العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ

مشروع ذاكرة الوطن

عبدالمنعـم الشـيراوي comments [at] alwasatnews.com

مشروع ذاكرة الوطن كان ومازال مشروعا وطنيا سعيت عندما طرحته مطلع العام 2003 على الجمعيتين الممثلتين للتيار الديمقراطي واللتين لهما تاريخ عريق يمتد منذ حقبة الخمسينيات حتى اليوم وهما جمعية المنبر الوطني الديمقراطي وجمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) برسالتين موجهتين إلى الأمنَين العامَّين للتنظيمين مرفقة بتصوّر كامل للموازنة التأسيسية والتشغيلية للمشروع؛ لكي يتم توثيق التاريخ الوطني للبحرين بصورة علمية وحيادية وشفافة تعتمد على جمع ما يتوافر من أدبيات الحركة الوطنية وانتفاضات هذا الشعب وفحوى مطالبه الوطنية بما فيها التصدي للاستعمار وقواعده الجاثمة على أرض الوطن.

ويعتمد جمع هذا التاريخ على ما توفره ذاكرة الرعيل الحي من مناضلي الحركة الوطنية وكوادرها وجماهيرها دون الحاجة في مرحلة الجمع إلى التدقيق والمقارنة في محاولةٍ لتنقيح تلك الذاكرة مما يعتريها من وهن الذاكرة أو الطبيعة البشرية في التركيز على الأنا والنحن في أرشفة الحدث، حيث يترك ذلك للباحثين أنفسهم، وإلى جانب الوثائق المتوافرة والمنشورة في أرشيف وزارة الخارجية البريطانية وأية وثائق تتوافر في مكتبة الكونغرس الأميركي بالولايات المتحدة الأميركية، على أن يتم جمع كل ذلك وأرشفته وطبعه على اسطوانات مدمجة؛ لكي يتوافر لأي باحث في ذلك التاريخ التدقيق والمقارنة والبحث في أية قضايا وأحداث تتعلق بذلك التاريخ.

والحقيقة كنا نأمل خلال تلك الفترة ويحدونا الأمل الذي زرعته تباشير الحركة الإصلاحية في العام 2002 أن تبارك حتى الدولة مثل هذا المشروع وأن تقتدي بالدول الديمقراطية العريقة وتضع آلية لنشر وثائقها بعد مرور 30 أو 40 سنة على تاريخها بما في ذلك فتح ملفات الأمن والمخابرات للباحثين وخصوصا أن تلك الملفات لم يتبقَ لها من ضرورات سرية وأمنية تمنع نشرها جزءا من المشروع الإصلاحي لجلالة الملك.

والحقيقة إن الرد الوحيد بعد متابعتي الإخوان كان من الأخ المناضل عبدالرحمن النعيمي الذي طرح فكرة أن يتبنى المركز الوطني للدراسات المشروع ويعمل على تفعيله. ومضت فترة طويلة حاول فيها الأخ عبدالرحمن دعوة - لغير مرة - الكثير من الكوادر والقيادات والتيارات الوطنية للمشاركة بفاعلية في المشروع دون جدوى، على حين واصلنا معا جمع ما وقعت عليه أيدينا من وثائق وأدبيات توفيرا للوقت ومساهمة في المشروع الحلم.

وقد يقول قائل: وماذا عن جمع وأرشفة الجزء المتعلق بنضالات التيارات الإسلامية التي كان نضالها وحركتها واضحين خلال فترة التسعينيات، إلى جانب الدعم والنضال اللذين وفرتهما التيارات الديمقراطية والوطنية لذلك النضال المشترك الذي يشمل نضالات الحركة الدستورية ولجنة العريضة خلال تلك الفترة؟ لنقول: لم يغب عن بالنا ولا عن مشروع ذاكرة الوطن أبدا ذلك التاريخ ولا محاولة جمعه وأرشفته، وخصوصا أن بعض الإخوة قد وفر لنا جهدا كبيرا كنا نحتاج إليه لجمع وأرشفة ذلك التاريخ؛ مما سمح لنا بجمع قاعدة شبه متكاملة لتلك الأحداث وذلك التاريخ.

عموما، كنت آمل أن أحضر الاجتماع الأخير الذي دعا له المركز عن طريق الأخ عبدالنبي العكري لولا الوعكة الصحية التي ألمّت بي يومها. وكنتُ أود أن يتم التأسيس بانتخاب لجنة أمناء للمشروع مهمتها البحث في آلية وبرنامج تفعيل هذا العمل إلى جانب البحث في آلية وطريقة تمويله ليكون مشروعا قائما بذاته، وخصوصا أن عملية جمع هذا التراث والوثائق والتاريخ تحتاج إلى عمل وموازنة تسمح بتوفير الحد الأدنى من مصاريف عمل المتطوعين من الكوادر والفعاليات الوطنية لدى الجمعيات السياسية مشتركة بحيث يكون مشروعا وطنيا جامعا مستقلا وملكا لهذا الوطن.

لذا نكرر نداءنا لجميع الإخوة والرفاق المهتمين بجمع تاريخ هذا الوطن وأرشفة تراثه الوطني ونشره أن يساهموا بشكل فاعل في تأسيسه وإدارته فهو ملك للوطن وليس لـ «وعد» أو المركز الوطني للدراسات أو أي جهة كانت.

إقرأ أيضا لـ "عبدالمنعـم الشـيراوي"

العدد 2158 - السبت 02 أغسطس 2008م الموافق 29 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً