العدد 2144 - السبت 19 يوليو 2008م الموافق 15 رجب 1429هـ

سلام يا «دفعة»

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

عندما يبدأ التعارف بين شخصين متقاربين في السن في مصر فغالبا ما يسأل أحدهما الآخر عن السنة التي تجند فيها في الجيش المصري، وإن تصادف أنهما تجندا في السنة نفسها فإنهما يكونان من «الدفعة» نفسها ويبدأ حديثهما عن ذكريات أيام التجنيد والسنوات الصعبة في الجيش.

في البحرين يحدث مثل ذلك تماما، فعلى رغم عدم وجود تجنيد إجباري لدينا ولكن توجد «دفعات» فهناك دفعة «93» ودفعة «94» ودفعة «95 والتي هي دفعتي» وهناك طبعا دفعة «92» المظلومة.

حتى الآن لم تنتظر أو تعاني أي من الدفعات السابقة مقدار ما عانته هذه الدفعة بالذات للحصول على الوحدات السكنية التي ظلت تحلم بها لمدة 16عاما، إذ حتى الدفعة السابقة وهي دفعة العام 1991 لم تنتظر غير 14 عاما فقط للحصول على وحداتها السكنية.

دفعت العام 92 وعدت بالحصول على وحداتها السكنية أكثر من مرة خلال الفترة السابقة، ولمن لا يذكر فإن وزير الأشغال والإسكان السابق فهمي الجودر قد وعد هذه الدفعة أمام البرلمان السابق بتلبية طلباتها في مشروع اللوزي قبل نهاية العام 2006 وحتى الآن لا يوجد ما يؤكد حصول جميع أفراد هذه الدفعة على مساكنها قبل نهاية العام المقبل 2009 مع اكتمال المشروعات الإسكانية التي يجرى تنفيذها في الوقت الراهن.

وإن كانت مشكلة دفعة 92 يمكن أن تحل خلال سنة أو سنتين فإن مصير باقي الدفعات يبقى في علم الغيب وخصوصا بعد أن اختفى الحديث عن المدن الأربع التي تم الإعلان عنها سابقا، ولم يبقَ من هذه المدن غير المدينة الشمالية التي تضاربت حولها الأقاويل في الفترة الأخيرة، فحسب تصريح النائب السيدعبدالله العالي فإن المدينة الشمالية من دون موازنة في الوقت الحاضر، كما أن وزارة الإسكان قد قامت بتقليص مساحة المدينة من 1500 هكتار إلى 740 هكتارا فقط، كما تم تقليص عدد الوحدات السكنية من 20 ألف وحدة تستوعب 90 ألف نسمة إلى 15 ألف وحدة تستوعب 75 ألف نسمة.

وفي حين تؤكد وزارة الإسكان أن المرحلة الأولى من المدينة ستكون جاهزة في العام 2012 فإن ما تردد حول فسخ العقد بين وزارة الإسكان والشركة الفرنسية المنفذة للمشروع ينبئ بأن اكتمال المشروع لن يرى النور قبل العام 2022 على أقل تقدير، فإن كانت الوزارة قد تأخرت في بناء 200 وحدة سكنية لأكثر من عامين ونصف العام «حتى الآن» في منطقة الشاخورة، وإن كان مجموع ما أنشأته الوزارة منذ تأسيسها في العام 1975 وحتى العام 2002 بما في ذلك مدينتا عيسى وحمد لا يتجاوز 21 ألفا و 700 وحدة سكنية فكيف ستتمكن من بناء 15 ألف وحدة في مدة لا تتجاوز الأربع سنوات؟

وسلام يا دفعة.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 2144 - السبت 19 يوليو 2008م الموافق 15 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً