العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ

النفط يسجل ارتفاعا بعد هبوط استمر أسبوعين

ارتفع سعر النفط أمس (الجمعة) إلى نحو 126 دولارا للبرميل واستقر بعض الشيء بعد تراجعه على مدى اسبوعين مع عودة المشترين إلى السوق قبل عطلة نهاية الأسبوع.

ودفع القلق من أنْ يتسبب ارتفاع الأسعار وضعف الاقتصاد الأميركي في ضعف الطلب أسعار الخام للهبوط بأكثر من 20 دولارا من مستوى قياسي فوق 147 دولارا للبرميل في وقت سابق من هذا الشهر لكن مشتريات لأسباب فنية ولتغطية مراكز مدينة دعمت الأسعار يوم الخميس.

وفي الساعة 1200 بتوقيت جرينتش سجل الخام الأميركي الخفيف للعقود تسليم سبتمبر/ أيلول 126.15 دولارا للبرميل مرتفعا 66 سنتا بعد أن صعد 1.05 دولار يوم الخميس متعافيا من أدنى مستوى في سبعة أسابيع.

وارتفع خام القياس الأوروبي مزيج برنت 48 سنتا إلى 126.92 دولارا للبرميل.

وقال مدير وحدة اسيا لدى «هدسون كابيتال انرجي» جوناثان كورنافل «من المؤكد أننا سنشهد بعض عمليات الشراء لتغطية مراكز مدينة اليوم بعد الهبوط 15 في المئة في أكثر قليلا من أسبوع ومع اقتراب العطلة الأسبوعية».

وأضاف «ومع ذلك مازال يمكن أنْ تتراجع الأسعار بعد عمليات الشراء قبيل عطلة نهاية الاسبوع».

ويتأثر النفط كذلك بأسواق الأسهم التي هبطت في الولايات المتحدة أمس الخميس وسط مخاوف بشأن صحة القطاع المالي والاقتصاد العالمي. وتراجعت الأسهم الأوروبية أمس.

وقال المحلل في «ام.اف جلوبل» ادوارد مير في تقرير «التراجع الحاد في أسعار الأسهم إذا استمر لليوم الثاني (أمس الجمعة) قد يدفع أسعار السلع للارتفاع بعض الشيء.»

وحتى بعد تراجعاته في الفترة الأخيرة مازال سعر النفط مرتفعا بنسبة نحو 30 في المئة هذا العام وارتفع عن مستويات دون 20 دولارا للبرميل في العام 2002 بسبب ارتفاع الطلب من اقتصادات سريعة النمو مثل الصين.

وشكّل ارتفاع أسعار النفط الذي ترجعه أوبك لأسباب لا تتعلّق بالعرض والطلب ضغوطا على الساسة لاتخاذ إجراءات لمساعدة المستهلكين على دفع فواتير الوقود المرتفعة.

وسيصوّت مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون عرضه ديمقراطيون يسعى إلى الحد من المضاربات في أسواق الطاقة لكن الجمهوريين قالوا إنهم يملكون أصواتا لتعطيل هذا القانون.

أسعار الأوبك تتراجع

من جهة أخرى سجّلت أسعار سلة خامات نفط منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) تراجعا جديدا في تعاملات الخميس وذلك لليوم التاسع على التوالي.

وأعلنت الأمانة العامّة للمنظمة في فيينا أمس أن سعر برميل النفط (159 لترا) سجل الخميس 122.42 دولارا بانخفاض مقداره 1.47 دولار أميركي عن تعاملات أمس الأوّل الأربعاء.

يشار أنّ النفط من إنتاج دول أوبك يشكّل حوالي 40 في المئة من إجمالي إمدادات النفط في الأسواق العالمية.

ويذكر أن سلة خامات الأوبك تضم 13 نوعا وهي خام (صحارى) الجزائري و(ميناس) الاندونيسي والإيراني الثقيل و(البصارة) العراقي وخام التصديرالكويتي وخام (السدر) الليبي وخام (بوني) النيجيري والخام البحري القطري والخام العربي الخفيف السعودي وخام (مريات) والخام الفنزويلي و(جيراسول) الانغولي و(اورينت) الأكوادوري.

وفي السياق نفسه قالت مؤسسة بترولوجيستكس الاستشارية أمس إنه من المتوقع أنْ يرتفع إنتاج منظمة أوبك من النفط بمقدار 200 ألف برميل يوميا خلال شهر يوليو/ تموز الجاري بالمقارنة مع يونيو/ حزيران الماضي بسبب ارتفاع الإمدادات من السعودية والعراق.

وتعد هذه الزيادة أقل من المتوقع من أوبك وربما تشير إلى أنّ الطلب محدود على الخامات الأثقل التي عرضتها السعودية رغم ارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية.

وقال رئيس الشركة كونراد جربر لرويترز إنه من المتوقع أنْ يبلغ إنتاج المنظمة 32.9 مليون برميل يوميا خلال يوليو ارتفاعا من 32.7 مليون في يونيو.

وأضاف «السعوديون لا يمكنهم بيع كل الخام الإضافي لذلك لا أتوقع أنْ يرفعوا الإنتاج كثيرا في يوليو.»

ومن المتوقع أنْ يبلغ إنتاج السعودية أكبر أعضاء أوبك إنتاجا 9.45 ملايين برميل يوميا في يوليو ارتفاعا من 9.32 مليون برميل يوميا في يونيو. لكن هذا المستوى يقل عن حجم الإنتاج الذي أعلنت عنه السعودية وهو 9.7 ملايين برميل في اليوم.

ومن المنتظر أنْ يرتفع الإنتاج العراقي إلى 2.45 مليون برميل يوميا من 2.33 مليون وذلك رغم توقف الصادرات لفترة قصيرة من الحقول الشمالية في العراق إلى تركيا هذا الأسبوع.

كما قالت المؤسسة: إنّ أنجولا رفعت إنتاجها إذ تشير التوقعات إلى أنه سيتجاوز مليوني برميل يوميا للمرة الاولى هذا الشهر بزيادة بسيطة عن الشهر السابق لتتفوق بذلك على نيجيريا التي تحتل في العادة المركز الاول بين منتجي النفط في القارة الإفريقية.

ومن المتوقع أن يبلغ الانتاج النيجيري 1.85 مليون برميل يوميا في يوليو من دون تغيير يذكر عن الشهر السابق. وأدّت هجمات متشددين على منشآت نفطية في منطقة دلتا النيجر إلى انخفاض انتاج نيجيريا.

أما إيران التي باعت في يونيو كميات ضخمة من النفط الذي كانت تخزنه في ناقلات نفطية فمن المتوقع أنْ تنخفض إمداداتها في يوليو نحو 80 ألف برميل يوميا إلى 4.03 ملايين برميل في اليوم.

ولم تعدل منظمة أوبك حدود الإنتاج الرسمية هذا العام وقالت: إنّ المستهلكين لديهم إمدادات كافية وعزت ارتفاع الأسعار إلى عوامل أخرى غير العرض والطلب مثل ضعف الدولار الأميركي.

ورغم ذلك فإن تقديرات بترولوجيستكس تشير إلى أنّ إنتاج أعضاء أوبك المرتبط ين بقيود الإنتاج وهم جميع الأعضاء باستثناء العراق يبلغ 30.45 مليون برميل في اليوم؛ أي أعلى من المستوى المستهدف رسميا وهو 29.67 مليونا.

وفي سياق متصل، دعا الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الخميس في لشبونة إلى تثبيت سعر برميل النفط ب «100 دولار»، مذكرا بأنّ ارتفاع اسعار النفط هو نتيجة المضاربات الملازمة للنظام الرأسمالي.

وقال تشافيز في تصريح صحافي ادلى به في ختام لقاء مع نظيره البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا، «اذا استقر السعر على 100 دولار، فإن ذلك يبدو لي صحيحا».

وأضاف إن «المضاربة تؤدي الى ارتفاع الأسعار ارتفاعا غير معقول»، مشددا على أهمية توفير الطاقة ومكافحة «التبذير».

وقال تشافيز من جهة أخرى إن «غالب اينيرجيا»، أهم شركة للنفط والغاز في البرتغال، وشركة النفط الفنزويلية ستزيدان من تعاونهما لاستثمار النفط والغاز في فنزويلا.

وقد وقعت الشركتان في أكتوبر/ تشرين الأوّل بروتوكولات اتفاق.

وقال تشافيز بعد لقاء مع رئيس «غالب اينيرجيا» مانويل فيريرا دو اوليفيرا، «في غضون أيام، ستتوجه إلى البرتغال أوّل سفينة فنزويلية محملة بالنفط».

العدد 2150 - الجمعة 25 يوليو 2008م الموافق 21 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً