العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ

المحافظة الجنوبية بين الإخفاق والانجاز

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

بالأمس القريب، قرأت خبر خطة تطوير المالكية، فالقرى المحتاجة الى إعادة تأهيل وتتمثل بوحدات سكنية وشقق كذلك، مما أثلج صدري فهناك تحرك أو حلحلة للقرى والأحياء القديمة والمتهالكة، إلا بالجنوبية إذ مازالت المحافظة تفاخر بعرض المشاريع العقارية الاستثمارية بمباركة المجلس البلدي والبلدية وكأن هذه المحافظة لا يقطنها إلا فئة البيوت العاجية فاعلم أخي المسئول بالجنوبية سواء كنت بالمجلس البلدي أو البلدية أو حتى المحافظة بأن الرفاع القديمة بأهلها مازالت بعيدة كل البعد عن هذه الخطط حيث المستوى الخدمي لهذه المنطقة لا يقل عن القرى إن ما كانت أسوأ، وأعلم بأن ليس لديها إلا 60 وحدة سكنية لا أعلم إلى من آلت إليه، علما بأن الرفاع الشرقي موعودة بإنشاء 200 وحدة سكنية فقط، شرق قلعة الشيخ سلمان بن أحمد الفاتح، هل تفي هذه الوحدات لطلبات لم تلب بعضها منذ 1993؟، والسؤال لما هذا التنافر غير المبرر من قبل المجلس البلدي والبلدية والمحافظة وكأن هذه المكونات تعمل باستراتيجيات تفوق الخيال العلمي، لذلك لا نلمس التغير المنشود لأهالي المنطقة وهنا أقول عند ضعف إرادة المجلس البلدي على إحداث التغيير لسبب غياب الكفاءات... أو مركزية القرار أو مناطقية العمل كما هو حاصل، وعجز البلدية على إعداد مشروع تنظيمي للوائح التنفيذية الخاصة بالشروط التخطيطية والتنظيمية والفنية الواجب توافرها في منطقة مثل الرفاع القديمة أو حتى اقتراح المشروعات العمرانية أسوة بالبلديات الأخرى.

لا شك ان الهموم الغالبة والحاكمة لتفكير الجميع هي هموم الحياة ومواجهة تحدياتها ولا يجوز بأي حال من الأحوال اعتبار فرع منها أيا كان أقرب إلى أهمية الجذع نفسه، ومن المنطق والمنطلق على حد سواء علينا أن نعتبر هموم السكن وإعادة تأهيل الأحياء القديمة أو العمل على إرجاع أهالي المنطقة أو أبنائهم أو أحفادهم هي الأولى بالاهتمام والمعالجة من قبل الجهات المعنية التي من المفترض أن تعمل للأحسن ولكن.

إن العدل والإنصاف يتطلب منا وخصوصا من قبل مسئولي هذه الإدارات ترجمة الإخلاص والانتماء ليس بحثا عن التميز أو المزايدة أو الولاء للمهنة, وإنما من قبيل الانتصار لترجمة الأهداف المرجوة والتي يطمح لها أهالي هذه المنطقة، حيث الاهتمامات - للأسف الشديد - بالحدود الدنيا من الرعاية... والتوظيف للمعالجات التي تتخذها وتترسمها هذه الجهات وإن تصدرت الأقوال فإنها تلقي التجافي والإهمال في ميادين الأعمال للأسف الشديد والنظرة نفسها نجدها في ضالة الاهتمام بمشكلات هذه المنطقة لسبب محدودية المتخصص في هذا الشأن الحياتي الخطير، على رغم أن لا هوية ولا وضوح في استقامة الشخصية من دون امتلاك العروة التخصصية، ومن دون قاعدة صحيحة من المعرفة التي تتشكل منها وهي التي تصوغ في الصورة حقيقة المقومات والخصائص التي نبني عليها، وهي المسئوليات التي لم تعد اليوم حكرا على المسئول غير المبالي أو الواعي وإنما هي فريضة واجبة على كل مسئول معين أو منتخب. وهنا نقول للقائمين على هذه المؤسسات إن الاقتناع بعمل الآخر هو نتيجة وليس سببا، إذ لا يمكن إنتاج القناعة بالمسئول وتوظيفه في مجالات الحياة المتنوعة إذا لم يكن الأداء حقيقيا وصادقا ومعطاء، وهي شروط لن تتوافر إذا ما فشلت هذه الجهات بتوظيف إمكاناتها بصدق وأمانة والتزام كامل، وهذا ما تجود به الديمقراطية فيما لو اعتمدتها الدولة كنظام، فتحقيق المشاركة والمساءلة والشفافية والصيانة لمتطلبات المواطنين والتمثيل الصادق لهم ولتطلعاتهم هي من أبرز مكاسب الديمقراطية التي ستؤمن اتحاد المواطنين أي تعزيز الحراك المدني المتمثل في اللجان الأهلية وبالمقابل يجب أن نعي ان من ضحايا العمل غير المتقن هي الدولة لسبب عدم تفاعل هذه الفئات من المجتمع مع المتغيرات، فالرفاع القديمة يجب الالتفات الى طلباتها كتحسين المناطق المتهالكة وتلبية طلبات الإسكان وإعادة تخطيط المنطقة بما يتناسب مع المتغيرات والعمل على إرجاع أهاليها الذين اضطروا للسكن خارجها لأسباب منها ظاهر ومنها مجهول، وإعادة بناء مساكنهم بما يتناسب مع عدد أسرهم.

في ظل المتغير الديمغرافي نريد إرجاع أهالي الرفاع علي أقل تقدير.

وبعيدا عن التملق ليعلم المسئولون والمنتخبون ان الناس يذوبون حبا وينصهرون بالدولة التي ترعاهم وتحترمهم وتصون حقوقهم وتسهر على خدمتهم ورعايتهم.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2145 - الأحد 20 يوليو 2008م الموافق 16 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً