيسية العامة، ذاكرا أن الشريط الممتد على شارع الجنبية والقرى التي تقع على الشريط من مثل بني جمرة وسار والجنبية والقرية كانت قد شهدت انقطاعات كهربائية متكررة خلال الأيام الماضية.
الجرافات تردم ساحل كرباباد
ويبدو أن ساحل كرباباد أصبح واقعا تحت «الجرف»، إذ أكد ممثل الدائرة الرابعة بمجلس بلدي العاصمة حميد منصور لـ «الوسط» أن الجرافات بدأت عملية ردم واسع النطاق في ساحل كرباباد، مشيرا إلى أن العاملين في الموقع أوضحوا أن وزارة الأشغال هي التي تقوم بالدفان بهدف شق شارع في المنطقة.
واستغرب منصور الشروع في عملية الدفان في وقت اقترب المجلس من حل ما أسماه أزمة مرفأ الصيادين، موضحا أن هذا يعتبر تعديا صارخا على صلاحيات المجلس البلدي واختصاصاته، ولاسيما أننا نعلم أن الدفان يتم من دون ترخيص، كما أن نوعية الدفان المستخدمة غير قانونية بأي شكل من الأشكال.
رسوم استعلامات الدليل
نحو مزيد من «الزيادات في الرسوم» التي تثقل كاهل المواطنين، وافقت هيئة تنظيم الاتصالات، واعتبارا من يوم الثلثاء الموافق 15 يوليو الجاري على احتساب رسوم قدرها 150 فلسا على جميع المكالمات الصادرة من الهواتف الثابتة للاستفادة من خدمة بتلكو لاستعلامات الدليل. وكما هو الحال بالنسبة إلى خدمة الهاتف النقال سيتم اقتطاع مبلغ ثابت من الرسوم المفروضة على كل مكالمة يتم إجراؤها عبر الخطوط الثابتة للاستفادة من خدمة استعلامات الدليل، على أن يتم تخصيصها للأعمال الخيرية، بحسب البيان الصادر.
وقالت شركة بتلكو إن احتساب الرسوم على خدمة استعلامات الدليل على زبائن خدمة الهاتف النقال بدأ في أغسطس/ آب العام 2007، وضمن التزام بتلكو بدعم المجتمع، تقوم باقتطاع مبلغ ثابت من الرسوم المحتسبة على كل مكالمة صادرة عن أي هاتف نقال وتخصيصها للأعمال الخيرية.
دفعة من البيوت الجاهزة بالمحرق
وزع مجلس المحرق البلدي دفعة جديدة من البيوت الجاهزة ضمن مشروع المكرمة الملكية لأصحاب البيوت الآيلة السقوط يوم الثلثاء الماضي، حيث بلغ عدد البيوت في هذه الدفعة خمسة وعشرين بيتا.
وذكر رئيس لجنة مشروع البيوت الآيلة للسقوط نائب رئيس مجلس المحرق البلدي عبدالناصر المحميد أن بعض البيوت مازالت غير مكتملة وتنقصها بعض الخدمات الضرورية مثل الماء أو الكهرباء، وهو ما ينطبق على عدد من المشمولين في الدفعة الحالية أو الدفعة التي سبقتها.
صيادو المحرق قلقون على أرزاقهم
وفي جزيرة المحرق، لايزال الصيادون يعيشون قلقا على أرزاقهم بسبب تنفيذ المشاريع الاستثمارية، وهو الأمر الذي بحثوه مع محافظ المحرق سلمان بن عيسى بن هندي يوم الثلثاء الماضي حيث أكد المحافظ الترحيب بإقامة المشاريع الاستثمارية في نطاق المحافظة نظرا لمردودها الاقتصادي والتنموي للمملكة، مؤكدا في الوقت ذاته رفضه لقطع ارزاق الأهالي وموارد دخلهم الاساسية من قبل بعض الاستثمارات التي لا تضع رزق المواطنين ضمن اولوياتها.
كما اكد المحافظ أن القيادة لا ترضى أبدا أن تكون عملية البناء والاستثمار على حساب قوت المواطنين أو يصيبهم الضرر أو الظلم جراء عملية الدفان في البحر الذي يعد مصدر قوت يومهم وقوت ابنائهم، مشددا على الجهات المعنية وجوب عدم اصدار أي رخصة لأي شركة إلا بعد التأكد من عدم تضرر الأهالي من هذه المشاريع او تعويضهم التعويض المجزي.
علاوة السكن للمطلقات والأرامل
وجاءت البشرى للأسر التي تعليها نساء يوم الأربعاء الماضي، فقد وجّه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة إلى صرف علاوة السكن للأسر التي تعولها نساء التي تقدمت بطلبات للحصول على خدمات إسكانية، وذلك استثناء من شرط مرور خمس سنوات على تاريخ تقديم الطلب.
ويأتي هذا التوجيه تتويجا لجهود الحكومة لمد مظلة الرعاية الاجتماعية لكل فئات الشعب البحريني. وستصرف العلاوة لعدد 510 أسر بكلفة تصل إلى 612 ألف دينار سنويا.
اتهام 4 بحيازة «المولوتوف» في المالكية
وفي يوم الأربعاء الماضي، صرح مدير عام مديرية شرطة المحافظة الشمالية بأن دورية مركز شرطة مدينة حمد لاحظت وقوف سيارة (باص) وبجوارها أربعة أشخاص في ساعة متأخرة في مكان مظلم بالقرب من منزل مهجور بمنطقة المالكية، وما أن شاهدوا سيارة الدورية حتى لاذوا بالفرار إلا أنه تم ضبط السيارة وسائقها الذي أرشد عن بيانات الثلاثة الآخرين ومحل إقامتهم بالمالكية، وأقر أنهم من قاطني منطقة المالكية كانوا يقومون بجمع إطارات السيارات القديمة لاستخدامها في أعمال شغب وحرق في مسيرة كان مزمع قيامها من منطقة المالكية بتاريخ 12 يوليو 2008، وكشف المكان الذي يقومون فيه بحفظ هذه الإطارات وتجهيز المواد الأخرى الحارقة التي يستخدمونها في أعمال الشغب وهو منزل مهجور بمنطقة المالكية.
جلالة الملك يوجه الى احترام السلطة القضائية
وجه عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة النائب حسن سلطان إلى ضرورة تقدير واحترام السلطة القضائية، وعدم القبول بالتشكيك في نزاهة السلطة القضائية التي هي محل افتخار وتقدير لدى الجميع. ويأتي توجيه جلالته للنائب إثر التصريحات التي أدلى بها الأخير وشكك فيها بنزاهة أحكام القضاء الصادرة بحق المتهمين بسرقة السلاح وحرق سيارة تابعة لوزارة الداخلية.
وكان جلالته استقبل يوم الأربعاء بالإضافة إلى النائب سلطان كلا من نائب محافظ الشمالية جاسم الوافي وعضو المجلس البلدي عن منطقة المالكية علي منصور، إذ وجه جلالته عموم المواطنين لأهمية احترام السلطات الثلاث لبعضها بعضا لمزيد من تعاونها لما فيه خير مصلحة الوطن والمواطن.
كما أكد الملك أن مملكة البحرين حريصة على توفير كل مقومات النجاح أمام المواطن البحريني لزيادة العطاء والإبداع في مختلف قطاعات العمل لإيمانها المطلق بأهمية الدور الذي يقوم به المواطن في تعزيز وتطوير المسيرة التنموية الشاملة. ووجه جلالة الملك ممثلي أهالي قرية المالكية إلى أهمية العمل الجاد والصادق لتعزيز وحدتنا الوطنية وترسيخ القيم العربية الإسلامية الأصيلة.
ودعا جلالة الملك إلى نبذ العنف وكل ما يسبب الفرقة أو يثير الكراهية بين الناس، منوها جلالته بأهمية التوجه إلى قطاع الشباب وتوعيتهم وتعريفهم بمسيرة الآباء والأجداد بكل ما يخص حاضرهم ومستقبلهم للحفاظ على مكتسبات الوطن ومنجزاته، وليكونوا من العاملين المخلصين لوطنهم ومجتمعهم، محذرا من وجود بعض العناصر الدخيلة التي تهدف إلى بث روح الفرقة وإثارة المشكلات وأصبحت مصدر قلق للأمن تعيق تنفيذ المشاريع التطويرية والحضارية لقرية المالكية التي لا تضع أي اعتبار لمصلحة الوطن، مؤكدا أن البحرينيين أسرة واحدة متكافلة متضامنة في السراء والضراء.
ودعا جلالته إلى أن تسود لغة التسامح والتآخي ونبذ العنف. وأكد أن البحرين تنعم بأجواء انفتاح ديمقراطي واجتماعي، مشددا على أهمية المسئوليات الكبيرة التي يتحملها المواطن تحقيقا لكل الطموحات والتطلعات لمزيد من المشاريع التنموية في الوطن.
من جانبهم، عبر ممثلو أهالي قرية المالكية عن شكرهم وامتنانهم لجلالة الملك لحرصه على تعزيز الوحدة الوطنية وتوجيه شباب البحرين نحو العمل من أجل تطور مختلف قطاعات العمل والإنتاج في البلاد، مشيدين بدور جلالته لتعزيز مكانة البحرين بين مختلف دول العالم، معبرين عن حرصهم للقيام بواجباتهم ومسئولياتهم لكل ما من شأنه الحفاظ على المكتسبات والانجازات التنموية والحضارية التي تحققت للبحرين وطالت جميع مدن وقرى المملكة، مؤكدين أن توجيهات جلالته وحديثة لأعضاء الوفد كان يصب في مصلحة الوطن والمواطن.
من جانبه، أشاد النائب حسن سلطان باللقاء مع جلالة الملك، واصفا إياه بأنه ايجابي. وقال إن جلالته أكد الوحدة الوطنية وتعزيز اللحمة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد، مضيفا أن جلالة الملك أكد كذلك أهمية واستمرارية المشروع الإصلاحي وثباته والعزم الأكيد في تحسس أوضاع المواطنين وحاجاتهم واستمرار المشاريع التنموية التي تخدم المواطنين وكل ما يهم الوطن والمواطن.
العدد 2143 - الجمعة 18 يوليو 2008م الموافق 14 رجب 1429هـ